حوَّل العام الدراسي إلى كابوس بالنسبة لأولياء الأمور.. في زمن الحوثي.. "التعليم لمن استطاع اليه سبيلا"
لا يكاد المواطن في المناطق الخاضعة لسيطرة عصابة الإرهاب الحوثية ينتهي من مستلزمات رمضان وعيد الفطر ومن بعدهما عيد الأضحى، ويكون قد استنزف كل شيء لديه، فضلًا عما قد تراكم عليه من ديون فوق ظهره إزاء كل ذلك، حتى تأتي جماعة الإرهابية بسكاكين ذبح اسمها العام الدراسي. حتى لقد أصبح موسم الدراسة الحوثي كابوسًا حقيقيًا يؤرق كل مواطن
.
فبالإضافة إلى كونها اختارت توقيتًا غير منطقي ويدل على جهل مطبق لدى تلك الجماعة الظلامية بأن من مقتضيات الدراسة أن تكون في أجواء صحية وأن العالم بأجمعه قد اتفق على أن تكون في فصل الشتاء، فإن عصابة الظلام لا تريد من الدراسة أن تكون سوى لمن استطاع إليها سبيلا. ولذا فإنها حولت المدارس الحكومية إلى منشآت خاوية على عروشها أو إلى مخازن لأسلحتها، وفتحت الباب أمام زبانيتها ومشرفيها ومن يدور في فلكها للمتاجرة بشيء اسمه مدارس أهلية خاصة أصبحت منتشرة بشكل يبعث على الجنون، فلا تكاد تخلو حارة أو زقاق في هذه المدينة أو تلك من لوحة منصوبة تشير إلى وجود مدرسة أهلية، حتى لو كان المبنى عبارة عن شقة سكنية لا أكثر.
قبل نكبة 2011 كانت المدارس الأهلية بمثابة مسبة كبيرة لا يقبلها الطالب ولا أسرته، حيث لم يكن يدخلها إلا الطلاب الفاشلون. هكذا يقول لصحيفة "المنتصف" أحد المعلمين في صنعاء، اعتذر عن الإفصاح عن اسمه خشية أن يتعرض للاعتقال.
يضيف المعلم: "كان من العيب أن تجد تربويًا تخرج من كلية التربية يلتحق بمدرسة أهلية للتدريس فيها، وكانت تلك المدارس تعاني دائما من نقص في عدد الطلاب فتحاول مع كل عام تخفيض الرسوم للحفاظ على من لديها منهم.
تماما كحال المستشفيات الخاصة، حيث كان الجانب الحكومي حاضرا في التعليم والصحة اللذين هما أهم ركيزتين حقيقيتين لمعنى الدولة: تعليم مجاني صحة مجانية. لكن الذي حدث بعد 2011 هو أن الظلاميين حكموا فانقلبت الأشياء إلى النقيض وتغيرت المفاهيم وأصبح التسليع هو السائد في كل شيء. أغلقت المدارس ابوابها وفقد الكثير منا وظيفته وأصبح المعلم شيئا فائضا عن الحياة".
يتابع بألم قائلا: "ماذا تنتظر من جماعة ترى المعلم هو عدوها الرئيسي؟!".
ويشكو اولياء أمور الطلاب في مناطق مليشيا الحوثي من عدم قدرتهم على تسجيل اولادهم في المدارس وتوفير متطلبات المدارس، خاصة وان الوضع الاقتصادي هذا العام بدا مترديًا ، بسبب تضاؤل فرص العمل، وتوسع رقعة الفقر، وتوقف المساعدات الانسانية من قبل المانحين.
بدوره أكد لصحيفة المنتصف المواطن (ن. ح.) صاحب بسطة خضروات في صنعاء أنه مع كل موسم دراسي يخوض معركة حقيقية مع نفسه، هل يواصل تعليم ابنيه الصغيرين أم لا؟ مؤكدًا أنه كلما رأى الكلفة الباهظة التي سيكون عليه أن يتكبدها كرسوم مدرسية، يقرر أن يبقيهما في البيت بدون دراسة. ثم في لحظة تساؤل مع نفسه يجد أنه بين خيارين مريرين: أن يسلم أبناءه للجهل وعدم التعليم وهذا معناه أنه سيكون قد جعل منهما فريسة سهلة لعصابة الحوثي، وإما ألا يستسلم لما تريده تلك العصابة من تجهيل للمجتمع ويواصل تعليم أبنائه حتى لو كلّفه ذلك حياته.
ويعلق على ذلك بالقول: "لن أجعل من تلك العصابة تهزمني".
بدوره يقول عادل الحميري للمنتصف "ما إن ينتهي العام الدراسي يأتي شهر رمضان وعيد الفطر، ثم عيد الاضحى، ثم يبدأ العام الدراسي، وهنا تجد اغلب الاسر نفسها قد استنفدت ما لديها، فلا تستطيع توفير متطلبات المدرسة من ملابس ودفاتر وأقلام وحقائب، واجور مواصلات، ورسوم دراسية".
ويضيف الحميري :" تجد العديد من الأسر نفسها في موقف صعب بعد انتهاء العام الدراسي وبداية شهر رمضان والأعياد، حيث تستنفد مواردها المالية وتجد صعوبة في توفير متطلبات المدرسة لأبنائها".
وأكد: "كل هذه التكاليف تجعل من الصعب على الأسر توفير احتياجات أبنائها التعليمية، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في اليمن".
تحويل العام الدراسي إلى مصدر قلق وعبء على أولياء الأمور في مناطق عصابة الحوثي نتيجة لعدة عوامل وتحديات، ابرزها عدم استقرار الوضع الأمني، ونقص الموارد التعليمية، وضعف البنية التحتية، وعدم توفير الكتب المدرسية، وعدم توفر المعلمين المؤهلين يجعل من العملية التعليمية عبئًا نفسيًا وماليًا على الأسر.
بالإضافة إلى الجبايات التي تفرضها مليشيا الحوثي على أولياء أمور الطلاب والتي تثقل كاهل الأسر ذات الدخل المحدود، مما يجعل التعليم مصدر قلق لأولياء الأمور.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news