العبور إلى الظلام .. كيف اخترقت عصابة الحوثي المنظمات الدولية لتقويض اليمن؟
كشف كتاب حديث صادر عن منصة "فرودويكي" المختصة بكشف الفساد و الاحتيال والتضليل، بعنوان "العبور إلى الظلام"، عن خيوط شبكة نفوذ ناعمة نسجتها عصابة الحوثي داخل عدد من المنظمات الدولية ومراكز صنع القرار، عبر ما وصفه بـ"لوبيات السلام الزائف"، بهدف تمرير أجنداتها المسلحة وتعزيز سلطتها داخليًا وخارجيًا تحت غطاء العمل الإنساني
.
وسلط الكتاب، لمؤلفه الباحث عبدالقادر رازح، الضوء على ما اعتبره "الوجه الخفي" للصراع في اليمن، حيث تتوارى الحرب المسلحة خلف مسارات اختراق ناعم لمنظومات العمل الدولي، من بينها الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، من خلال أفراد على صلة بالعصابة يشغلون مناصب محورية في هذه المؤسسات.
وبحسب الكتاب، فإن العصابة تمكنت منذ عام 2015 من التغلغل داخل المؤسسات الإنسانية، مستخدمة أشخاصًا محسوبين عليها لتوجيه التمويل، والتحكم في الخطاب الإعلامي والسياسي، والتأثير على مسارات التفاوض والمساعدات، في ظل غياب الرقابة والمساءلة.
ويعرض الكتاب قائمة بأكثر من عشر شخصيات تعمل داخل منظمات أممية ودولية، قال إنها تقدم الدعم المباشر أو غير المباشر للحوثيين، عبر تمرير معلومات، أو تكييف تقارير حقوقية، أو المشاركة في إعادة هندسة الخطاب الدولي لصالح العصابة، بما يُظهرها كـ"سلطة أمر واقع" قابلة للاعتراف، ويطمس في المقابل سجلها في انتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم الحرب.
كما يوثق الكتاب، الذي يتجاوز الطرح النظري، حالات فساد كبيرة في ملف المساعدات الإنسانية، متهمًا عصابة الحوثي بتحويل جزء كبير من التمويلات الدولية إلى جبهات القتال وشركات تابعة لها، واستغلال أزمات إنسانية مفتعلة مثل المجاعة وانهيار الخدمات للحصول على تمويل إضافي.
وأشار إلى أن بعض المنظمات الدولية اعتمدت بيانات غير دقيقة أو مضللة – في بعض الأحيان – دون تحقق، ما ساهم في تشويه صورة الحكومة اليمنية وتكريس صورة نمطية تخدم سردية الحوثيين.
وفي فصله الأخير، دعا الكتاب إلى مراجعة شاملة للآليات التي تحكم عمل المنظمات الدولية في اليمن، وفتح تحقيقات مستقلة بشأن حالات التلاعب والفساد، وفرض عقوبات على المتورطين في دعم جماعات مسلحة تحت غطاء العمل الإنساني، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع يهدد جوهر العمل الإنساني ويطيل أمد الأزمة اليمنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news