إيران ما بعد الضربات.. أي خيار أمام المرشد والبرنامج النووي؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 121 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
إيران ما بعد الضربات.. أي خيار أمام المرشد والبرنامج النووي؟

بعد 12 يوما من الضربات الإسرائيلية والأميركية التي طالت المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، خرج المرشد الأعلى علي خامنئي من مخبئه إلى واقع استراتيجي جديد، تتصدره تحديات داخلية وانكشاف عسكري، وسط تساؤلات حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، ودور طهران في الإقليم.

خلال خطابه الأخير، حاول المرشد الإيراني التأكيد على "النصر" في وجه إسرائيل والولايات المتحدة، إلا أن معطيات الواقع تعكس تراجعا واضحا في بنية الردع الإيرانية، سواء على مستوى القدرات العسكرية أو الثقة في الحلفاء.

فقد أكدت مصادر استخباراتية أن الضربات ألحقت أضرارا كبيرة بالمواقع النووية، وأفقدت إيران عددا من كوادرها العلمية والعسكرية، ما دفع القيادة الإيرانية إلى تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة تهدف إلى إخفاء حجم الخسائر حتى اكتمال التقييم الداخلي.

تراجع الردع وتفكك "محور المقاومة"

أكد الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد الزغول في مداخلة ضمن برنامج "ستوديو وان مع فضيلة" أن "إيران واجهت الضربة منفردة، من دون تدخل أي من أذرعها العسكرية في المنطقة، وهو ما يمثل تغيرًا نوعيًا في قواعد الاشتباك".

وقال الزغول: "الردع الإيراني كان يعتمد على ثلاثة أعمدة: الميليشيات، البرنامج الصاروخي، وفكرة التلويح بالسلاح النووي. اليوم، هذا الردع تعرض للاهتزاز، والأذرع العسكرية كالحشد الشعبي والحوثيين وحزب الله لم تدخل المعركة، رغم ما أنفقته إيران عليهم خلال أربعين عامًا".

خيارات المرشد: مفاوضات... أم إعادة التموقع؟

أمام هذا الواقع، بات المرشد الإيراني أمام خيارين: إما الدخول في مفاوضات جدية مع الولايات المتحدة، تتضمن التنازل عن مستويات عالية من التخصيب النووي،

أو إعادة بناء منظومة الردع التقليدية والتركيز على الداخل الإيراني، في ظل ضغط اقتصادي واجتماعي متصاعد.

ويقول الزغول: "من المتوقع أن تعيد إيران استثمارها في برنامجها الصاروخي، وتطوير الدفاع الجوي وسلاح الجو. كما قد تفتح النقاش داخلياً حول فكرة أن يصبح التخصيب خارج الحدود الإيرانية، بشرط ضمان الوصول إلى الوقود النووي لأغراض مدنية".

تغيير العقيدة أم تغيير السياسات؟

رغم المؤشرات إلى إمكانية مراجعة بعض السياسات، إلا أن بنية النظام الإيراني لم تتغير، بحسب الزغول، الذي يوضح أن العقيدة الأيديولوجية للنظام لا تزال قائمة.

وأضاف: "التغيير المحتمل هو في ترتيب الأعداء، إذ قد تتجه طهران إلى إزالة الولايات المتحدة من موقع 'الشيطان الأكبر' في خطابها الرسمي، والتركيز على إسرائيل كخصم إقليمي ضمن النظام الدولي، وهو ما يسمح لإيران بالبقاء ضمن إطار الشرعية الدولية، دون التفريط بخطابها الثوري بالكامل".

هل تُغلق إيران ملفها النووي؟

خلافاً للتصريحات الأميركية، لا تشير المواقف الإيرانية إلى استعداد لتفكيك البرنامج النووي كاملاً. ويُرجّح أن تسعى طهران إلى الحفاظ على الحد الأدنى من التخصيب داخل أراضيها، أو طرح صيغة "منطقة حرة للتخصيب" بضمانات دولية.

ويعلّق الزغول: "التنازل الكامل عن التخصيب يُعد إهانة سياسية للداخل الإيراني. ما يمكن التفاوض عليه هو نقل التخصيب إلى موقع خاضع للرقابة الدولية، لكن بشروط تحفظ لإيران استقلالها وحقها في الطاقة السلمية".

خطاب المرشد

يشير مراقبون إلى أن خطاب خامنئي كان موجهاً بالدرجة الأولى إلى الداخل الإيراني، في محاولة للسيطرة على تداعيات الضربة واحتواء انتقادات التيارات المعارضة داخل النظام.

ويرى الزغول أن "كلا الطرفين، الأميركي والإيراني، تبنّيا خطاباً موجهًا للجمهور الداخلي، فترامب يروّج لنجاحه العسكري، وخامنئي يطمئن مؤيديه بأن إيران صامدة وتحتفظ بهيبتها الاستراتيجية".

ربما تكون إيران قد دخلت فعلاً في مرحلة "ما بعد التوسّع"، حيث تعود لتُركّز على الداخل، وتُخفّف من كلفة مشاريعها الخارجية، بعد أن واجهت حربًا لم تتوقعها، وفقدت خلالها ركائز الردع وغطاء الحلفاء.

وفي ظل غياب الدعم الروسي والصيني، وغياب أذرعها عن ساحة المواجهة، قد تجد طهران نفسها مضطرة لإعادة تعريف موقعها في المنطقة، ولو جزئيًا، من أجل البقاء ضمن حدود الممكن.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الإمارات تعلن اول موقف رسمي بشأن مطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بالانفصال

بوابتي | 1034 قراءة 

تصريح ناري لمحافظ شبوة (بن الوزير)

موقع الأول | 557 قراءة 

عاجل:صرف مرتبات بالريال السعودي

كريتر سكاي | 460 قراءة 

بسبب يمنيين.. مصري يواجه السجن وغرامة مليونية في السعودية

نيوز لاين | 432 قراءة 

تحرك دبلوماسي جديد: الانتقالي الجنوبي يعرض شراكة استراتيجية على إدارة ترامب

نيوز لاين | 415 قراءة 

الإمارات تنعي مبكرًا حليف الرياض في اليمن.. هجوم إماراتي على العليمي يكشف تصعيدًا سياسيًا غير مسبوق

يني يمن | 390 قراءة 

هاني البيض يعلن موقفه من اعلان وزراء الانتقالي الأخير

يمن فويس | 386 قراءة 

عاجل: أول تصريح إماراتي رسمي عن دعم مليشيات الانتقالي وانفصال جنوب اليمن

المشهد اليمني | 384 قراءة 

الامارات تستفز السعودية (اعلان)

العربي نيوز | 348 قراءة 

فضيحة نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى النعمان

عدن تايم | 326 قراءة