محور كتاف.. من الذاكرة إلى الميدان: من دماج إلى سقام، قصة نضال لا تموت

     
الناقد برس             عدد المشاهدات : 103 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
محور كتاف.. من الذاكرة إلى الميدان: من دماج إلى سقام، قصة نضال لا تموت

محور كتاف.. من الذاكرة إلى الميدان: من دماج إلى سقام، قصة نضال لا تموت

في خضم المآسي والتحديات التي رافقت سنوات الحرب، تبرز ملاحم الرجال الأوفياء الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الوطن والدفاع عنه. القائد الميداني سعادة اللواء رداد الهاشمي، أحد أولئك الذين رفضوا الاستسلام، وتحولوا إلى سد منيع يصمد في وجه العواصف والضربات، مجسّداً روح المقاومة في معارك المصير وعلى رأسها معركة وادي آل أبو جبارة.

وادي آل أبو جبارة.. ملحمة دم وصبر

نعم، كانت معركة صعبة وكارثية من حيث الخسائر، لكنها في المقابل كشفت معادن الرجال. شهداء، جرحى، أسرى وعتاد مفقود، ولكن لم يتوقف القتال. استمرت المعركة لثلاثة أيام متواصلة، قدّم فيها الجميع تضحيات جسيمة. ورغم ما خسرناه، إلا أن المهاجم هو من خسر أكثر، فالمعركة طالت، والمقاومة اشتدت.

لا نُخوِّن أحداً، ولا نحمل أحقاد الماضي، ولكننا لا ننسى الحقيقة. لم تكن خسائر طرف واحد، بل من الطرفين، غير أن العدو أُصيب في كبريائه، وظهر ذلك في طريقة تعاملهم مع الأسرى، حاقدين ناقمين. ولكن تلك هي الحرب؛ كَرٌّ وفَرّ، وسقوطنا لا يعيبنا، بل الإصرار على الخطأ هو العار.

من دماج إلى البقع.. ولادة قائد

حين سقط مركز دار الحديث بدماج، وقف الجميع صامتاً، بل وتفرّج كثيرون. كانت لحظة سقوط عظيمة لأبرياء لا يملكون سوى مصاحفهم، فكان لا بد من رجل يحمل الشعلة، ويقف في وجه الظلام. ومن هنا خرج رداد الهاشمي، يقاتل حتى الرمق الأخير، دون دعم حزبي، ولا ضجيج إعلامي، فقط هدف واضح: قتال العدو، واستعادة الحق.

ومع سقوط دماج، بدأت رحلة القائد، فانتقل إلى صفوف الشرعية، وبدأ يتقدم الصفوف بثبات. لم يكن مجرد جندي، بل كان قائداً في الميدان، في المقدمة دائماً، يوجه، ويحفز، ويقاتل، ويكافئ. لم يطلب منصباً، بل ناله باستحقاق، بصموده في الميدان، وتضحياته التي لا تُحصى.

محور كتاف.. أيقونة النضال اليمني

من البقع إلى حبش، ومن الخشبة إلى سقام، لم يتوقف الهاشمي، ولم يخذل جنوده. صنع أبطالاً في ساحات المعارك، مرغوا أنف العدو، وجعلوه يعيش في خوف دائم، مدججاً بالألغام، متحصناً خلف المتاريس. ورغم كل الحيل والأسلحة، لم ينل الحوثي ما أراد.

محور كتاف، بقيادته، بات عنوان النصر، ومرآة العزة، ورمزاً للشجاعة. لم تخلُ المعركة من الألم، لكنها جسّدت نضال شعب قرر أن يعيش حراً أو لا يعيش.

رداد الهاشمي.. القائد لا التابع

قد نختلف سياسياً، لكن الحقيقة تبقى واضحة: القائد رداد الهاشمي لم يكن من أولئك الذين يختبئون في الفنادق، بل كان في الصفوف الأمامية، جنباً إلى جنب مع رجاله: أبو فهد، أبو عبادة، رجب، مختار الخاصة، أبو العلاء، العديني، المحزفي، المعافى، جوبح، أبو جواس، أبو عمار النقذي، أبو طلقة، العسيري، وأبو حرب العماري، وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم، لكنهم خالدون في ذاكرة النضال والتاريخ.

الإعلام المنحاز.. والتهم الجاهزة

للأسف، لم يكن للإعلام دور منصف في إنصاف محور كتاف، لأسباب مناطقية أو شخصية. سعى البعض لتلميع أنفسهم على حساب من يقاتلون فعلاً، ممن تركوا أهاليهم وسكنوا الجبهات. ولما جاءت لحظة الحقيقة، غابت أصوات الدعم، وارتفعت أصوات الشماتة، بل كانت بعض القنوات أكثر فرحاً من العدو نفسه.

ليس سلالياً.. بل جمهورياً حراً

رداد الهاشمي ليس سلالياً كما يزعمون. هاشميته لا تعني ولاءه لغير الوطن. جده الرابع لا يحدد مستقبله، ولا ولاءه، فهو يقاتل من أجل الحرية والكرامة، لا من أجل نسب أو سلالة. وهو من أوضح مراراً أن المجد للفلاحين، والعمال، والجنود، لا للسادة المزيفين.

أمل الجمهورية.. لا عبيد الولاءات

لجنود وضباط محور البقع، نقول: أنتم أبناء القضية، لا خدم للأشخاص. لا تسمحوا للفتنة أن تنال من صفوفكم، فالقائد الحقيقي ليس من يُعيَّن من الفنادق، بل من يقاتل بجانبكم. رداد الهاشمي لم يكن يوماً جباناً، بل قاد المعارك بيده، وكان وفياً لوعده، صادقاً مع رجاله، لا يفرّ، ولا يتراجع.

ختاماً..

قد تُنسى الأسماء، وقد تُشوَّه الحقائق، لكن التاريخ لا يظلم أحداً. ومعركة كتاف، بكل ما فيها من مآسٍ وتضحيات، ستبقى شاهدة على رجال اختاروا "أن يكونوا"، في زمن عزّ فيه الثبات. وستبقى صرخاتهم تتردد في جنبات الوطن.

"الله أكبر.. إلى الأمام، لا تراجع.. النصر أو الشهادة."

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تفاصيل خطيرة عن حادثة الباص في العرقوب يكشفها احد الناجين

يمن فويس | 519 قراءة 

فاجعة مؤلمة في صنعاء.. والشرعية تتعهد بتغيير الواقع

نيوز لاين | 448 قراءة 

أول رد من مصر على تصريحات قائد قوات الدعم السريع: لدينا صبر استراتيجي

العين الثالثة | 400 قراءة 

اعتراف جريء وغير متوقع يفضح ”توكل كرمان” ويثير جنونها

نيوز لاين | 362 قراءة 

رد صارم من الخارجية اليمنية على طرح "حل الدولتين"

نيوز لاين | 317 قراءة 

بعد شهادة ناجيين.. تقرير هندسي يكشف الأسباب الفنية وراء كارثة (باص العرقوب)

موقع الأول | 292 قراءة 

شاهد بالصور مصير ”وشق الجبال” بمحافظة إب بعد تسببه بنفوق عدد من المواشي

المشهد اليمني | 286 قراءة 

ما وراء هبوط طائرة الشحن الثقيلة في صنعاء؟ تحقيق يكشف التفاصيل

نيوز لاين | 267 قراءة 

شركة صقر الحجاز تحسم الجدل وتوضح ماحدث بشان احتراق حافلة تابعة لها في ابين

كريتر سكاي | 260 قراءة 

خدعة لا تخطر على البال… نصاب ينهب أموال ضحاياه بأسلوب غريب

نيوز لاين | 199 قراءة