أفادت وكالة "رويترز"، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن سفينة الشحن "إتيرنيتي سي" التي كانت ترفع علم ليبيريا، غرقت صباح اليوم الأربعاء قبالة سواحل اليمن، بعد تعرضها لهجوم مباشر من قبل جماعة الحوثي، في حادثة تُعد الثانية من نوعها في البحر الأحمر التي تنتهي بغرق سفينة تجارية.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد فقط من بث الحوثيين لقطات مصوّرة تُظهر عملية إغراق سفينة "ماجيك سيز"، وهي سفينة بضائع سائبة، في مشهد يُنذر بتصعيد خطير من المتوقع أن يكون على طاولة مجلس الأمن الدولي في جلسة مرتقبة اليوم.
وكان أربعة بحارة قد لقوا مصرعهم أمس الثلاثاء جراء الهجوم الذي استهدف "إتيرنيتي سي" باستخدام قوارب مسيّرة وزوارق سريعة.
وأكد مصدر مطلع أن الحادثة هي الأولى من نوعها منذ يونيو 2024 التي يسقط فيها قتلى بين طواقم السفن، ليرتفع إجمالي ضحايا الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر إلى ثمانية.
الولايات المتحدة دانت بشدة هذا التصعيد، ووصفت وزارة الخارجية الأميركية، على لسان المتحدثة تامي بروس، الهجمات بأنها تمثل تهديدًا مباشرًا لحرية الملاحة والأمن الاقتصادي الإقليمي، مشيرة إلى أن الحوثيين، بدعم إيراني، يواصلون استهداف الشحن المدني في أحد أهم الممرات المائية الدولية.
وأضافت بروس أن واشنطن ستواصل اتخاذ "الإجراءات اللازمة" لحماية الملاحة الدولية والسفن التجارية من ما وصفتها بـ"الهجمات الإرهابية الحوثية"، مؤكدة على التزام بلادها بتأمين خطوط الإمداد البحرية.
بدوره، قال مسؤول في عملية "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي، والمكلّفة بحماية السفن في البحر الأحمر، إن الهجوم على "إتيرنيتي سي" وقع على بعد 50 ميلاً بحريًا جنوب غرب ميناء الحديدة اليمني، مشيرًا إلى أنه ثاني هجوم يُسجَّل ضد سفينة تجارية في المنطقة منذ نوفمبر 2024.
السفينة كانت تحمل طاقمًا من 22 فردًا، بينهم 21 فلبينيًا ومواطن روسي واحد، حينما استهدفتها القوارب المسيّرة والقذائف الصاروخية التي أُطلقت من زوارق مأهولة يُعتقد أنها تابعة للحوثيين.
وكانت السفينتان المستهدفتان، "إيترنيتي سي" و"ماجيك سيز"، ضمن أسطولين تجاريين سبق أن زارت سفنهما موانئ إسرائيلية خلال العام الماضي، وهو ما تعتبره جماعة الحوثي مبررًا لهجماتها في إطار ما تصفه بـ"الرد على دعم الاحتلال الإسرائيلي".
وتأتي هذه التطورات وسط مخاوف متصاعدة من تصاعد التوتر في البحر الأحمر وتحوله إلى ساحة مواجهة مفتوحة تهدد سلاسل التوريد العالمية والملاحة في أحد أكثر الممرات التجارية حيوية على مستوى العالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news