"فات الميعاد".. دراما مصرية تتعمق في أسباب انهيار العلاقات الزوجية

     
عدن حرة             عدد المشاهدات : 113 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"فات الميعاد".. دراما مصرية تتعمق في أسباب انهيار العلاقات الزوجية

العرب

بعض الخلافات الزوجية أشبه بكرة ثلج متدحرجة تبدأ صغيرة ثم تكبر تدريجيا، وقد تسحق في طريقها كل شيء. هذا النوع الخطير من الخلافات هو نتاج علاقات زوجية سامة تم تجاهلها في بدايتها عبر صمت أحد الزوجين عن تجاوزات الطرف الآخر. تلك التجاوزات ربما تصل إلى درجات متباينة من العنف.

ولم تكن الدراما المصرية دائما بمعزل عن لهيب الخلافات الزوجية، حيث قدمت قصصا من الأحوال الشخصية في أعمال مهمة كثيرة، والتحمت بوجدان المشاهدين مباشرة، وتركت أثرا كبيرا كونها تمس صميم حياة الأسر المصرية والعربية، سواء تلك التي تكتوي بنيرانها وآلامها بشكل مباشر أو الأسر المحيطة بها وتتفاعل مع هذه الخلافات، فهي دراما تضع الخلافات الزوجية تحت مجهر السرد الدرامي بمعالجاته المختلفة.

من أهم هذه المعالجات فيلم “أريد حلا” الذي يحتل المركز 27 في قائمة أهم مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية. الفيلم الذي تألقت فيه الفنانة الكبيرة فاتن حمامة ولعبت أحد أهم أدوارها على الشاشة الفضية وأخرجه سعيد مرزوق عام 1975 عن قصة حقيقية صاغتها الكاتبة الصحافية حُسن شاه، وأعد لها السيناريو والحوار الكاتب سعدالدين وهبة، وعالج قضية طرد بعض الزوجات من منازل الزوجية عند حدوث خلافات مع أزواجهن وعدم تمكنهن من الطلاق في حالة استحالة العشرة الزوجية وإلحاق الأذى البدني والنفسي بالزوجة مهما طال الوقت في أروقة المحاكم.

سلسلة متواصلة

أحدث الفيلم ضجة مجتمعية كبيرة عند عرضه وكان سببا مباشرا في صدور التشريع القانوني المصري الشهير “الشقة من حق الزوجة” في حال إذا كانت حاضنة لطفل.

جاء مسلسل “فات الميعاد” المعروض حاليا على قناة “دي إم سي” المصرية بشارة افتتاحية لأغنية المطربة أم كلثوم الشهيرة “فات الميعاد ” من تلحين الموسيقار بليغ حمدي وتأليف الشاعر مرسي جميل عزيز، وقدمت الدراما المصرية التي عنونها صناعها بنفس اسم الأغنية لمعالجة الخلافات الزوجية الحادة.

وجاء المسلسل الذي بثته أيضا منصة “واتش إت” المصرية كعمل متأمل وعميق يغوص في تفاصيل الحياة الزوجية، حين تتحول المودة إلى ندم والعِشرة إلى جدار صامت يحمل خلفه آيات من المعاناة والألم والعنف، في مقاربة مستوحاة من واقع يئن متابعوه من وطأة الخلافات الزوجية بعد ظهورها على الفضاء الإلكتروني، وتحول بعضها إلى تريندات، يجري خلفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

المسلسل أخرجه سعد هنداوي، صاحب العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية المهمة وأبرزها فيلماه “ألوان السما السابعة ” للفنانين فاروق الفيشاوي وليلى علوي عام 2007، و”السفاح” عام 2009 بطولة الفنان هاني سلامة.

في تجربته الدرامية الجديدة “فات الميعاد” برع هنداوي في اختيار نجوم العمل منتقيا بعناية الفنانة أسماء أبواليزيد لتجسيد دور الزوجة بسمة، بينما اختار الفنان أحمد مجدي لأداء دور الزوج مسعد الذي نجح في خلق صورة سيئة عنه إلى درجة أن من يشاهده لا يتورع عن كراهيته بسبب سلوكه السيء، كذلك الفنان البارع محمود البزاوي لتجسيد دور والد الزوجة الذي يخوض معركة “صفرية” مع زوجها ووالدته المتسلطة ولعبت دورها الفنانة سلوى محمد علي لتخليصها من شباك اضطهادهما لها عقب زواجها وإقامتها في منزل العائلة، حيث يخطط الزوج وأمه لكسر كرامتها وتحويلها إلى مجرد كائن سلبي مطيع في المنزل.

وقدم العمل معالجة واقعية للعلاقة الزوجية حين تنهار تدريجيا، وتبدأ المواجهة المتأخرة مع الأسئلة المصيرية التي لم تُطرح في وقتها، لكنها طرحت بعد أن “فات الميعاد” ولم يعد هناك سبيل لرأب صدع العلاقة بعد نسف جسور الثقة التى تمثل قاعدة لأي علاقة زوجية، ما أدي إلى انهيار العلاقة بالكامل.

قلب الحكاية التي اعتمدت عليها قصة العمل وتشابكاته هي الزوجة بسمة التي بدت امرأة شابة تجد نفسها وسط بيت عائلة، ليس كضيفة أو شريكة، بل كائن قابل للتطويع والكسر، وزوجها مسعد الذي ورث موقع الأب في الأسرة بعد وفاته، دون أن يرث حكمته ورشده، فأصبح يمارس على زوجته سلطة لا تشبهه، وبدا حبه لها مشروطا بالبقاء تحت سيطرته، ومظلة أمه التي تدير البيت بسلطة الأم العاطفية، عبر الشعور بالذنب والواجب والتضحية.

تلجأ بسمة إلى مظلة حماية والدها لتخليصها من زيجتها العصيبة ليدخل العمل مرحلة متطورة من الصراع الزوجي عبر المحاكم، وذلك جراء طلبها الطلاق بعد رفض زوجها تطليقها وديا، فتبدأ زخات ورشقات من القضايا المتبادلة، حيث تطلب بسمة الطلاق ويرد مسعد بإنذار طاعة لإعادتها إلى بيت الزوجية عنوة، ويماطل في تسليمها أثاث منزل الزوجية المدون في قائمة المنقولات، ثم يستبدله بآخر متهالك، وتتحول علاقة الزواج التي قامت في مبتدئها على حب متبادل إلى عداء سافر ونيران مندلعة لا تتوقف.

وقد تكون الكراهية التي ظهرت في سلوك مسعد مستمدة من حبه للتملك، أو ثأرا لكرامته بسبب رفض بسمة له، ويمكن تفسير المبالغة في عرض الصراعات المتبادلة بين البطلين بأن المقصود منها تقديم صورة قاتمة للمشاهد من أجل تجنب المرور بمواقف مماثلة، وتوضيح العواقب السلبية التي يمكن أن يصل إليها الرجل عندما يتمكن الانتقام منه.

معالجات مركبة

عدد كبير من الأعمال السينمائية والدرامية المصرية غاص في أعماق الخلافات الزوجية، للتوعية ومحاولة تغيير واقع مليء بالثغرات القانونية، فبعد نجاح فيلمها “أريد حلا” عاودت الفنانة فاتن حمامة فتح ملفات الاضطرابات الزوجية عبر فيلمها “ولا عزاء للسيدات” الذي أخرجه وكتب له السيناريو هنري بركات عام 1979 عن قصة الكاتبة كاتيا ثابت، وتناول الظلم الذي تتعرض له المرأة بعد طلاقها وحصار المجتمع لها ووضعها في دائرة شبهات لا تنتهي.

وطرح فيلم “الشقة من حق الزوجة ” الذي عرض عام 1985 للمخرج عمر عبدالعزيز وتأليف فراج إسماعيل، فكرة الظلم الذي يتعرض له بعض الأزواج بعد انتزاع منازلهم منهم عند طلاقهم لزوجاتهم في حالة انجابهن بوصفهن حاضنات للأطفال.

معالجة مهمة أخرى لدراما الخلافات الزوجية قدمها مسلسل “أمل فاتن حربي” وعرض في رمضان 2023 للكاتب إبراهيم عيسى والمخرج محمد جمال العدل، بطولة نيللي كريم وشريف سلامة، وتدور أحداثه حول مأساة فاتن مع زوجها ومشاكلها معه لتقرر الانفصال عنه، ظنًا منها أنها نجحت في القضاء على أزماتها، لكنها تواجه تعقيدات شديدة، تتعلق ببنود قاسية في قانون الأحوال الشخصية، والتي تحرمها من ابنتيها، حال زواجها من شخص آخر بعد الطلاق.

ينظر صناع الدراما والسينما في مصر إلى الفن على أنه أفضل وسيلة لتغيير الواقع السلبي عندما يطرح قضايا جادة ومن وحي المجتمع، فمن المنتظر أن يحدث مسلسل “فات الميعاد” ردود فعل عند منظمات معنية بحقوق المرأة، ويسلط الضوء على المصير السلبي الناجم عن احتدام الخلافات الزوجية، ما يؤدي إلى المطالبة بوضع قوانين واضحة وأشد عدلا، لتحاشي وصول التباين بين أي زوجين إلى مستوى الانتقام، استنادا إلى غموض يكتنف بعض النصوص، والتي يستغلها محامون لدعم موكليهم.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ضربة محتمله تتعرض لها هذه المحافظة اليمنية وتحذير للمواطنين بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم البقاء في هذه الأماكن

نيوز لاين | 871 قراءة 

بعد الجفاف.. سيول جارفة تضرب هذا المكان (صور)

كريتر سكاي | 552 قراءة 

صفقة محتملة بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة لإعادة تشغيل مطار صنعاء مقابل تصدير النفط

يني يمن | 520 قراءة 

المجلس الانتقالي الجنوبي يعلن التمرد على الشرعية ويصدر بيان شديد اللهجة تتداوله منصات التواصل الاجتماعي وهذا ما جاء فيه

المشهد الدولي | 514 قراءة 

بدعم سعودي.. تشكيل قوات عسكرية جديدة في شبوة وهذا هو قائدها

وطن نيوز | 467 قراءة 

«أنا في حياتي ما شفت منظر زي كذا».. سعودي في أمريكا يوثق الحياة الصادمة في أحد شوارع نيويورك

نيوز لاين | 442 قراءة 

بيان أمريكي شديد اللهجة ضد الحوثيين

بوابتي | 422 قراءة 

اللواء بارجاش برفقة قيادات عسكرية وطبية تزور الفريق محمود الصبيحي

العاصفة نيوز | 413 قراءة 

الحوثي يتوسّل المفاوضات... هل اقتربت نهايته؟

المشهد اليمني | 397 قراءة 

اليمنية تعلن تدشين رحلات جديدة إلى 4 دول تمر عبر 3 مطارات في اليمن

مأرب برس | 375 قراءة