بران برس – تعز – محمد الحذيفي: تعيش مدينة تعز الواقعة جنوب غرب اليمن، أزمة مياه غير مسبوقة، حيث يعاني السكان من انقطاع تام لإمدادات مياه الشرب منذ ثلاثة أيام متتالية، في ظل ظروف معيشية صعبة تتفاقم يومًا بعد يوم.
وأفاد سكان من مختلف أحياء المدينة لـ”بران برس”، بأن إمدادات المياه توقفت فجأة دون سابق إنذار، مما دفعهم للبحث عنها في كل مكان، معتبرين أن الحصول على دبة ماء سعة عشرة لترات أصبح بمثابة مغامرة غير مضمونة النتائج.
وتضاعفت أسعار المياه بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، حيث ارتفع سعر الجالون الواحد من 300 إلى 500 ريال، فيما اختفت معظم الكميات المتوفرة في المحلات التجارية، مما اضطر المواطنين للجوء إلى المياه المعدنية المعبأة بأسعار باهظة.
أسعار الذهب في اليمن اليوم الخميس 3 يوليو 2025
أسعار العملات في اليمن أمام الريال اليمني اليوم الإثنين 30 يونيو 2025
بالفيديو.. انفجارات عنيفة وهجوم جوي يستهدف محطة وقود في تعز.. ما الذي حدث؟
وأرجع بعض السكان الأزمة إلى توقف محطات تحلية المياه عن العمل، في محاولة منهم للضغط على الجهات المعنية لزيادة الأسعار أو تخصيص آبار داخل المدينة، بعد ارتفاع تكاليف نقل المياه من مناطق بعيدة مثل وادي الضباب خارج تعز.
من جانبهم، نفى عدد من مالكي محطات التحلية أي اتهامات بافتعال الأزمة، مشيرين إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى جفاف الآبار في منطقة الضباب، وارتفاع تكاليف النقل بشكل كبير.
وأوضح أنس الوجيه، مدير إحدى محطات تحلية المياه، أن المشكلة تكمن في ندرة الأمطار التي أدت إلى جفاف معظم الآبار في المنطقة، مشيرًا إلى أن عملية تعبئة صهاريج المياه التي كانت تستغرق ساعة أو ساعتين في السابق، أصبحت الآن تتطلب ما يصل إلى سبع ساعات أو أكثر.
وأضاف الوجيه أن صهاريج المياه تضطر للانتظار ليومين كاملين في منطقة الضباب للحصول على المياه، مما اضطرهم إلى رفع الأسعار لمواجهة التكاليف الإضافية.
من جهته، أكد المواطن يحيى سعيد أن الأزمة الحالية تختلف عن السنوات السابقة، مشيرًا إلى شح الأمطار كسبب رئيسي، مع عدم استبعاده وجود أسباب أخرى تتعلق بإدارة الأزمة.
وقال سعيد: “بحثت في جميع أنحاء المنطقة من الصباح حتى المساء دون أن أتمكن من العثور على دبة ماء واحدة”، مضيفًا أن المدينة بأكملها تعاني من نقص حاد في المياه.
ويأتي هذا في وقت لا تزال فيه السلطات المحلية غائبة عن أي تحرك جاد لحل الأزمة، بينما يواصل الحوثيون منع ضخ المياه من الآبار الواقعة تحت سيطرتهم في منطقة الحيمة بمديرية التعزية، والتي يمكن أن تساهم في تخفيف حدة الأزمة.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمات دولية تحاول التوسط بين السلطات المحلية والحوثيين للتوصل إلى اتفاق يضمن تزويد المدينة بالمياه، إلا أن الجماعة المسلحة تواصل استخدام المياه كسلاح ضغط، مستغلة سيطرتها على أربعة من أصل خمسة أحواض مائية شمال المدينة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news