أكدت الجمهورية اليمنية، تمسكها بالحلول السلمية ورفضها التام للاحتلال والتدخل في شؤون الدول، مشددة على أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ومصدراً لعدم الاستقرار الإقليمي والدولي.
جاء ذلك في بيان مشترك ألقاه السفير عبدالله السعدي، المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها الرسمية المخصصة للاحتفال بالذكرى الثمانين لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة، نيابة عن المجموعة العربية التي تترأسها اليمن خلال شهر يونيو الجاري.
وأعرب السعدي عن "أسف المجموعة العربية الشديد لفشل المنظمة، رغم مرور ثمانية عقود على تأسيسها، في إنهاء أطول احتلال في التاريخ المعاصر"، مجدداً التأكيد على الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار السفير إلى أن تأسيس الأمم المتحدة عام 1945 شكّل "منبراً محورياً لتعزيز السلم والأمن الدوليين، وحماية حقوق الإنسان، ودعم التنمية، وترسيخ مبادئ العدالة والتعاون"، مؤكداً أن الدول العربية، التي كانت من الأطراف المؤسسة للمنظمة، لا تزال متمسكة بقيمها وتدافع عن مبادئها.
كما شدد السعدي على أهمية احترام الحقوق والحريات الأساسية "بطريقة شاملة ومتوازنة، تراعي الخصوصيات الثقافية والدينية للدول"، داعياً في الوقت نفسه إلى حماية المدنيين، وتحقيق العدالة والمساءلة وفق القانون الدولي.
وفي الشأن الاقتصادي، رحّب السفير السعدي بمبادرات الأمين العام للأمم المتحدة لإصلاح النظام المالي العالمي، داعياً إلى "تفعيل آليات التمويل الميسر، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات"، من أجل تمكين الدول النامية من مواجهة التحديات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في إطار من العدالة والشراكة الدولية.
كما دعا إلى الانتقال من المواقف الرمزية إلى "إجراءات ملموسة ترتكز على العدالة والإنصاف"، خاصة في مواجهة التغير المناخي، والأوبئة، وأزمات الغذاء والطاقة، ومخاطر التطرف العنيف، مؤكداً أهمية تفعيل العمل الدولي المشترك.
وفي السياق ذاته، جدد السعدي مطالبة الدول العربية بإصلاح شامل لمنظومة الأمم المتحدة، وفي مقدمتها مجلس الأمن، مشدداً على "ضرورة منح الدول العربية تمثيلاً دائماً في المجلس، مع كامل الصلاحيات بما فيها حق النقض (الفيتو)، في حال جرى أي توسع مستقبلي للمجلس".
وقال إن عدالة التمثيل تتطلب أيضاً "تمثيلاً عربياً متناسباً في فئة المقاعد غير الدائمة، استناداً إلى الكثافة السكانية للدول العربية وعددها في عضوية الأمم المتحدة، ودورها في صون السلم والأمن الدوليين"، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من القضايا المطروحة أمام المجلس تتعلق بالمنطقة العربية.
وفي ختام البيان، جدد السفير السعدي تأكيد التزام الدول العربية بمبادئ التعددية، ودور الأمم المتحدة في تعزيز السلم والأمن وحقوق الإنسان، داعياً إلى تعزيز التعاون الدولي على أساس من الاحترام المتبادل والشراكة المتكافئة.
كما أعرب عن دعم المجموعة العربية الكامل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في جهوده لإصلاح المنظمة وتعزيز دورها على أسس أكثر عدالة وشمولاً.
يُذكر أن الجمهورية اليمنية تترأس المجموعة العربية في الأمم المتحدة خلال شهر يونيو الجاري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news