عرس "أبو فاطمة العرشي" يكشف الترف الفاحش لقيادات الحوثي في زمن الجوع اليمني
انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي صورة من حفل زفاف "أبو فاطمة العرشي"، أحد الشخصيات المقربة من قيادات مايشيا الحوثي الارهابية في العاصمة صنعاء، وقد أثارت الصورة ردود فعل غاضبة في الشارع اليمني، لما تضمنته من مشاهد صادمة للترف الفاحش والبذخ المفرط وسط انهيار اقتصادي ومعيشي يعانيه ملايين اليمنيين.
موكب فاره وسط مدينة جائعة
الصورة المتداولة أظهرت موكباً مهيباً يتقدمه العشرات من السيارات الفاخرة، بعضها مصفحة وحديثة الطراز، مزينة بالورود وبألوان زاهية، في مشهد أشبه بمواكب الملوك. الموكب جاب شوارع العاصمة في استعراض علني للثراء، يرافقه إطلاق نار احتفالي وزينة مبهرة، بينما يعيش معظم سكان صنعاء تحت خط الفقر، ويكافحون يومياً لتأمين لقمة العيش وسط انهيار الخدمات وتدهور العملة.
عرس الأغنياء في بلد المجاعة
حفل الزفاف المثير للجدل أقيم في قاعة فخمة بالعاصمة، وتخللته ولائم ضخمة وأطباق فاخرة، حسب ما أكده شهود عيان، في وقت تفتقر فيه المستشفيات للدواء، وتغلق المدارس أبوابها أمام الأطفال بسبب نقص التمويل، وتتحول أرصفة الشوارع إلى مأوى للفقراء والمشردين.
وفي مشهد يختصر عمق التناقض، تداول ناشطون صوراً أخرى تُظهر مواطنين في العاصمة يبحثون عن الطعام في براميل القمامة، بينما يُنفق الملايين على مراسم الزفاف والموائد الفاخرة، بما في ذلك الحلي الذهبية والهدايا الباذخة.
صدمة شعبية وتنديد حقوقي
الحدث أثار سخطاً واسعاً في الأوساط الشعبية والحقوقية، حيث اعتبره مراقبون دليلاً صارخاً على الفساد والاستغلال الذي تمارسه القيادات الحوثية، في وقت يعيش فيه أكثر من 80% من اليمنيين تحت خط الفقر، بحسب تقارير أممية.
وأكد ناشطون أن هذا الزفاف يُعد نموذجاً لما يسمونه "اقتصاد الحرب"، الذي يمكّن قادة الجماعة من جمع الثروات على حساب معاناة الشعب، عبر نهب الإيرادات، والسيطرة على مؤسسات الدولة، وفرض الإتاوات والجبايات، فيما يتم تجويع المواطنين تحت شعارات "الصمود" و"الزحف المقدس".
تناقض صارخ
قال أحد المواطنين من سكان صنعاء، مفضلاً عدم ذكر اسمه:
"نُجبر على دفع جبايات لدعم الجبهات، فيما هم يقيمون أعراساً باذخة ويتنقلون بسيارات لا نحلم حتى برؤيتها. نعيش حياة لا تليق بالبشر، وهم يحتفلون وكأنهم في باريس أو دبي".
بدورها، وصفت منظمات حقوقية يمنية المشهد بأنه "صفعة مؤلمة" لكرامة المواطن اليمني، داعية المجتمع الدولي إلى مساءلة قادة الجماعة عن مصادر ثرواتهم، ومحاسبتهم على ما وصفته بـ"الترف غير المشروع المتولد من اقتصاد النهب".
ترف "الطغمة" وسط بؤس "القاعدة"
ما حدث في زفاف "أبو فاطمة العرشي" لم يكن استثناءً، بل يندرج ضمن سلسلة طويلة من المظاهر المترفة التي باتت تميز حياة قادة الجماعة الحوثية، في ظل اقتصاد موجه، ينمو لصالح القلة الحاكمة ويتداعى على رؤوس المواطنين.
وفيما تبني الجماعة إمبراطوريات اقتصادية في الظل، تستمر معاناة غالبية اليمنيين مع الجوع، والبطالة، والمرض، وانعدام الخدمات، في بلد مزقته الحرب وتحكمه مفارقات طبقية صارخة.
خلاصة:
عرس "أبو فاطمة العرشي" لم يكن مجرد احتفال اجتماعي، بل أصبح رمزاً فجّاً لفجوة الطبقات، ولتناقض صارخ بين شعارات الزهد والمقاومة التي ترفعها المليشيا، وبين الواقع الذي تعيشه قياداتها في أبراج عاجية، بينما يئن المواطن من وطأة الفقر والقهر.
ويظل السؤال معلقاً:
إلى متى سيظل الشعب اليمني يدفع ثمن رفاهية المتسلطين وجماعات الاسلام السياسي؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news