"عبد الله... المعلم الذي أصبح الدرس" .. السقوط: حين يُهان المعلم ويُسرق الحلم

     
الأمناء نت             عدد المشاهدات : 71 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"عبد الله... المعلم الذي أصبح الدرس" .. السقوط: حين يُهان المعلم ويُسرق الحلم

في عشة من صفيح على سفح جبل التواهي بمدينة عدن، يعيش عبد الله، معلمٌ أفنى ثلاثين عامًا من عمره في خدمة التعليم، قبل أن تنقلب حياته رأسًا على عقب، ويصبح درسًا موجعًا في الغدر والجحود، بعد أن تخلى عنه الجميع… الوطن، المؤسسة، وحتى الحلم.

البداية: ثلاثون عامًا من الإخلاص

"كنت أعود من المدرسة مرهقًا، أرى أطفالي يدرسون، وأقول في نفسي: يكفي أنهم سيكبرون، سيصيرون أفضل مني..."

هكذا بدأ عبد الله، معلم اللغة العربية، حكاية لم تكن يومًا تتوقع أن تروى بهذا الشكل. عاش عقودًا في شقة صغيرة بالتواهي، براتب بسيط كان بالكاد يكفيه. لكنه اكتفى… كان يؤمن أن التعليم هو مفتاح المستقبل.

السقوط: حين يُهان المعلم ويُسرق الحلم

بداية الحرب كانت صدمة، لكن الانهيار الاقتصادي الذي تبعها كان الأسوأ. الراتب تأخر، ثم أصبح يأتي كل شهرين. ثم صار بلا قيمة.

"راتبي صار يساوي 140 ريالًا سعوديًا فقط… كأن كل سنوات التعليم اختُزلت في وجبة غداء واحدة."

وعندما لم يعد يستطيع دفع الإيجار، جاء الأمر بالإخلاء. البقالة أغلقت حسابه، وبائع الخضار اعتذر. لم يجد أمامه سوى بيع كل ما يملك… حتى الذكريات.

المنحدر الأخير: من الشقة إلى العشة

انتقل مع عائلته إلى عشة من صفيح على جبل التوانك، بلا ماء، بلا كهرباء، بلا كرامة.

"في النهار نحترق من الشمس، وفي الليل نختنق من الرطوبة، ونقنع الجوع بالروتي فقط."

أبناء عبد الله بدورهم تخلوا عن أحلامهم تحت وطأة الحاجة.

الابن الأكبر يبيع السمك، الأصغر يبيع الخبز على الرصيف، وابنته التي كانت تحلم أن تصبح طبيبة… تعمل موظفة استقبال، تبتلع كرامتها كل صباح.

أستاذ بالأمس… منسي اليوم

يقول عبد الله في حديثه لـ"ألأمناء" بنبرة موجعة:

"أنا من علمت أجيالًا أن التعليم هو الأمل، فإذا بأبنائي يعملون ليطعموني… صرت أنا من يشرح الدرس ومن أصبح الدرس نفسه."

ورغم أن تقاعده لم يتبقّ عليه سوى خمس سنوات، إلا أن عبد الله يؤكد: "لن أعود، فليفعلوا ما يشاؤون… لم يعد شيء يعني لي شيئًا."

سؤال يبقى بلا إجابة…

اليوم، عبد الله يقف على جبل منسي، ينظر إلى مدينة علّمها ثلاثين عامًا، ولا تذكر حتى اسمه.

"هل هذا هو جزاء المعلم؟ أن ينتهي في عشة من صفيح، جائعًا، مريضًا، منسيًا؟"

قصة عبد الله ليست مجرد حالة. إنها مرآة لوضع مأساوي يعيشه آلاف المعلمين اليمنيين. أزمة لا تهدد التعليم فحسب، بل تهدد مستقبل وطن بأكمله.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عدن: مواطن يصدم عند فتح علبة أناناس معلبة (صورة)

نيوز لاين | 869 قراءة 

وضعته في قائمة ‘‘الإرهابيين العالميين’’.. عقوبات أمريكية ضد رجل أعمال يمني يقيم في الإمارات

المشهد اليمني | 623 قراءة 

المجلس الرئاسي اليمني على حافة الانهيار.. والرياض بين خيارين رئيسيين

اليوم برس | 513 قراءة 

شرطة تعز تعلن القبض على أحد منفذي جريمة اغتيال إفتهان المشهري

حشد نت | 436 قراءة 

الزبيدي يعلق قراراته الأخيرة.. وسكرتيره الشخصي يعلق …!

عناوين بوست | 435 قراءة 

سحر الخولاني تفترش ارض اشهر شارع في صنعاء ماذا حدث؟

كريتر سكاي | 387 قراءة 

في اجتماع لاعضاء المجلس الرئاسي اليمني وبرئاسة الرئيس العليمي .. المجلس الرئاسي اليمني يصدر بيان هام يوضح مستجدات الاحداث والمعالجات (نص البيان)

المشهد الدولي | 378 قراءة 

خلافات داخل الرئاسي تطيح بجهود الرياض لتوحيد الصف وتدفع للتدخل الدولي.. آخر المستجدات

نيوز لاين | 357 قراءة 

خالد الرويشان يكشف حقيقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمقطع فيديو شاهد ماجاء في تصريح ناري له

المشهد الدولي | 349 قراءة 

رئيس مجلس الوزراء اليمني سالم صالح بن بريك يصدر هذه التوجيهات العاجلة لهذه الجهة المسؤولة ويحملها هالمسؤلية

المشهد الدولي | 331 قراءة