"عبد الله... المعلم الذي أصبح الدرس" .. السقوط: حين يُهان المعلم ويُسرق الحلم

     
الأمناء نت             عدد المشاهدات : 96 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"عبد الله... المعلم الذي أصبح الدرس" .. السقوط: حين يُهان المعلم ويُسرق الحلم

في عشة من صفيح على سفح جبل التواهي بمدينة عدن، يعيش عبد الله، معلمٌ أفنى ثلاثين عامًا من عمره في خدمة التعليم، قبل أن تنقلب حياته رأسًا على عقب، ويصبح درسًا موجعًا في الغدر والجحود، بعد أن تخلى عنه الجميع… الوطن، المؤسسة، وحتى الحلم.

البداية: ثلاثون عامًا من الإخلاص

"كنت أعود من المدرسة مرهقًا، أرى أطفالي يدرسون، وأقول في نفسي: يكفي أنهم سيكبرون، سيصيرون أفضل مني..."

هكذا بدأ عبد الله، معلم اللغة العربية، حكاية لم تكن يومًا تتوقع أن تروى بهذا الشكل. عاش عقودًا في شقة صغيرة بالتواهي، براتب بسيط كان بالكاد يكفيه. لكنه اكتفى… كان يؤمن أن التعليم هو مفتاح المستقبل.

السقوط: حين يُهان المعلم ويُسرق الحلم

بداية الحرب كانت صدمة، لكن الانهيار الاقتصادي الذي تبعها كان الأسوأ. الراتب تأخر، ثم أصبح يأتي كل شهرين. ثم صار بلا قيمة.

"راتبي صار يساوي 140 ريالًا سعوديًا فقط… كأن كل سنوات التعليم اختُزلت في وجبة غداء واحدة."

وعندما لم يعد يستطيع دفع الإيجار، جاء الأمر بالإخلاء. البقالة أغلقت حسابه، وبائع الخضار اعتذر. لم يجد أمامه سوى بيع كل ما يملك… حتى الذكريات.

المنحدر الأخير: من الشقة إلى العشة

انتقل مع عائلته إلى عشة من صفيح على جبل التوانك، بلا ماء، بلا كهرباء، بلا كرامة.

"في النهار نحترق من الشمس، وفي الليل نختنق من الرطوبة، ونقنع الجوع بالروتي فقط."

أبناء عبد الله بدورهم تخلوا عن أحلامهم تحت وطأة الحاجة.

الابن الأكبر يبيع السمك، الأصغر يبيع الخبز على الرصيف، وابنته التي كانت تحلم أن تصبح طبيبة… تعمل موظفة استقبال، تبتلع كرامتها كل صباح.

أستاذ بالأمس… منسي اليوم

يقول عبد الله في حديثه لـ"ألأمناء" بنبرة موجعة:

"أنا من علمت أجيالًا أن التعليم هو الأمل، فإذا بأبنائي يعملون ليطعموني… صرت أنا من يشرح الدرس ومن أصبح الدرس نفسه."

ورغم أن تقاعده لم يتبقّ عليه سوى خمس سنوات، إلا أن عبد الله يؤكد: "لن أعود، فليفعلوا ما يشاؤون… لم يعد شيء يعني لي شيئًا."

سؤال يبقى بلا إجابة…

اليوم، عبد الله يقف على جبل منسي، ينظر إلى مدينة علّمها ثلاثين عامًا، ولا تذكر حتى اسمه.

"هل هذا هو جزاء المعلم؟ أن ينتهي في عشة من صفيح، جائعًا، مريضًا، منسيًا؟"

قصة عبد الله ليست مجرد حالة. إنها مرآة لوضع مأساوي يعيشه آلاف المعلمين اليمنيين. أزمة لا تهدد التعليم فحسب، بل تهدد مستقبل وطن بأكمله.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فضيحة فساد بمليارات الريالات في بريد صنعاء.. والموظف المبلّغ يواجه التهديد بالتصفية

حشد نت | 806 قراءة 

حقيقة انشقاق اللواء بن بريك عن المجلس الانتقالي الجنوبي.

الناقد برس | 799 قراءة 

الكشف عن حقيقة اغتيال الصحفي اليمني انيس منصور في الفاشر بالسودان

كريتر سكاي | 630 قراءة 

تصعيد حوثي اقتصادي خطير يهدد حياة الملايين في مناطق الشرعية

الأمناء نت | 541 قراءة 

المجلس الرئاسي بكامل أعضائه يجتمع برئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي.. والاتفاقيات الأخيرة مع السعودية على الطاولة

المشهد اليمني | 398 قراءة 

الحو..ثيون يعتقلون قيادي كبير في صفوفهم بسبب هذه التهمة

كريتر سكاي | 374 قراءة 

تفاصيل جديدة لاقتحام محل صرافة ونهب ٤ مليون ريال سعودي

كريتر سكاي | 373 قراءة 

ثلاثة شبان ينهبون هاتف امرأة بعد التقطع لها ويطالبون بـ20 ألف ريال سعودي مقابل عدم نشر صورها

المشهد اليمني | 329 قراءة 

انخفاض جديد في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025

يني يمن | 328 قراءة 

صرف مرتبات الموظفين.

كريتر سكاي | 299 قراءة