نيويورك: غروندبرغ يحذر من تصعيد خطير في البحر الأحمر ويجدد دعوته لحماية اليمن من الانزلاق في الأزمات الإقليمية

حذر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من تصعيد خطير في البحر الأحمر، بعد تعرض سفينتين تجاريتين لهجمات من قبل جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الجاري، في أولى الهجمات على سفن تجارية منذ أكثر من سبعة أشهر، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين ومخاطر بيئية محتملة.

وقال غروندبرغ في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء، إن المنطقة مرّت بفترة مضطربة وغير مستقرة، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل شكّل بارقة أمل لاستعادة زخم الدبلوماسية، بما في ذلك في اليمن، إلا أن الوضع تعقّد مع تصاعد الهجمات الحوثية على إسرائيل والبحر الأحمر، والرد الإسرائيلي بغارات على صنعاء وموانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، ومحطة كهرباء.

وأكد غروندبرغ ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، ومنع استهداف البنية التحتية المدنية، محذراً من أن مزيداً من تورط اليمن في الأزمات الإقليمية سيقوض الوضع الهش في البلاد.

وقال إن الجبهات العسكرية في اليمن لا تزال صامدة نسبياً، لكنه أشار إلى هشاشة الوضع واستمرار الأنشطة العسكرية في محافظات الضالع والجوف ومأرب وتعز وصعدة، معبّراً عن قلقه من تحركات القوات نحو الضالع ومأرب وتعز.

وأضاف أن بعض أطراف النزاع لا تزال تراهن على التصعيد العسكري، محذراً من أن الحل العسكري “وهم خطير”، وأن التفاوض يظل الخيار الأفضل، داعياً الطرفين إلى وقف أي خطوات أحادية قد تضر بجميع اليمنيين.

وفي الشأن الاقتصادي، أكد غروندبرغ أن الأزمة الاقتصادية تفاقمت بشكل خطير، مع تآكل قيمة العملة وزيادة انعدام الأمن الغذائي وخطر المجاعة. لكنه أشار إلى أن المجال الاقتصادي لا يزال يمثل فرصة للتعاون العملي، مشيداً بفتح طريق الضالع مؤخراً، وداعياً إلى اتخاذ خطوات ملموسة لصرف الرواتب وتحسين الخدمات ودعم الاقتصاد الوطني.

وكشف المبعوث الأممي أنه ناقش خلال زيارته إلى عدن مع رئيس الوزراء المكلّف، سالم بن بريك، سبل تمكين الحكومة اليمنية من استئناف إنتاج وتصدير النفط والغاز.

وأكد غروندبرغ أهمية العمل على تهدئة الجبهات، وتمهيد الطريق للمحادثات بين الأطراف اليمنية، ودعم الضمانات الأمنية الإقليمية، وخاصة ما يتعلق بحرية الملاحة في البحر الأحمر.

كما دعا إلى الحفاظ على الفضاء المدني في اليمن، مشيداً بأصوات المجتمع المدني وقياداته، التي التقى بعضها في عدن، والتي قال إنها تمثل جزءاً من الهيكل الداعم لأي تسوية مستدامة.

وفي ختام إحاطته، جدّد المبعوث الأممي مطالبته بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين تعسفياً لدى الحوثيين، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والعاملون في منظمات دولية ومحلية، مشيراً إلى تدهور الحالة الصحية لعدد منهم وحاجتهم العاجلة للرعاية الطبية والعودة إلى أسرهم.

وأكد غروندبرغ أن الأمم المتحدة ستواصل جهودها بلا كلل من أجل الشعب اليمني، مشدداً على أهمية دعم مجلس الأمن المستمر لتسوية تفاوضية تضع حداً لمعاناة اليمنيين.