قضت على جميع الخدمات.. أزمة انقطاع الكهرباء تحرم سكان عدن النوم
سجّلت ساعات انطفاء الكهرباء في عدن ارقاما قياسية جديدة خلال اليومين الماضيين تجاوزت ال 22 ساعة من اصل 24 ساعة، فيما لصت فقط ساعتين، في ظل ارتفاع كبير لدرجة الحرارة
.
ومنذ ليل الخميس ومساء الجمعة، خرج معظم الاهالي بعدن الى الشوارع وامام المنازل بحثا عن نسمة هواء تمكنهم من الحصول على النوم ولو لدقائق قليلة، الا ان ارتفاع الرطوبة يقض مضجعهم.
ترتكب الجهات الرسمية المعنية في حكومة عدن، جريمة مكتملة الاركان بعدم اهتمامها او ابداء اي تفاعلات مع ازمة الكهرباء المستفحلة منذ سنوات والتي بلغت ذروتها منذ مطلع العام الجاري، الامر الذي يؤكد ان الازمة ليست فنية او مالية وانما سياسية لذا لا تجد اي تفاعل جدي معها من قبل الحكومة.
ويؤكد عدد من الاهالي المنتشرين في احياء المدينة ليلا، ان أزمة الكهرباء الحالية صاحبتها ازمات اخرى مرتبطة بها، مثل توقف ضخ المياه نتيجة توقف المضخات التي تحتاج الى كهرباء، كما توقفت شبكات الانترنت المحلية المنتشرة في الحارات، وحتى خدمات الشركات المشغلة امثال عدن نت، وحتى خدمة يمن نت توقفت المودمات مع انقطاع الكهرباء وتفريغ بطاريات الشحن المنزلية نتيجة المدة الطويلة من الانقطاع حيث يتم استهلاكها في المراوح المنزلية، حتى تلك تتوقف بعد ساعات قليلة من انقطاع الكهرباء.
حتى الخامسة فجرا
كتب الصحفي البارز بعدن عبدالرحمن انيس، حول نوم سكان عدن، قائلا عدن لم تنم حتى الساعة الخامسة فجرا، نتيجة انقطاع الكهرباء، لكن الحقيقة ينام معظم السكان بعد طلوع الشمس التي تزودهم بطاقة تمكنهم تشغيل بعض المراوح المنزلية.
انيس تابع قائلا على منصة "اكس"، ليل ثقيل يمر على عدن، تنقطع فيه الكهرباء، وارتفعت فيه درجات الحرارة حتى بدت الجدران وكأنها تلهث من شدة القيظ.
ويصف حال سكان عدن مع هذه الجريمة قائلا:
أشرقت الشمس، ولا يزال كثير من سكان عدن يتقلبون فوق أسِرَّة البلل والاختناق .. لم يغمض لهم جفن، ولم يعرفوا للراحة سبيلاً.
ويتابع:
غابت الكهرباء، فخلَّفت وراءها لهاث الأجساد، وبكاء الأطفال، وزفرات الشيوخ، وأنين المرضى تحت وطأة الحر والعجز.
أطفالٌ صغار تشبثوا بملابسهم المبللة، يصرخون دون وعي، لا يدركون ما يحدث، سوى أنهم يُعذَّبون بصمت.
وشيوخٌ أفنوا أعمارهم فوق تراب هذه المدينة، ضاقت أنفاسهم، وجف ريقهم، وناموا – إن ناموا – كمن يُصارع الموت على فراش من نار.
أما المرضى، فقد كانت ليلتهم قطعة من جحيم.
حساب الطافي
وفي منشور اخر لاحد ابناء عدن على فيسبوك ، قدم فيه حسبة بسبطة لعدد ساعات انقطاع الكهرباء في عدت، تلك الحسبة ناتجة عن حالة نفسية سببتها الاجواء الحارة.
وحسب المنشور ، فان اللاصي من الكهرباء بعدن باليوم 4 ساعات، مع انه تمر عليتا ايام تلصي ساعتين فقط.
وبحسبة بسبطة اشتغل
باليوم 4 ساعات من اصل 24 ساعة
بالاسبوع تشتغل 28 ساعة من اصل 168 ساعة
بالشهر تشتغل 120 ساعة من اصل 720 ساعة
بمعدل تطفي 600 ساعة بالشهر يعني 25 يوم، كلها تمر على اهالي عدن بين ليالي في ظلام دامس، ونهار في حر خانق.
اخيرا، يمكن القول ان تبعات انطفاء الكهرباء لكل هذه المدة تشمل العديد من الخدمات وامور الحياة اليومية، تؤثر على الصحة والحركة المالية والمطار والميناء والبضائع الاستهلاكية .. كما قلنا جميع امور الحياة وأكثرها تأثيرًا على المرضى والمسنين والاطفال.
الحياة في عدن في ظل كل ما تشهده من ازمات وانقطاع في الخدمات، باتت شبه مستحيلة ومن فيها كأنهم تحت وطأة عقاب يشبه ما يتعرض لها الاسرى في سجون عصابة الحوثي الايرانية، فمن يعقاب عدن ومن يتقذها؟.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news