مع توقف الحرب بين إسرائيل وإيران، تحوّلت أنظار ميليشيا الحوثي مجددا نحو الداخل اليمني، وبدأت موجة تصعيد ميدانية ضد القوات الحكومية والموالية لها في جنوب البلاد وشمالها.
ومساء أمس الثلاثاء، قُتل جنديان من أفراد "القوات المسلحة الجنوبية"، خلال مواجهة عنيفة مع الحوثيين في مناطق التماس بجبهة الضالع، جنوبي البلاد.
وأكدت مصادر عسكرية لـ"إرم نيوز" أن ميليشيا الحوثي حاولت مباغتة القوات الجنوبية عبر هجوم عسكري على أحد محاور الضالع المتاخمة لمحافظة إب، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات ضارية بين الطرفين.
وذكرت المصادر أن "القوات الجنوبية المسلحة" تمكّنت من التصدي للهجوم وإفشال محاولة التسلل إلى مواقعها، وأوقعت في صفوف الحوثيين عددا من القتلى والجرحى، في حين قُتل جنديان من أفراد القوات الجنوبية خلال المواجهة.
تحشيد نحو مأرب
في غضون ذلك، دفعت ميليشيا الحوثي خلال الساعات الماضية بتعزيزات عسكرية نحو محافظة مأرب شمالي اليمن، بعد حالة الهدوء النسبية التي شهدتها جبهات القتال في المحافظة الغنية بالثروات النفطية، خلال الأسابيع الماضية.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الحوثيين دفعوا بأعداد بشرية كبيرة من المقاتلين والآليات العسكرية الثقيلة نحو خطوط التماس مع الجيش اليمني في جبهات "صرواح" و"البلق" و"الكسارة"، شمال غرب مأرب، وشرعوا في استحداث تحصينات جديدة.
وبحسب مراقبين، فإن ميليشيا الحوثي ستعود إلى تصعيدها الداخلي وتحديدا نحو مدينة مأرب النفطية، مع انحسار التصعيد الإقليمي واستمرار حصار الولايات المتحدة للواردات النفطية إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الميليشيا في محافظة الحديدة، جراء تصنيفها "جماعة إرهابية أجنبية".
هدف اقتصادي وسياسي
يقول المحلل العسكري، العقيد محسن الخضر، إن تضاؤل نشاط المناولة في موانئ الحديدة المستهدفة بالضربات الأمريكية والإسرائيلية طوال الأشهر الماضية، بالإضافة إلى شحّ الموارد النفطية، أدى إلى تراجع كبير في موارد الميليشيا الاقتصادية، وبالتالي يسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب كهدف اقتصادي.
وأشار، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أهمية مأرب باعتبارها مركز انطلاق عمليات الجيش اليمني في مواجهة الحوثيين، في المحافظات الشمالية المجاورة لها، وهو ما يجعل الحوثيين مصرّين على مدى سنوات على إحداث اختراق يغيّر الوضع الميداني لصالحهم، لتحسين موقفهم عند استئناف المفاوضات السياسية المتعلقة بالحل الشامل لأزمة البلد.
وعلى الرغم من فشل عمليتها العسكرية الكبيرة التي أطلقتها منتصف العام 2020 للسيطرة على محافظة مأرب، واصلت ميليشيا الحوثي أخيرا هجماتها المتفرقة على الأطراف الشمالية والغربية والجنوبية من المحافظة، في محاولة لإحراز تقدم ميداني، غير أنها تصطدم في كل مرة بمواجهة شرسة من قوات الجيش الوطني وألوية العمالقة الجنوبية، المتمركزة في مناطق التماس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news