عدن، المدينة التي تتنفس ثقافة وتاريخاً، لا تحتاج لمن يضيف على عظمتها، بل تحتاج لمن يعيد الاعتبار لما كانت عليه.
رغم مضي سنوات على إصدار قرارات رسمية باعتبار كريتر المدينة القديمة لعدن مدينة تاريخية، إلا أن تلك القرارات بقيت في الأدراج ولم تُفعل كما يجب، ولم يُبنى عليها منهج قانوني أو إداري واضح.
كريتر ليست فقط قلب عدن النابض، بل هي الذاكرة المعمارية للجنوب كله، بنمطها المعماري الفريد، وزخارفها المتعددة، وتنوع طرازها الذي يعكس امتزاج حضاراتٍ متعددة مرت من هنا.
إن الوازع الثقافي، الذي من شأنه أن يحمي ويصون هذا الإرث، لم يُفعّل بعد في المنظومة الإدارية والتنظيمية للسلطات، ولم تُمنح الهوية المعمارية والتاريخية لكريتر المكانة التي تستحقها ضمن القوانين واللوائح الملزمة.
لقد آن الأوان لإعادة تفعيل هذه القرارات – لا بوصفها نصوصًا جامدة – بل كإطار عمل حي، يُستند إليه في مشاريع الحماية، الترميم، وإدارة المدينة القديمة وفقًا لأفضل المعايير الدولية، بالتنسيق مع منظمة اليونسكو وغيرها من الجهات المعنية.
عدن وكريتر بالذات لا تنتظر من يشيد بها شعراً، بل من يحميها قانوناً ويُفعّل ما استُصدر من قرارات لأجلها.
ومن هذا المنطلق، ندعو كافة الجهات المختصة إلى:
تفعيل القرار المتعلق باعتبار كريتر مدينة تاريخية.
إدراج المباني والمعالم ذات القيمة ضمن قائمة الحماية العاجلة.
إصدار لوائح تنظيمية تمنع العبث والتشويه العمراني فيها.
اعتماد خطة إدارة قانونية للمدينة القديمة، تمهيداً لتسجيلها على قائمة التراث العالمي.
إن مدينةً بحجم عدن وكريترها تستحق أن تكون نموذجًا في إدارة التراث الثقافي للجنوب، ومركز إشعاع للثقافة المدنية والتنوع الحضاري.
للمشاركة والنشر،
#عدن_ثقافة
#كريتر_مدينة_تاريخية
#التراث_الجنوب
*رئيس المجموعة القانونية والاستشارية لحماية الممتلكات والأعيان الثقافية في عدن والجنوب
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news