في خطوة فُسّرت على أنها محاولة لإبقاء اليمن منقسماً ومشلولاً، لوّحت الولايات المتحدة الأمريكية بإغلاق الطريق الحيوي الواصل بين صنعاء وعدن عبر محافظة الضالع، ما يُنذر بإفشال مبادرة أممية اقتصادية كانت على وشك أن ترى النور.
واشنطن تدخل على خط التفاهمات اليمنية:
التلويح الأمريكي جاء عبر تغريدة مفاجئة نشرتها السفارة الأمريكية، أكدت فيها احتمال إعادة إغلاق الطريق الاستراتيجي، الذي فُتح مؤخراً لأول مرة منذ قرابة 10 سنوات. هذا التهديد الأميركي أتى تزامنًا مع مقترح جديد قدّمته حكومة عدن للمبعوث الأممي لاستئناف تصدير النفط مقابل شراء طائرات لتشغيل مطار صنعاء الدولي.
بحسب المعلومات، يقترح الاتفاق عودة تصدير النفط اليمني مقابل خطوات إنسانية عملية، منها إنعاش شركة الطيران الوطنية اليمنية، مما قد يخفف من معاناة ملايين اليمنيين. غير أن الولايات المتحدة سارعت إلى وضع العصي في دواليب الاتفاق، ملوّحة بإجهاضه ومنع استكمال أي تقارب بين الطرفين.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد زار عدن مؤخرًا، ملوّحًا بانفراجة قريبة في ملف النفط، ورافقه فريق أممي إلى خطوط التماس في الضالع، حيث أشادوا بفتح الطريق بين صنعاء وعدن. لكن تغريدات السفارة الأمريكية جاءت لتنسف هذا التقدم، وكأنها تقول: لا مصالحة يمنية دون موافقة أمريكية!
الولايات المتحدة لم تخفِ معارضتها لأي اتفاق مباشر بين صنعاء وعدن، إذ سبق أن رفضت صراحةً طلب حكومة عدن بإبرام اتفاق لاستئناف تصدير النفط، متذرعةً بأن العائدات قد تُستخدم من قبل "الحوثيين". وهو ما يُبرز الموقف الأميركي الرافض لأي تفاهمات لا تخضع بالكامل لشروطها السياسية.
وهذه التطورات الأخيرة تثير تساؤلات جدية حول نوايا الولايات المتحدة، خصوصًا مع رفضها دعم حكومة عدن اقتصادياً رغم الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها، بحسب تصريحات لرئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي نفسه.
وفي المقابل، صنعاء لا تزال ترفض الجلوس مع أي مكون أوجده التحالف، ما يضع المشهد برمّته في حالة انسداد… لكن الأصابع الأمريكية تبدو حريصة على إبقاء الخنق مستمراً من جميع الجهات.
الوسوم
أمريكا
الحوثي
اليمن
صنعاء
عدن
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news