اعتبر تقرير لمجلة "فورين بوليسي" أن نتائج حملة القصف الإسرائيلية الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية لـ12 يوماً كانت "هزيلة"، وأنها لن تؤدي في أفضل الأحوال إلى تأخير برنامج طهران النووي سوى "عدة أشهر". أما المثير في التقرير، فإن إيران "تحتفظ بمنشآت سرية لم تُستهدف في الضربة، ولا تزال عاملة"، وأن هناك موقعا ثالثا للتخصيب "آمن".
وترى المجلة أن هناك اتفاقاً "من عدة مصادر" على أن إيران نقلت جزءاً "كبيراً" من اليورانيوم المخصب إلى مكان سري، وهو بالضبط ما قاله الإيرانيون لرافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقالت "فورين بوليسي" إن المسؤولين الأمريكيين لا يعرفون المكان الذي نُقل إليه اليورانيوم المخصب، وإنهم في مقابل ذلك أطلقوا "تفسيرات سخيفة"، إذ ادعى نائب الرئيس، جيه دي فانس، أنها "مدفونة"، بينما زعم وزير الخارجية، ماركو روبيو، أن الشاحنات لا يمكنها التحرك في إيران دون أن تستهدفها إسرائيل على الفور تقريباً.
وأشارت المجلة إلى تفاصيل سبقت الحملة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية، إذ عُقد اجتماع مثير للجدل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 يونيو/حزيران، أي قبل يوم واحد من الضربات على طهران، تجلّت فيه عدة معلومات مهمة.
وخلال ذلك الاجتماع، أشار غروسي إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية "فقدت استمرارية المعرفة المتعلقة بإنتاج ومخزون أجهزة الطرد المركزي والدوارات والمنفاخات الحالية، التي لن يكون من الممكن استعادتها"، وهو ما يعني عملياً أن الوكالة "لم تعد تعرف عدد أجهزة الطرد المركزي التي خزّنتها إيران أو أماكن تخزينها".
ولا تستبعد "فورين بوليسي" أنه بإمكان إيران استخدام أي أجهزة طرد مركزي مخزنة لاستبدال أجهزة الطرد المركزي التي دُمرت أو لإنشاء منشآت طرد مركزي جديدة.
كما شيّدت إيران في السنوات الأخيرة منشأة ضخمة تحت الأرض قرب نطنز، تحت اسم جبل الفأس، وبعد أن شنّت إسرائيل هجومًا عام 2021 على ورشة قريبة تُصنّع أجهزة الطرد المركزي، نقلت إيران معدات الإنتاج إلى هناك، ولم تتعرض الورشة لأي أذى في الهجوم الأخير.
وتحتفظ بمنشآت نووية سرية لم تُستهدف في الضربة، ولا تزال عاملة، بحسب "فورين بوليسي"، وأحد هذه المواقع، ما يُسمى بالموقع الثالث للتخصيب، وهو بجوار فوردو ونطنز، وهو غير معروف علناً، على الرغم من أن غروسي صرّح بأنه قريب من أصفهان.
وبينما تؤكد "فورين بوليسي" أن هذا الموقع لم يتعرّض لأي هجوم إسرائيلي أو أمريكي، فإنها ترجح أن إيران ربما بدأت تركيب أجهزة الطرد المركزي هناك، مشيرة إلى أن طهران تاريخياً كانت قادرة على تركيب سلسلة أو سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي أسبوعيًا.
كما يمكن لإيران، بحسب المجلة الأمريكية، تركيب منشأة بديلة بحجم فوردو في أقل من ثلاثة أشهر، وعندها ستكون كمية المواد اللازمة للقنبلة الأولى متاحة بعد يومين إلى ثلاثة أيام من ذلك.
كما نوّهت إلى احتمال أن هناك مواقع تخصيب أخرى، ففي عام 2010، عندما كشفت إيران عن مصنع التخصيب فوردو، زعمت أيضاً أنها تخطط لبناء 10 مواقع من هذا القبيل.
وبينما اعتبر المسؤولون الأمريكيون آنذاك ذلك مجرد كلام فارغ، أشارت إيران بعد بضعة أشهر إلى أنها تخطط لبدء بناء منشأتين أخريين مدفونتين تحت الأرض في العام التالي. ويبدو من المرجح أن منشأة طهران الجديدة قد شُيّدت في هذه الفترة الزمنية ولكن لم يتم تشغيلها حتى الآن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news