في خضم تصاعد الشكوك حول وجود صراعات خفية بين أجنحة ميليشيا الحوثي، لقي أحد أبرز قادة الجماعة في محافظة الجوف مصرعه في حادث مروري وُصف بـ"الغامض"، وسط معلومات تؤكد أن الجماعة تشهد تصفيات داخلية متسارعة بدأت تطفو إلى السطح.
مقتل يحيى الشريف في ظروف مريبة
وأكدت مصادر مطلعة، اليوم السبت، مقتل القيادي الحوثي البارز
يحيى علي عسكر الشريف
، المنتحل رتبة "عقيد"، والذي كان يشغل منصب قائد ما يسمى بـ"قوات الأمن المركزي" التابعة للميليشيا في شرطة محافظة الجوف، إثر حادث سير لم تُكشف تفاصيله حتى الآن. الغموض الذي لفّ الحادث، إلى جانب سيرة الشريف الحافلة بالانتهاكات، دفع مراقبين إلى ترجيح فرضية "الاغتيال المُقنّع".
وبحسب المصادر، فإن "الشريف" كان من الأذرع الأمنية النافذة لدى الجماعة في الجوف، واشتهر بضلوعه في حملات قمع واعتقالات ونهب طال مئات المدنيين، ما جعله شخصية مثيرة للجدل ومحط كراهية داخل وخارج أوساط الحوثيين.
صراع النفوذ يتفجّر
تزامنت هذه الحادثة مع تصاعد الخلافات بين قيادات حوثية على النفوذ والغنائم المالية، لا سيما في المناطق التي تفرض فيها الجماعة الجبايات تحت ذرائع متعددة. ووفقًا لمصادر ميدانية، فإن قيادات نافذة تتنافس على اقتسام عائدات النقاط الأمنية، والضرائب غير القانونية المفروضة على التجار والمواطنين.
وفي سياق مشابه، شهدت محافظة صنعاء مؤخرًا حادثة دامية راح ضحيتها اثنان من عناصر الجماعة في مديرية بني مطر، بعد أن أقدم قيادي حوثي من صعدة على قتلهما إثر خلاف على عائدات نقطة تفتيش، في واقعة تسلط الضوء على عمق الأزمة الداخلية التي تعيشها الميليشيا.
مؤشرات على انهيار داخلي
ويرى مراقبون أن تكرار هذه الحوادث خلال فترة قصيرة يعكس حجم التصدعات داخل بنية الحوثيين، وأنها مؤشر خطير على انزلاق الجماعة نحو صراع داخلي مفتوح، قد يُسرّع بانهيارها من الداخل، خاصة مع تصاعد حالة السخط الشعبي وانكشاف زيف شعارات "الصمود والمقاومة".
ويحذر محللون من أن الجماعة قد تدخل مرحلة "أكل الذات"، حيث تتحول خلافات المصالح إلى معارك تصفية حقيقية بين مراكز القوى، ما يهدد وحدة صفها ويضعف قدرتها على التماسك، في ظل تزايد الضغط العسكري والاقتصادي والاجتماعي على سلطتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news