يمن إيكو|أخبار:
سلط الباحث اليمني المهتم بالآثار المهربة إلى الخارج، عبدالله محسن، الضوء على مقطع فيديو نُشر مؤخراً من داخل المتحف الحربي في محافظة عدن، والذي كشف عن الواقع “الكارثي والمأساوي” الذي تعيشه المتاحف والمواقع الأثرية في مناطق الحكومة اليمنية، في ظل ما وصفه بـ “انهيار مؤسساتي كامل” وتجاهل كبير من السلطات المسؤولة عن حماية التراث الوطني.
الفيديو، الذي صوّره ونشره الناشط العدني عمرو العطار، أواخر يونيو المنصرم، وأعاد نشره الباحث محسن، اليوم السبت، على صفحته بمنصة “فيسبوك”، أظهر مشاهد مؤلمة من داخل المتحف الحربي، بينها نقوش أثرية بخط المسند، تعرّضت للإهمال والتلف، إلى جانب عرض غير لائق لقطع نادرة، بعضها مطموس الهوية والبعض الآخر متروك في وضع غير آمن، في مشهد يلخص حال المؤسسات الثقافية في محافظة عدن.
وعلّق محسن على الفيديو، في منشوره الذي رصده موقع “يمن إيكو” قائلاً: “كارثة حقيقية.. لا أحد يهتم، لا رئيس ولا مجلس رئاسي ولا حكومة ولا وزير ثقافة ولا هيئة، أنتم عار على تاريخنا وآثارنا”، مضيفاً أن الوضع المأساوي داخل المتحف يعكس مصير التراث اليمني، حتى في المناطق التي قال إنه يُفترض أنها آمنة.
واستنكر محسن غياب أي تحرك رسمي لحماية ما تبقى من الإرث الثقافي، متسائلاً: “إذا كان هذا حال المتاحف التي تقع داخل المدن وتحت سلطة الدولة، فكيف هي حال المواقع الأثرية المنتشرة في الهواء الطلق؟”، مشيراً إلى أن هذا الإهمال يفسر الأرقام المهولة من آثار اليمن المعروضة في مزادات عالمية، والمتاحف والقصور الخاصة في الخارج.
وأعاد الباحث عبدالله محسن التذكير بحادثة وردت على لسان أحد السفراء اليمنيين في الخارج، قال فيها إن بعض القطع الأثرية التي تم الاستفسار عنها في إحدى الدول قيل إنها وصلت كهدايا من مسؤولين يمنيين سابقين، ما يشير إلى تواطؤ رسمي سابق في تهريب التراث.
ويحذر ناشطون وباحثون من أن استمرار الإهمال الرسمي، وغياب الرقابة والتوثيق، سيؤدي إلى فقدان ما تبقى من تاريخ اليمن المنهوب، داعين إلى تحرك عاجل لإعادة هيكلة المؤسسات الثقافية، وتأهيل المتاحف، وتشكيل لجنة تحقيق في مصير الآثار المنهوبة والمفقودة، قبل أن يُمحى ما تبقى من ذاكرة البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news