مأساة في مناجم الذهب شرق السودان.. مصرع عشرات المعدّنين بانهيار بئر في منطقة "هويد"

لقي ما لا يقل عن 11 شخصًا مصرعهم وأُصيب 7 آخرون بجروح خطيرة، في حادث انهيار بئر تعدين عشوائي في منطقة "هويد" النائية قرب مدينة "هيا" بولاية البحر الأحمر شرقي السودان، بينما تشير تقارير مدنية إلى أن عدد الضحايا قد يتجاوز 50 قتيلًا.

وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، فقد وقع الانهيار مساء الخميس، بينما كان نحو 60 شابًا يعملون داخل البئر بحثًا عن الذهب. واستمرت عمليات الإنقاذ حتى فجر السبت باستخدام أدوات بدائية في ظل غياب أي معدات ثقيلة أو فرق طوارئ متخصصة.

وقال المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، محمد طاهر عمر، في تصريح صحفي، إن البئر المنهارة كانت محظورة مسبقًا نتيجة تكرار الحوادث فيها، إلا أن عمليات التنقيب ظلت مستمرة رغم التحذيرات الرسمية.

من جانبه، أصدر "تجمع الأجسام المطلبية"، وهو كيان مدني مستقل، بيانًا أكد فيه أن عدد القتلى بلغ 50 شخصًا، محمّلًا وزارة المعادن والشركة السودانية للموارد المعدنية المسؤولية الكاملة، بسبب تقاعسها عن تأمين مواقع التعدين وتجاهلها تحذيرات ميدانية سابقة.

وتعكس هذه الكارثة واقع الفوضى في قطاع التعدين الأهلي بالسودان، والذي توسّع خلال السنوات الأخيرة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، وسط غياب الرقابة واستخدام أدوات بدائية تفتقر لأدنى معايير السلامة.

ويأتي هذا الحادث ليؤكد أن الموت في السودان لم يعد حكرًا على ساحات القتال، بل بات يطارد الفقراء حتى في أعماق الأرض، في رحلة محفوفة بالمخاطر بحثًا عن لقمة العيش وحبات من الذهب.