غيّب الموت الكاتب والصحفي سالم الفراص، في أحد مستشفيات الهند، عن عمر ناهز الستين عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان، وفقًا لمصادر مقربة من أسرته.
برز الفراص منذ مطلع الثمانينيات كأحد الأصوات الصحفية والثقافية الفاعلة جنوبي البلاد، حيث بدأ عمله في صحيفة "14 أكتوبر" بعدن، قبل أن يساهم في إطلاق عديد مشاريع إعلامية، أبرزها صحيفة "المحيط" الشهرية المتخصصة في قضايا البيئة والآثار، التي ترأس تحريرها.
وُلد في قرية القبلة بمحافظة لحج عام 1965، وتخرج في كلية الآداب، ودخل مبكرًا في العمل الثقافي والنقابي، وهو عضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ومنظمة الصحفيين الديمقراطيين بعدن، كما أسس عام 1990 جمعية أهلية لحماية الآثار والشواطئ والمتنفسات، في تعبير واضح عن اهتمامه بالفضاء العام ومشهد المدينة الجمالي.
وامتد حضوره إلى الحقل الأدبي، حيث نشر أعمالًا قصصية وروائية، أبرزها روايته الأولى "البحث عن زرنوق"، وسرديته الثانية "سرب المحامل" التي تحكي سيرة أسرة فلاحية تواجه تحولات عاصفة بين زمني الإمامة والجمهورية، ومعاناة النساء في ظل غياب الرجال، إلى جانب الهجرة من الأرياف نحو مدينتي عدن والحديدة.
وخلال الأشهر الأخيرة، اضطر الفراص السفر إلى الهند لتلقي العلاج، في ظل غياب الدعم الرسمي، ليرحل بصمت وسط المعاناة، تاركًا أثرًا عميقًا في الوسطين الصحفي والثقافي، اللذين نعياه باعتباره أحد الأصوات النزيهة التي ظلت وفية لقيم الحقيقة والحرية حتى الرمق الأخير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news