"عبد الله... المعلم الذي أصبح الدرس" .. السقوط: حين يُهان المعلم ويُسرق الحلم

     
الأمناء نت             عدد المشاهدات : 40 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"عبد الله... المعلم الذي أصبح الدرس" .. السقوط: حين يُهان المعلم ويُسرق الحلم

في عشة من صفيح على سفح جبل التواهي بمدينة عدن، يعيش عبد الله، معلمٌ أفنى ثلاثين عامًا من عمره في خدمة التعليم، قبل أن تنقلب حياته رأسًا على عقب، ويصبح درسًا موجعًا في الغدر والجحود، بعد أن تخلى عنه الجميع… الوطن، المؤسسة، وحتى الحلم.

البداية: ثلاثون عامًا من الإخلاص

"كنت أعود من المدرسة مرهقًا، أرى أطفالي يدرسون، وأقول في نفسي: يكفي أنهم سيكبرون، سيصيرون أفضل مني..."

هكذا بدأ عبد الله، معلم اللغة العربية، حكاية لم تكن يومًا تتوقع أن تروى بهذا الشكل. عاش عقودًا في شقة صغيرة بالتواهي، براتب بسيط كان بالكاد يكفيه. لكنه اكتفى… كان يؤمن أن التعليم هو مفتاح المستقبل.

السقوط: حين يُهان المعلم ويُسرق الحلم

بداية الحرب كانت صدمة، لكن الانهيار الاقتصادي الذي تبعها كان الأسوأ. الراتب تأخر، ثم أصبح يأتي كل شهرين. ثم صار بلا قيمة.

"راتبي صار يساوي 140 ريالًا سعوديًا فقط… كأن كل سنوات التعليم اختُزلت في وجبة غداء واحدة."

وعندما لم يعد يستطيع دفع الإيجار، جاء الأمر بالإخلاء. البقالة أغلقت حسابه، وبائع الخضار اعتذر. لم يجد أمامه سوى بيع كل ما يملك… حتى الذكريات.

المنحدر الأخير: من الشقة إلى العشة

انتقل مع عائلته إلى عشة من صفيح على جبل التوانك، بلا ماء، بلا كهرباء، بلا كرامة.

"في النهار نحترق من الشمس، وفي الليل نختنق من الرطوبة، ونقنع الجوع بالروتي فقط."

أبناء عبد الله بدورهم تخلوا عن أحلامهم تحت وطأة الحاجة.

الابن الأكبر يبيع السمك، الأصغر يبيع الخبز على الرصيف، وابنته التي كانت تحلم أن تصبح طبيبة… تعمل موظفة استقبال، تبتلع كرامتها كل صباح.

أستاذ بالأمس… منسي اليوم

يقول عبد الله في حديثه لـ"ألأمناء" بنبرة موجعة:

"أنا من علمت أجيالًا أن التعليم هو الأمل، فإذا بأبنائي يعملون ليطعموني… صرت أنا من يشرح الدرس ومن أصبح الدرس نفسه."

ورغم أن تقاعده لم يتبقّ عليه سوى خمس سنوات، إلا أن عبد الله يؤكد: "لن أعود، فليفعلوا ما يشاؤون… لم يعد شيء يعني لي شيئًا."

سؤال يبقى بلا إجابة…

اليوم، عبد الله يقف على جبل منسي، ينظر إلى مدينة علّمها ثلاثين عامًا، ولا تذكر حتى اسمه.

"هل هذا هو جزاء المعلم؟ أن ينتهي في عشة من صفيح، جائعًا، مريضًا، منسيًا؟"

قصة عبد الله ليست مجرد حالة. إنها مرآة لوضع مأساوي يعيشه آلاف المعلمين اليمنيين. أزمة لا تهدد التعليم فحسب، بل تهدد مستقبل وطن بأكمله.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بدعم سعودي.. تشكيل قوات عسكرية ضخمة جنوبي اليمن بقيادة أحد ألد أعداء المجلس الانتقالي

المشهد اليمني | 1587 قراءة 

عاجل: اشتباكات عنيفة في صنعاء

المنتصف نت | 948 قراءة 

زيارة مفاجئة تُربك الحسابات: أحمد علي على طاولة القرار السعودي

المرصد برس | 785 قراءة 

الكشف عن حقيقة انسحاب العمالقة من شبوة

كريتر سكاي | 573 قراءة 

فتحي بن لزرق: التعايش مع هؤلاء مستحيل والمخرج الوحيد ثورة شعبية

كريتر سكاي | 568 قراءة 

قائد عسكري يعتدي على مراسل قناة الحدث السعودية

كريتر سكاي | 464 قراءة 

ناشطون دمت يدعون إلى إغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط عدن صنعاء .. لهذا السبب !!

يمن فويس | 459 قراءة 

انهيار مرعب للريال اليمني أمام العملات الأجنبية

المشهد اليمني | 406 قراءة 

حادث مروع ينهي حياة شاب يمني وابنته في العاصمة السعودية الرياض

المشهد اليمني | 380 قراءة 

أقوى رد من كاتب فلسطيني معروف على حشر الحوثيين قضية فلسطين في جريمة تصفية الشيخ حنتوس.. ''ابتذال وإساءة لقضيتنا''

مأرب برس | 369 قراءة