في ذكرى الفضول 43

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 142 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
في ذكرى الفضول 43

منذ العام 1966، حينما غنّى من ألحان علي بن علي الآنسي وكلمات عبد الله عبد الوهاب نعمان، مع “منى علي” أغنية رح لك بعيد، وحتى وقت متأخر من التسعينيات، صار أيوب عنوانا  يستدل به على واحد من أعظم شعراء الأغنية الجديدة في  اليمن، ويدل عليه أيضاً.

الشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان (الفضول) كتب للحب والإنسان والحلم والوطن، وكان صوت أيوب وعبقرية اللحن أداة توصيل مُثلى لهذه المشاعر وصدقها، وبها تحول أيوب كاسم إلى رمزٍ وأيقونة كبرى في سردية اليمن المعاصر، وصار الفضول رمزاً للعاشق الكبير والوطني الاستثنائي، وهو ما كانه في الأصل، منذ انخراطه في مشروع الأحرار والتنويريين في إطار حزب الأحرار اليمنيين وتاليا الجمعية اليمانية الكبرى،  منذ العام 1944، وقبل أربعة أعوام من استشهاد والده الشيخ عبدالوهاب نعمان ضمن ثلة من ثوار وتنويريي حركة   1948الدستورية.

قبل متلازمة أيوب لم يكن الفضول في الوعي الشعبي البسيط، ولا حتى في السردية الثقافية السيارة غير ذلك الصحافي الساخر، الذي أصدر في مدينة عدن في العام 1948 صحيفة الفضول، تيمناً باسم الحلف التاريخي لنصرة المظلومين، فذاب اسمه في اسمها فصارت هي اسما له، وفي الوعي السياسي هو إسم  المناضل الصلب الذي تسنم اكثر من موقع حكومي كان أشهرها على الاطلاق موقع وزير الإعلام في واحدة من حكومات ما بعد العام 1967.

لكن قبل ذلك تقول أقرب التراجم عنه أنه من مواليد قرية ذبحان بالقرب من مدينة التربة مركز مديرية الحجرية في العام 1918، ووالده هو قائم مقام الحجرية، درس في زبيد وعلى يد  إبن عمه الأستاذ احمد محمد النعمان، والأستاذ محمد احمد حيدره في مدرسة ذبحان، وبعد عودة الأستاذ النعمان من مصر الى تعز أوائل 1941، وإنضمامه الى طاقم ولي العهد، انتقل الفضول الى تعز حيث عمل مدرساً في المدرسة  الأحمدية حتى العام 1944 حين التحق من جديد بابن عمه الذي فر الى عدن، وكان معه من أوائل مؤسسي حزب الأحرار اليمنيين.

في عدن عمل معلماً لمادة اللغة العربية في مدرسة بازرعة الخيرية، في منطقة العيدروس، ثم ترك التدريس في العام 1946 وعمل في صحيفة ” صوت اليمن” الناطقة باسم الجمعية اليمنية الكبرى، التي بدأ منها كتابة المقالات الساخرة التي تتهكم على نظام الإمامة، بالإضافة الى كتاباته السياسية في جريدة فتاة الجزيرة بتوقيع “يمني بلا مأوى” وكتابة الشعر. وبعد فشل ثورة 1948 الدستورية، أصدر صحيفة الفضول لمدة خمسة أعوام، وإن بشكل غير منتظم، حتى أغلقتها الحكومة الإستعمارية بضغوط من حكومة الإمام.

انقطع عن الكتابة الصحافية، وعن كتابة الشعر لسنوات طويلة، حيث فضَّل الاشتغال بمهن حرة مختلفة، وبقي متنقلاً بين عدن وتعز وصنعاء، حتى العام 1966 حيث تم إعتقاله في سجن القلعة بصنعاء ضمن مجموعة من السياسيين المعارضين للتدخل المصري في الشئون الداخلية، وبالتزامن مع الإعتقال الشهير للرموز السياسية اليمنية وحكومة حسين العمري في السجن الحربي بالقاهرة، ولم يتم الافراج  عنهم  الا بعد نكسة 1967.

في هذه الفترة تقريبا عاود الفضول كتابة الشعر، بل وكتابة القصيدة الغنائية بشكل مكثف ،بعد أن كانت بالنسبة له نوعاً التنفيس، على نحو قصيدة شبان القبيلة التي لحنها في وقت مبكر” 1964″ الفنان محمد مرشد ناجي وغنتها الفنانة  فتحية الصغيرة، والفنان  محمد صالح عزاني  في وقت لاحق، وأغنية  “رح لك بعيد” التي لحنها لمنى علي الفنان علي النسي.

يقول الفنان أيوب طارش عبسي إن أول تعارف له بالفضول كان في مدينة تعز في العام 1967، بعد أن صار أيوب اسماً معروفا وبدأت إذاعة تعز ببث تسجيلات لأغانيه الباكرة التي أرسلها من عدن للإذاعة  في العام 1965، ومنها أغاني  “بالله عليك وا مسافر لا لقيت الحبيب “،  “قد كان طبعك حلى”، “بس لا تأشر لي سلام بيدك”، وهي من كلمات أخيه الفلاح محمد طارش، بالإضافة إلى أغاني من الحان  أحمد عبد الرحمن الكعمدي ” ارجع لحولك” و”رامي الغزال” و”واحبيب”  وأغنية عبده علي ياقوت الذبحاني “صُدفه من الصبح”.

أما بداية التعاون الفني بينهما كما يقول كان بثمان أغان تم تسجيلها في بيروت نصفها بمصاحبة الفرقة الموسيقية  “هات لي قلبك ،و يشتيك قلبي، و حبيت من فيه خاب الظن، ودق القاع” ، ونصفها الآخر بمصاحبة العود فقط  ” نجم الصباح ،و  بكِّر غبش، و وادي الضباب ،و الليل والنجم “.

هذا التعاون سيصير في عقد ونصف من السنوات (1967ـ 1982) إختزالاً وتعبيراً لمعنى الثنائية  الفنية قي تظهيرها الأول في تعز.

المتابع لتاريخ الاغنية اليمنية، سيكتشف  أن السبب المباشر لانكفاء أكثر الأغنيات  على بيئتها المحلية والبيئات القريبة منها يعود الى استغراق كلمات الأغاني  في محليتها وإن تجاوزت هذه المعضلة تقع في فخاخ الموضوعات المتشابهة، ومكرورة الإيقاعات والألحان.

غير أن هذا الأمر سيختلف كلية مع الفضول وأيوب، إذ صارت الخصوصيات اللغوية، التي كُتبت بها النصوص  جزءاً حيوياً وفاعلاً من القاموس السلس، الذي يقترب من الفصيح، حتى وإن غرقت بعض الملفوظات في لهجتها المحلية الصرفة، فإنها تستبدل في بنائها  المفصَّح  باللهجوي في عملية إذابة شاهقة:

حبيت من فيه خاب الظن

والود قد ضاع

حبيت وأخلصت في حبي

لمن كان خدَّاع

يا ويل من حب مثلي

ضحى واخلص  وخاب

شاقول لمن حب قبلي

اني بجرحك مُصاب

واقول لمن حب بعدي

العز قبل العذاب

وقول لكل المحبين

إن المحبة سراب.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تفاصيل خطيرة عن حادثة الباص في العرقوب يكشفها احد الناجين

يمن فويس | 489 قراءة 

فاجعة مؤلمة في صنعاء.. والشرعية تتعهد بتغيير الواقع

نيوز لاين | 431 قراءة 

أول رد من مصر على تصريحات قائد قوات الدعم السريع: لدينا صبر استراتيجي

العين الثالثة | 376 قراءة 

اعتراف جريء وغير متوقع يفضح ”توكل كرمان” ويثير جنونها

نيوز لاين | 338 قراءة 

الكشف عن سبب احتراق باص النقل الجماعي في ابين

كريتر سكاي | 335 قراءة 

رد صارم من الخارجية اليمنية على طرح "حل الدولتين"

نيوز لاين | 308 قراءة 

بعد شهادة ناجيين.. تقرير هندسي يكشف الأسباب الفنية وراء كارثة (باص العرقوب)

موقع الأول | 282 قراءة 

شاهد بالصور مصير ”وشق الجبال” بمحافظة إب بعد تسببه بنفوق عدد من المواشي

المشهد اليمني | 273 قراءة 

ما وراء هبوط طائرة الشحن الثقيلة في صنعاء؟ تحقيق يكشف التفاصيل

نيوز لاين | 244 قراءة 

شركة صقر الحجاز تحسم الجدل وتوضح ماحدث بشان احتراق حافلة تابعة لها في ابين

كريتر سكاي | 229 قراءة