دراسة بحثية .. "أرض الصومال" تجربة ديمقراطية فريدة في بيئة مضطربة بلا اعتراف دولي

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 73 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
دراسة بحثية .. "أرض الصومال" تجربة ديمقراطية فريدة في بيئة مضطربة بلا اعتراف دولي

قالت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات إن تجربة "أرض الصومال" (صوماليلاند) تمثل نموذجًا مغايرًا في مسار بناء الدولة والديمقراطية في بيئة القرن الإفريقي المضطربة، وذلك رغم افتقارها للاعتراف الدولي وندرة الموارد.

وأوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة بريم الصادرة عن المؤسسة، تحت عنوان: "التجربة الديمقراطية في أرض الصومال: دراسة تحليلية في البناء السياسي والتحديات (1991–2025)"، أن أرض الصومال استطاعت منذ إعلان انفصالها عن جمهورية الصومال في مايو 1991 أن ترسي ملامح نظام سياسي هجين، جمع بين المؤسسات الديمقراطية الحديثة (كالانتخابات والتعددية الحزبية) والبنى التقليدية (كالعشائر ومجالس الأعيان)، وهو ما ساعد على تجنّب الانزلاق إلى الفوضى، وتحقيق استقرار نسبي عزّز من شرعية الحكم المحلي.

ووفقًا للدراسة، فقد تميزت التجربة الصوماليلاندية بتنظيم خمس دورات رئاسية، وعدد من الانتخابات البرلمانية والمحلية، شهدت تنافسًا سياسيًا ومشاركة شعبية متفاوتة، وكرّست مبدأ تداول السلطة بشكل سلمي. كما لعب "مجلس الشيوخ القبلي" (Guurti) دورًا حاسمًا في التوسط بين الفرقاء، وحل الأزمات السياسية، ما منح النظام السياسي صلابة داخلية يصعب تجاهلها في بيئة إقليمية تتسم بالانقلابات والنزاعات المسلحة.

وأشارت الدراسة إلى أن أرض الصومال طوّرت منظومة قانونية ودستورية متكاملة، بدأتها بدستور مؤقت في التسعينيات، ثم أقرت دستورًا دائمًا عبر استفتاء شعبي عام 2001، نصّ على التعددية الحزبية، والفصل بين السلطات، وحرية الرأي، والمشاركة السياسية، إلى جانب الاعتراف بدور الشيوخ التقليديين في البنية المؤسسية.

لكن رغم هذه الإنجازات، سلّطت الدراسة الضوء على حزمة من التحديات الهيكلية التي لا تزال تؤثر على جودة التجربة الديمقراطية، أبرزها: تأجيل الانتخابات في عدة دورات، ضعف تمثيل المرأة والشباب في المؤسسات المنتخبة، استمرار هيمنة البنى القَبَلية على المشهد السياسي، وتنامي النزعة "الأمنية" في بعض فترات الحكم، فضلًا عن العزلة الدولية التي تحول دون حصول الدولة على التمويل والدعم المؤسسي الخارجي.

وتوقفت الدراسة أمام المفارقة الكبرى في المشهد السياسي، حيث أن "الصومال المعترف به دوليًا يعاني من فشل مؤسسي، بينما أرض الصومال التي لا تحظى بأي اعتراف رسمي، نجحت في بناء نظام سياسي مستقر نسبيًا"، وهو ما يطرح تساؤلات حادة حول معايير المجتمع الدولي في الاعتراف بالدول، وجدوى الدعم الخارجي غير المرتبط بالإصلاح الداخلي.

واعتبرت الدراسة أن تجربة أرض الصومال تقدم دروسًا بالغة الأهمية لمناطق تعاني من هشاشة الدولة أو انهيار مؤسساتها، مثل عدن وجنوب اليمن، إذ يمكن الاستفادة من النموذج الصوماليلاندي في تصميم آليات توافق محلية، وإدارة التنوع المجتمعي، وتثبيت السلم الأهلي من القاعدة إلى القمة، دون انتظار حلول خارجية قد لا تأتي.

إن أرض الصومال، على الرغم من تعثّراتها، أثبتت أن الإرادة المحلية والشرعية المجتمعية يمكن أن تكون بدائل قوية للدعم الدولي، وأن بناء الدولة والديمقراطية ممكن حتى في أصعب البيئات، متى توفّرت القيادة المجتمعية، والإرادة السياسية، والمرونة المؤسسية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

وزير الدفاع الإسرائيلي: "سيأتي دورك يا عبد الملك الحوثي"

حشد نت | 850 قراءة 

أمير قطر يفاجئ الجميع ويؤدب ”ترامب” بطريقته الخاصة

المشهد اليمني | 788 قراءة 

صاعقة تضرب صنعاء.. شركة كبيرة تغلق فرعها في صنعاء

جهينة يمن | 762 قراءة 

تعرف على الشروط السعودية للموافقة على إدارة المجلس الانتقالي للجنوب!

صوت العاصمة | 734 قراءة 

قوات العمالقة تقبض على متورط باغتيال افتهان المشهري أثناء محاولته الهروب الى هذه الدولة

نافذة اليمن | 695 قراءة 

شاهد بالصورة لحظة وصول والد الشهيدة إفتهان المشهري

كريتر سكاي | 625 قراءة 

يحدث الآن .. إنتشار أمني غير مسبوق

الحدث اليوم | 601 قراءة 

تعميم جديد بشأن رفع الأعلام الوطنية

كريتر سكاي | 421 قراءة 

وزير الداخلية اليمني يشيد بضبط “المدبر الرئيسي” لعملية أغتيال “افتهان المشهري” بتعز

بران برس | 384 قراءة 

دعوة للزحف صوب مدينة تعز على خلفية اغتيال فتهان المشهري

كريتر سكاي | 356 قراءة