حقل عجوز على عكازه جالسْ
مثلي يفكر في أرض بلا سائسْ
يبكي، ويهمس للجدب المحيط به
هل سوف يخضر هذا الموحش الدارسْ
وكان يبحث عن نهر يمر به
أو غيمة سوف تحيي قمحه اليابسْ
طال الشتاء عليه، لم يجد حطبا
يكفي ليخلع عنه برده القارسْ
يحتاج صيفا حكيما لا يفرق ما
بين الحقول، ولا يقسو على البائسْ
ريحا تسوق إليه السحب مثقلة
ماء وتنقذه من قحطه الدامسْ
من اليباس الذي لم يبق نابتة
فيه سوى الموت في أطرافه جائسْ
كانما أطلقت فيه أعنتها
ذبيان حقدا لأخذ الثأر من داحسْ
مثلي تماما لبست الحرب أردية
طويلة فضحت من عريها اللابسْ
مازلت أقنع في الحقل الهشيم بأن
شأننا واحد في الحال والهاجسْ
مشّابهان كثيرا في الوجود، لنا
مع الحياة صراع الرمل والغارسْ
مازلت أدنو إليه كي أهامسه
لعل فيه بقايا تَسمع الهامسْ
تعال نوقدْ حطامينا على قمم
الجبال تخرجْ لنا من نارها حارسْ
نجربّ الموت تجريب البقاء، كما
يجرب الخيل في إقدامها الفارسْ
معا نُعدّ لصحو كامل ترِدُ الد
نيا لتغسل فيه وجهها العابسْ
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news