أُقيمت يوم الخميس في صنعاء فعالية تأبينية بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة الشاعر اليمني ياسين محمد البكالي، وسط حضور واسع من أفراد أسرته وأصدقائه وعدد من الشعراء والأدباء والمثقفين.
وخلال الفعالية، قال عبدالكريم قاسم، الأمين العام المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إن البكالي "لم يكن مجرد عضو في الاتحاد، بل كان ضميراً حياً فيه"، مضيفاً "لقد خسرنا شاعراً لم يكن يرى الشعر ترفاً لغوياً، بل أداة لتطهير الوجدان".
وأشار قاسم إلى أن دراسة البكالي للفلسفة في كلية التربية بجامعة صنعاء تركت أثراً واضحاً على أسلوبه الشعري، ما منحه مكانة فريدة كـ"فيلسوف شعراء جيله بلا منازع".
وتطرق إلى دواوينه التي تناولت قضايا عدة من بينها الموت، معتبراً أنها تعكس رؤيته الفلسفية والروحانية للحياة.
إلى ذلك قال جميل مفرح، نائب رئيس فرع الاتحاد بصنعاء، إن المكانة المرموقة التي حظي بها البكالي في الأوساط الأدبية لم تكن سوى انعكاس حقيقي لغزارة إنتاجه وقيمته الأدبية.
وفي كلمتين مؤثرتين، تحدث وديع ونجلاء، نجلا الفقيد، عن والدٍ كان لهم أكثر من أب، بل كان صديقاً ومعلماً وسنداً، مؤكدَين أنه علّمهما أن "الكلمة موقف"، وأن "الشاعر لا يساوم على صوته".
وسردا جانباً من مناقب والدهما، وشاركا مقتطفات من شعره، مشيرَين إلى أن الحضور الكبير في الفعالية يعكس مكانة الراحل لدى جمهور واسع من المثقفين والأدباء والشعراء والصحفيين وأصدقائه ومحبيه.
وسردا بعض مناقب الفقيد، ومقتطفات من شعره.. معتبرين الحضور اللافت في الفعالية يعبر عن حالة الاعتزاز بهذه الشخصية التي جمعت هذه الكوكبة من المثقفين والأدباء والشعراء والكتاب والصحفيين وأقارب الفقيد ومحبيه.
كما ألقت نهى ياسين، ابنة الفقيد، والطفلان ثامر الجبل ورهف الشولي، قصائد من شعر البكالي لاقت استحسان الحاضرين.
وتخللت الفعالية عروض مرئية حول مسيرة الشاعر الراحل، إلى جانب عرض نماذج من أعماله الإبداعية، وتوزيع كتاب تذكاري حمل عنوان "حين يغدو الرحيل وطناً"، تناول أبرز محطات حياته وسيرته الذاتية ومآثره ومساهماته في المشهد الثقافي والأدبي اليمني.
وفي أجواء من الحنين والوفاء، أقام المركز الثقافي اليمني في القاهرة، الخميس أيضاً فعالية تأبينية بمناسبة أربعينية الشاعر البكالي، وذلك بحضور نخبة من المثقفين والأدباء اليمنيين.
واستعرض المشاركون سيرة البكالي، ومحطات من علاقاتهم الشخصية والإنسانية معه، كما تناولوا مسيرته الشعرية الثرية التي امتدت عبر أكثر من 12 ديواناً ورواية.
وأجمعت الكلمات على أن البكالي كان شاعراً متفرداً، جمع بين رهافة الحس وعمق التجربة، وجعل من الشعر سلوى لعزلته، وسلاحاً لمقاومة الإهمال والنسيان.
واعتبر الحاضرون هذا التأبين وفاءً لشاعر حمل الوطن في قصائده، وترك إرثاً إبداعياً يستحق التوثيق والاحتفاء.
وشهدت الفعالية توزيع كتاب "حين يغدو الرحيل وطناً" تكريماً لذكرى البكالي، وتأكيداً على أهمية حفظ إرثه الشعري واستلهام مبادئه الوطنية والإنسانية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news