عثمان أبو ماهر.. من الذاكرة النضالية والغنائية

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 74 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عثمان أبو ماهر.. من الذاكرة النضالية والغنائية

لم يكن النضال الذي خاضه ثوّار اليمن في مسيرتهم الوطنية مكلّلًا بالورود، ولا ممتدًا في آفاق السلامة؛ بل كان النضال هو الحامل الموضوعي للشهادة.

(عثمان أبو ماهر) أحد طلائع الثورة اليمنية، عانقت حروف عشقه نيران بندقيته، فذابا معًا، كلٌّ في حنايا الآخر، ثم امتزجا في النغم الثائر الذي عُرف به، وهو يعلن للملأ:

أنا الثائرُ الحرُّ رمزُ النضالْ

وجنديُّ بلادي ليوم القتالْ

شربتُ المنايا كشرب الزلالْ

وتوَّجتُ بالنصر هامَ الجبالْ

وحدَّثني الصخرُ عند الصمودْ

لك الله فاصمدْ صمودَ الرجالْ

يمينًا يمينًا يمينًا بمجدِك يا موطني

وهكذا يأخذه القسمُ بمجد موطنه إلى مناجاة النسيم العابق بأنفاس الزهر، وهو في أوجِ بهائه وانتشاره في سَحَر النضال. وكأنه جلالُ الحق، وصوتُ القدر، لوثوبِ الشعب في سبتمبر:

يا نسيمًا عابقًا كالزهر

طيّبَ الأنفاسِ عند السَّحَر

يا جلالَ الحقِّ صوتَ القدر

يا وثوبَ الشعبِ في سبتمبر

الخطاب لأيلول لم يغب عن خاطر وكينونة الشاعر عثمان أبو ماهر، وما زال تاريخه مسجَّلًا بدماء الشاعر، الحقيقية منها والشعرية:

أنتَ يا أيلولُ فجري

بدمي سجَّلتُ تاريخي وفخري

فاخْصبي يا أمُّ يا خضراء

ها أنا فجَّرتُ نهري

ولا تزال ثورة سبتمبر سطورًا متدفقة من دماء الشهداء، ونشيدًا حيًّا في قلوب الشرفاء، فهي – أي الثورة – تراب الأرض وسناؤها:

يا سطورًا من دماءِ الشهداء

يا ضياءً في طريقِ الأوفياء

يا نشيدًا في قلوبِ الشرفاء

يا ترابَ الأرضِ، يا كلَّ سنائي

لم يتوقف الشاعر (أبو ماهر) عند هذا الحد، ولم يطلب، كما طالب غيره، منصبًا يدور في كراسيه، كما دار آخرون؛ بل مضى متوغّلًا في أعماق التراب اليمني ألحانًا عذبة، متسائلًا بقلبه: لماذا لم يرتوِ من الحب؟.

يا قلبُ، مالك ما ارتويتَ من الحب؟

وأنتَ الذي بكلِّ عِرقٍ تَسكبُ!

ويوضح موقفه من هذا الهوى بقوله:

مشتيش هوى يحرق شموعَ عمري

أشتي هوى يروي الغصونَ واللبَّ

الحبّ هو خِصبُ الدنيا وتجددها الدائم، وبغير هذا الحب تصبح الدنيا قاحلة، يرفضها الشاعر، موضحًا أن مطلوبه هو “هوى منها وفيها، ينسكب كالنهر الممتد بين ضفّتي الحياة”:

مشتيش دنيا قافرة بلا حب

أشتي هوى كالنهرِ حينَ يَسكب

روحي هوى، قلبي هوانا حب

يا دهرُ سجِّل، يا زمانُ اكتب!

وعاش جزءًا من حياته شلّالاتٍ عابرةً للحدود الشطرية، متغنّيًا بالوحدة، كسيولٍ وحقولٍ وتراب أرضه:

شلالُ وادي بَنا شلّ العقول

وشلّ لا بين زغاريدِ الغيول

وحدةُ بلادي، غنّي يا حقول

غنّي لها، عانقيها يا سيول

ومنقّبًا عن معبد الشمس، الذي داهمته الرياح بأتربة المطامع البشرية، وعبث الغبار التاريخي المتراكم على صدره:

يا معبدَ الشمس، كم لك محتجبْ

واحبيبْ!

ومسافرًا على هيئة الطير الذي تمنّى لو كانه، لينزل بجناحيه عدنَ فجرًا، ويمسي في حَجور (في أقصى الشمال)، دونما تساؤل عن وجهة سفره أو عن المعيَّنين بزيارته:

يا ليتني طيرٌ ما يَحمِلُ مرور

أنزل عدن فجرًا، وأمسي في حَجور

محدٍّ يقل لي علومك والطيور

ولا يسائل: إلى أينَ من تزور؟

وكغيره، تجرّع مرارة جهله، بتصديق أن عدن “تشِلّ” من يأتي إليها:

يوم كنتُ جاهل، تجرّعتُ الأمر

من غاب قالوا: عدن شلّت نفر

ولكنه – أي الشاعر – حين شبَّ عن الطوق، وعلّمه البصر، أدرك أن اليمن واحدة، بحرًا وبرًّا، فإذا هو يصدح:

واليوم شبّيت وعلّمني البصر

إن اليمن واحدة، بحرًا وبر

طاف معظم ربوع اليمن مع أيوب طارش، بحثًا عن “معينِيّة الزّراع”، وحين التقياها، طارا بها ألحانًا لا تزال باقية في سماوات اليمن، تدغدغ السُّحب، وتضاحك البروق، وتُخرج من أنفاسها حنين الرعود لملاقاة الخِصب الأرضي بالغيث:

ألا معينْ… يا الله يا رازق الطير

ألا معينْ… ما في المقايل لنا خير

ألا معينْ… ولا السُّؤال من يد الغير

التعاون جنب الزراعة

التعاون ساعة بساعة…

سلِّمه وأسلم داخل المتلم

عاش في تهامة فترةً من الزمن، غاص في أعماقها، وذابت في أحشائه، وامتزجت فينا هوى تهاميًا، كأول لحنٍ تهاميٍّ يطير به أيوب طارش في فضاء اللون التهامي الأسمر:

وَا زخمْ وأسمرْ… وَا حالي خطر

لمّا رأيتك وا زخمْ… بمكفٍّ تغرس شجر

حبّيت أنا غرس أمشجار… روح روح امزهر

وَا دقيقْ وَا رشيقْ… وغالي وَا رفيقْ أمبكِّر

أفديك أنا وا محنّى… أفديك أنا وا مدرر

عاش حتى عاد إلى أحضان الأرض، وأوعد إياها بأنه سيعود ثائرًا في كفنه إذا نادته:

يا بلادي، لك هامي ينحني

لك أحيا، وإذا ناديتِني

بعد موتي لصراعِ المحن

سوف آتي ثائرًا في كفني

ومضى، تاركًا لنا وصيته:

اذكروني، واذكروا الماضي، وقولوا:

لعنةُ الله على ظلمِ السياسة.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكشف عن ضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء.. بينهم عاقل حارة ونجل رجل أعمال ( صور+أسماء)

المشهد اليمني | 584 قراءة 

الاسم والصورة...مقتل قيادي بارز متأثراً بإصابته خلال غارات إسرائيلية على صنعاء

جهينة يمن | 573 قراءة 

بعيداً عن ورثة صالح.. ثلاث شخصيات تعيد هندسة المؤتمر الشعبي العام!

جهينة يمن | 394 قراءة 

اول تعليق على القرارات الحاسمة التي صدرت في عدن الليلة

جهينة يمن | 362 قراءة 

الحوثي يختطف هذه القيادات في صنعاء ويتهمها بالغدر والخيانة

وطن نيوز | 348 قراءة 

الحكومة اليمنية الشرعية تفاجئ الجميع بأول تعليق على القصف الإسرائيلي الذي استهدف شركة النفط

جهينة يمن | 291 قراءة 

تسهيلات جديدة في تأشيرة الدخول إلى المملكة تُبهج الوافدين

المرصد برس | 277 قراءة 

أول فيديو واضح يوثق حجم الدمار الهائل في محطة شركة النفط بصنعاء عقب الغارات الإسرائيلية

المشهد اليمني | 271 قراءة 

صاروخ غامض يهز إسرائيل.. سلاح غير مسبوق بيد الحوثيين يكشف عن مفاجأة خطيرة

مأرب برس | 268 قراءة 

صنعاء.. الصحة تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف

شمسان بوست | 262 قراءة