في تطور ينذر بانفجار سياسي وأمني وشيك، عقد رئيس المجلس الرئاسي اليمني الموالي للسعودية، رشاد العليمي، اجتماعًا طارئًا هو الثاني خلال أقل من أسبوع مع قيادات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وسط تصاعد التوترات في عدن، وغياب لافت لرئيس جهاز أمن الدولة عمار صالح عن الحضور، ما أثار تساؤلات واسعة حول طبيعة التهديدات التي تواجه رأس السلطة.
العليمي، وخلال الاجتماع الأخير، أطلق إنذارًا عالي المستوى بشأن ما وصفه بـ"مخططات للفوضى والاغتيالات" داخل المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومته، مطالبًا برفع الجاهزية القصوى. وبينما ألقى باللوم مجددًا على تعاون محتمل بين "الحوثيين وبعض القوى المحلية"، تشير الوقائع والتحركات المتسارعة على الأرض إلى أن التهديد الأكبر قد لا يأتي من صنعاء بل من داخل عدن نفسها، وبالتحديد من التيارات الموالية للإمارات.
وبعد ساعات فقط من اجتماعه، أصدرت السعودية قرارًا بإخلاء مواقع "قوات العاصفة"، أحد أبرز التشكيلات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والمدعومة إماراتيًا، من محيط قصر المعاشيق، المقر الرئاسي للعليمي في عدن. هذا القرار فُسّر على أنه محاولة سعودية لعزل العليمي عن قبضة الزبيدي وقطع نفوذ الإمارات داخل العاصمة المؤقتة.
في السياق ذاته، يستعد العليمي لإجراء سلسلة تغييرات أمنية، أبرزها إقالة مصلح الذرحاني، مدير أمن مديرية دار سعد والمسؤول عن البوابة الشمالية لعدن، ضمن خطة أوسع لإنهاء سطوة الانتقالي على المدينة.
لكن خلف هذه التحركات العنيفة والمباغتة، تتردد تساؤلات خطيرة: هل وصل الخلاف الإماراتي–السعودي إلى مستوى التفكير في تصفية العليمي؟ خصوصًا في ظل معطيات تؤكد أن التيار الإماراتي داخل المجلس الرئاسي، بقيادة الزبيدي وبدعم من العرادة وطارق صالح، دفع مؤخرًا نحو تحالف للإطاحة بالعليمي كليًا، قبل أن يتراجع طارق تحت ضغوط وساطة قادها سلطان البركاني.
أما استبعاد عمار صالح من الاجتماع الأمني، رغم أنه المعيّن من العليمي نفسه، فيكشف حجم الانقسام داخل الأجهزة، ويعزز الروايات التي ترى أن التهديد باغتيال العليمي لم يعد مجرّد شائعة، بل احتمال فعلي يتم الترتيب له، ربما بأيادٍ جنوبية هذه المرة.
ما يحدث في عدن لم يعد مجرد صراع نفوذ بين الانتقالي والحكومة، بل معركة بقاء سياسي مفتوحة على كل السيناريوهات، أخطرها اغتيال الرجل الأول في الرئاسة اليمنية.
المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news