يمن ديلي نيوز:
في هذا الحوار يطرح “يمن ديلي نيوز” على المتحدث الرسمي لحلف قبائل حضرموت “الكعش سعيد سالم السعيدي” عدداً من التساؤلات الهامة ذات الصلة بحلف قبائل حضرموت الذي أصبح اليوم أحد أبرز الفاعلين في رسم المشهد الحضرمي.
وخلال الثلاثة الأعوام الأخيرة ظهر حلف قبائل حضرموت ضمن مجموعة من المكونات الحضرمية المطالبة بتعزيز الشراكة، إلا أن ما جعل حلف قبائل حضرموت أكثر توجهه نحو إنشاء قوات عسكرية خاصة به وقيامه بفرض الانتشاء على الأرض.
يناقش الحوار توجه الحلف العسكري بعد إنشاء قوات حماية حضرموت، المهام المنوطة بها، والمخاوف المطروحة عنها، وهل يعد ذلك تمرداً؟؛ عقيدة هذه القوات وموقع اليمن في عقيدتها وعلاقتها بوزارة الدفاع اليمنية.
ويتطرق الحوار إلى رؤية حلف قبائل حضرموت لإنهاء سيطرة جماعة الحوثي المصنفة إرهابية على شمال اليمن، وموقف الحلف من المجلس الانتقالي الجنوبي وتساؤلات أخرى.
قوات الحماية الحضرمية
في 29 يونيو/حزيران الماضي أصدر رئيس حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش قرارا رقم 2 قضى بتشكيل “اللواء الأول” من قوات حماية حضرموت، وعين ثلاثة عسكريين في مناصب قائد لواء وأركان وعمليات للواء.
يسأل “يمن ديلي نيوز” في مطلع هذا الحوار متحدث حلف قبائل حضرموت عن المهمة التي ستناط بهذا اللواء، وهل نحن أمام تشكيل جديد خارج الدولة اليمنية؟ يقول “الكعش السعيدي”: اللواء يأتي امتداداً لتعزيز الأمن والاستقرار لحضرموت.
ويضيف: مساحة حضرموت الكبيرة والشاسعة ستكون محمية ومصانة بسواعد أبناءها المنخرطين في الجيش والأمن، ومتى ماتم تأمين حضرموت بحرها وبرها ومنافذها البرية والبحرية وحدود جوارها المحلي والدولي، هنا سيتم الاكتفاء بالعدد العسكري والامني من أبناءها.
مخاوف عديدة
إعلان حلف قبائل حضرموت تشكيل أول لواء عسكري، أثار مخاوف شعبية وقوى سياسية من بينها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لم يعلن رسمياً اعتراضه على تشكيل اللواء لكن ناشطيه هاجموا هذا القرار.
أما الحكومة اليمنية أو الجيش اليمني أو تكتل الأحزاب فلم يصدر عنهم أية مواقف لا مرحبة ولا معارضة، بينما ثمة مخاوف في الخفاء من أننا قادمون على تشكيل عسكري جديد سيضاف إلى صف التشكيلات العسكرية المتقاسمة للساحة اليمنية.
متحدث حلف قبائل حضرموت ورداً على سؤال حول أسباب هذه المخاوف يقول: سر التخوف من إنشاء قوات حضرميه هو الخوف من ضياع مصالحهم ومشاريعهم التي تهدف لجعل حضرموت تابعة وغنيمة لهم، لنهب ثرواتها وجعلها غير مستقرة ليسهل السيطرة عليها وعلى خيراتها
إذا ماذا تقول لمن يرى تشكيل هذه القوات تمرداً على الدولة؛ يسأل “يمن ديلي نيوز”؟
يرد السعيدي قائلا: كل القوات الحضرمية العسكرية منها والأمنية السابقة تحت راية الدولة والتي ستاتي ستكون كذلك متى ماعملت الدولة على إنصاف حضرموت وشعبها وأمنها واستقرارها.
عقيدة اللواء
ورداً على سؤال حول عقيدة قوات اللواء الأول يقول “السعيدي” القوات الحضرمية عقيدتها وطنية ومؤطرة في وزارة الدفاع والداخلية اليمنية وعقيدة حماية حضرموت والحفاظ على أمنها واستقرارها أولوية لا تنازل عنه.
أين تقع اليمن إذا لدى حلف قبائل حضرموت؟ يسأل “يمن ديلي نيوز”؟
يقول الكعش السعيدي: الحلف أخذ على عاتقه حماية حضرموت، والحفاظ على مكتسباتها وثرواتها المحلية والوطنية. لقد حمينا المنشآت الحيوية في غياب الدولة، وعندما عادت السلطة سلمنا كل شيء. نحن مع الدولة والقانون، لكننا لا نسمح أن تُترك حضرموت عرضة للفوضى.
سر بقاء الحوثيين
لنخرج قليلا عن حضرموت وفي إطارها أيضاً لنتجه شمالاً إلى حيث تسيطر جماعة الحوثي المصنفة إرهابية على نحو 30 في المائة من مساحة الجمهورية اليمنية منذ سبتمبر/أيلول 2014، حيث نجحت الجماعة في الاستمرار برغم الرفض الشعبي والإقليمي والدولي لها.
هنا يسأل “يمن ديلي نيوز” متحدث حلف قبائل حضرموت عن السر وراء استمرار وبقاء الحوثي كل هذه السنوات، حيث يقول: الحوثي مسيطر على شمال اليمن والشرعية على المناطق المحررة، وسبب بقاء الحوثي هو الوضع المتردي في المناطق المحررة.
مالحل إذا؟ يسأل “يمن ديلي نيوز”: يؤكد السعيدي أنه مرتبط بتوفر الإرادة للدولة قائلا: متى ما توفرت الإرادة للدولة لإنهاء ذلك الوضع سيتم ذلك، ولكن المناطق المحررة تعيش اسوء حالاتها المعيشية، من حيث تردي الخدمات، وارتفاع أسعار العملة مما أدى إلى ارتفاع معاناة الشعب اليمني.
ورداً على سؤال هل يشكل الحوثي خطراً على حضرموت قال “السعيدي”: حضرموت ستحمي نفسها بإرادة وسواعد أبنائها من أي تهديد.
الموقف من الانتقالي
ويعتبر حلف قبائل حضرموت اليوم من أبرز المنافسين للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، حيث يحمل “الانتقالي الجنوبي” مشروع انفصال جنوب اليمن عن الشمال والعودة إلى ماقبل عام 1990.
وفي أكثر من مناسبة ظهر أن الحلف يرفض المشروع الذي يحمله الانتقالي الجنوبي في حضرموت، بينما يرى مراقبون أن مشروع الانتقالي الجنوبي كان سبباً رئيسياً لوجود حلف القبائل الذي حظي بقبول وتأييد شعبي حضرمي.
حول موقف حلف قبائل حضرموت من مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي يقول المتحدث “السعيدي” لـ”يمن ديلي نيوز”: حضرموت رسمت طريقها إلى الاستقرار بتبني مشروع الحكم الذاتي لحضرموت الذي سيجعل منها مستقرة آمنة تخطو خطواتها نحو التنمية والاستقرار للمحافظة والوطن ولاتقبل أي مشاريع تمزيقية تبعية أو مشاريع هيمنة.
مستقبل اليمن
وفي إطار كل ماتشهده البلاد من تجاذبات وتقاسمات يسأل “يمن ديلي نيوز” المتحدث الرسمي باسم حلف حضرموت حول المستقبل المناسب لليمن من وجهة نظرهم، ومستقبل حضرموت على وجه الخصوص.
هنا يؤكد “الكعش السعيدي” متحدث الحلف “مستقبل اليمن ككل أن تجعل حضرموت آمنة مستقرة، وأن تنفذ اليمن مشروع حضرموت بالحكم الذاتي الذي سيجعل استقرار حضرموت هو استقرار اليمن ككل شمالاً وجنوباً لأن مشروع حضرموت بالحكم الذاتي لايعادي أحد سواء في الجنوب أو الشمال، بل سيكون طريق آمن واستقرار للوطن.
نبذة تعريفية
وحلف قبائل حضرموت حلف قبلي بدأ نشاطه مدنيا في العام 2013 كرد فعل على تدهور الوضع الأمني والاقتصادي في المحافظة، خصوصًا بعد مقتل الزعيم القبلي الشيخ سعيد بن حبريش برصاص قوات الأمن.
يضم الحلف قبائل وعشائر وبادية وحضر حضرموت، واستمر نشاطه مدنيا صرفا، إلا أن إقدام الحكومة على إقالة “عمرو بن حبريش” من منصبه كوكيل محافظة حضرموت الوادي والصحراء دفعه لإحياء الحلف مجدداً.
يقول الحلف إنه يسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار في حضرموت، وقد تبنى عدة مبادرات لحماية المحافظة من التهديدات الأمنية، بما في ذلك حماية حضرموت الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
للحلف مطالب مستمرة بشأن تقاسم عائدات الثروات النفطية للمحافظة، حيث يطالب بتمكين أبناء حضرموت من الاستفادة العادلة من مواردهم، ويدعو إلى تحسين البنية التحتية والخدمات، ويرفض التهميش الاقتصادي الذي تعاني منه المنطقة.
عمرو بن حبريش
و “عمرو بن حبريش العليي” هو الشخصية الأبرز في هذا الحلف، وهو أحد أبرز الزعماء القبليين في محافظة حضرموت، وينتمي إلى قبيلة آل كثير، إحدى أكبر قبائل حضرموت، وهو من الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي والاجتماعي في المحافظة.
تولى “بن حبريش” منصب وكيل أول محافظة حضرموت وكان له دوراً بارزاً في الشؤون المحلية والإدارية، حيث عمل على تعزيز الوجود القبلي في القرار السياسي والإداري.
عقب إقالته في منصبه كوكيل لمحافظة حضرموت في 2022 انتقل “بن حبريش” للمطالبة بتمكين أبناء حضرموت من إدارة مواردهم وأمنهم، ورفض أي تدخلات تؤدي إلى تهميش أبناء المحافظة.
مرتبط
الوسوم
الحكم الذاتي لحضرموت
العكش السعيدي
حلف قبائل حضرموت
حوار "يمن ديلي نيوز"
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news