المخيمات الصيفية الحوثية: موسم سنوي لتجنيد الأطفال وغسل عقولهم باسم الدين والثقافة

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 111 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المخيمات الصيفية الحوثية: موسم سنوي لتجنيد الأطفال وغسل عقولهم باسم الدين والثقافة

المخيمات الصيفية الحوثية: موسم سنوي لتجنيد الأطفال وغسل عقولهم باسم الدين والثقافة

مع بداية كل صيف، تستنفر ميليشيا الحوثي كامل أدواتها التنظيمية والدعائية والتعليمية والدينية، لتنظيم ما تسميه بـ"المخيمات الصيفية" في المناطق الخاضعة لسيطرتها. هذه المخيمات، التي يُفترض أن تكون بيئة تعليمية وترفيهية، تحولت في الواقع إلى مصانع مؤدلجة تستهدف الأطفال، بهدف إعدادهم كوقود لحروب الجماعة، وغرس الولاء لها بدلًا من بناء وعي وطني جامع.

مشروع تعبوي ممنهج: من المدرسة إلى المعسكر

في كل عام، يُطلق الحوثيون حملاتهم الصيفية بشعارات دينية ووطنية مُضللة، بينما الهدف الحقيقي يبقى تعبئة الأطفال عقائدياً، وتحويلهم إلى حاضنة فكرية تتشبع بأدبيات الجماعة المستوردة من طهران.

ويستهدف المشروع الأطفال بدءًا من سن 6 سنوات وحتى 17 عامًا، حيث يقسمهم إلى فئتين:

الأطفال الصغار (6–12 عامًا): يشاركون في برامج يومية داخل المدارس أو المساجد القريبة، قبل عودتهم إلى منازلهم مساءً.

الفتيان الأكبر سنًا (13–17 عامًا): يُزجّ بهم في معسكرات مغلقة بعيدة عن رقابة الأهالي، حيث يخضعون لتدريب عسكري وتلقين فكري حاد، يتضمن دروساً عن "الجهاد" و"العدو الأمريكي والإسرائيلي" و"ثقافة الاستشهاد".

أرقام مقلقة: ملايين الأطفال تحت التلقين

بحسب إحصائيات صادرة عن اللجنة العليا للمخيمات الصيفية التابعة للحوثيين، فقد شارك هذا العام فقط نحو مليون و500 ألف طفل في أكثر من 9,100 مركز صيفي في مختلف المحافظات التي تسيطر عليها الجماعة.

أما الأرقام التراكمية منذ العام 2017 وحتى 2024 فتُظهر أن أكثر من 9 ملايين طفل خضعوا لهذا البرنامج، الذي يمثل أخطر أدوات الجماعة في تفخيخ الطفولة بالتحريض والكراهية وثقافة الحرب.

الفتيات أيضًا في مرمى التعبئة

لم تسلم الفتيات من هذه الحملات، إذ تُستقطبن من خلال برامج ظاهرها تعليمي ومهني (الخياطة، الإسعافات الأولية، الطبخ)، لكن باطنها مخصص لتلقين الفكر الحوثي المتطرف، وتحضير الفتيات للقيام بأدوار داعمة في المستقبل كـ"مجاهدات" أو "زائرات شهداء" أو "مربيات للجيل القرآني"، وفق وصف الجماعة.

استخدام الغذاء كسلاح دعائي لتجنيد الأطفال

تُظهر تقارير ميدانية أن الحوثيين يستغلون حالة الفقر المدقع في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ويستخدمون المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي كوسيلة لإقناع الأهالي بإرسال أطفالهم إلى هذه المخيمات، عبر ربط الحصول على سلال غذائية بالمشاركة فيها.

وغالبًا ما تُدار هذه العملية خارج نطاق إشراف الأمم المتحدة، حيث تتحكم الميليشيا بشكل مباشر في توزيع المواد الغذائية، وتستخدمها كورقة ابتزاز في مواجهة الأسر الفقيرة.

المقابر الحوثية.. محطة خطرة لغسل الأدمغة

من أخطر الوسائل المستخدمة في هذا البرنامج، الرحلات الميدانية إلى المقابر الحوثية، حيث يتم تنظيم زيارات منظمة للأطفال إلى قبور مقاتلي الجماعة، التي تُزيّن بالزهور والعطور وتُروّج على أنها "تفوح بالمسك" – في إشارة لما يسمونه "كرامات الشهداء".

وتُستغل هذه الزيارات لترسيخ فكرة "الشهادة" في ذهن الطفل، وتصوير الموت في سبيل الجماعة كغاية عليا ومصدر فخر. وتُخصص لها ميزانيات ضخمة لتلميع صورة القبر وإظهار الموت كمصير نبيل.

توثيق دولي وتنديد أممي محدود

في تقرير صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة عام 2022، تم توثيق حالات لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 7 سنوات وهم يتلقون تدريبات على تنظيف الأسلحة وتقديم خدمات الدعم للمقاتلين، ضمن المخيمات التي تديرها جماعة الحوثي.

ومع ذلك، لم تتجاوز ردود الفعل الدولية حدود التنديد الخطابي، فيما لا تزال الجماعة تمضي قدمًا في مشروعها الذي يُعد من أكثر المشاريع انتهاكًا لحقوق الطفل في اليمن والمنطقة.

خلاصة: الطفولة اليمنية في مرمى الاستغلال

في الوقت الذي يُفترض أن يقضي فيه الأطفال إجازاتهم الصيفية في اللعب والتعلم وتوسيع مداركهم، يجد ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين أنفسهم مجبرين على ارتداء الزي العسكري، وتلقّي دروس الكراهية، والتهيؤ للانخراط في جبهات القتال.

المخيمات الصيفية الحوثية لم تعد مجرد نشاط موسمي، بل تحوّلت إلى مؤسسة عقائدية وتجنيدية خطيرة، تهدد مستقبل اليمن برمّته، وتحول دون أي فرصة لبناء سلام حقيقي ومستدام.

متى تتحرك الضمائر الدولية؟

هذا السؤال يُطرح بإلحاح مع كل صيف جديد، ومع كل طفل يُنتزع من طفولته، ليُدفع إلى دوامة الحرب باسم الدين والجهاد والمقاومة.

شهادات حية من الداخل: "المخيمات ليست للعلم.. بل لصناعة ارهابيين"

 

معلم سابق في صنعاء – الاسم محفوظ بناءً على طلبه:

"عملتُ في إحدى المدارس الحكومية التي تحوّلت صيفاً إلى مركز صيفي حوثي. أُجبرنا كمعلمين على تنفيذ برامج التعبئة، ولم نكن نُدرّس أي علوم أو رياضيات، بل كنا نلقن الأطفال محاضرات عن الحسين ويحيى الحوثي والموت لأمريكا. من يرفض من المعلمين يُفصل أو يُحقق معه بتهمة العمالة."

 

أم لطفلين – من محافظة عمران:

"وعدونا بسلة غذائية إن أرسلنا أولادنا إلى المخيم، لكنهم لم يتعلموا شيئاً. عاد ابني يبكي ليلاً لأنه رأى مقاطع فيديو قتل وجثث، وأجبروه على ترديد شعارات مرعبة، وأخبروه أنه إن مات فسيذهب للجنة برائحة المسك."

 

طفل سابق – يبلغ من العمر 13 عاماً – تم تهريبه إلى عدن:

"أخذونا من المدرسة دون أن نعرف إلى أين. أول يوم أعطونا زيًّا أخضر، وبدأنا نردد شعارات. ثاني يوم بدأوا يعلموننا كيف نحمل خشبة على أنها بندقية. قالوا لنا: 'أنتم أبطال الله'، وكانوا يضربون من لا يردّد الشعار بصوت عال."

رجل دين رفض المشاركة – من محافظة ذمار:

"طلبوا مني أن أدرّس في المخيمات دروساً دينية. عندما قرأت المنهج، وجدت أنه لا علاقة له بالإسلام الوسطي، بل تحريض سياسي وتكفير وتحشيد. رفضت، فبدأت المضايقات، حتى مُنعت من الخطابة."

 

مديرة مدرسة حكومية – أُجبرت على تسليم المدرسة للمخيمات:

"تم تعليق الدراسة منتصف يونيو، وأمرونا بإخلاء المدرسة لتُستخدم كمركز صيفي. خلال أسبوع، تحولت الفصول إلى قاعات تعبئة، وعلّقوا صور القتلى، ولافتات الشعار، ومنعونا من دخول المدرسة حتى بداية العام الجديد."

 

شاب عشريني – التحق سابقًا بمخيم صيفي ثم انشق:

"أدخلونا المخيم على أساس أننا سندرس ونتعلم، لكن بعد أسبوع بدأوا بإعطائنا محاضرات عن ولاية الفقيه والجهاد ضد أمريكا والسعودية. ثم وزعوا علينا أسلحة خشبية للتدريب. هربتُ بعد أن سمعت أنهم سيرسلوننا إلى معسكر صعدة."

هذه الشهادات تُبرز فظاعة الانتهاكات التي تحدث داخل ما يُفترض أن تكون مؤسسات تربوية، لكنها تحوّلت إلى ورش عمل لصناعة الكراهية وحشو العقول الصغيرة بأفكار القتال والموت.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

صحيفة لبنانية: السعودية تضغط لتعديل "خارطة الطريق" وفرض شرط جديد على الحوثيين

اليوم برس | 589 قراءة 

فضيحة تهز أركان الحو.ثيين: الأمن الوقائي يداهم فنادق صنعاء بعد تسريب صور فاضحة لقيادات عليا

صوت العاصمة | 410 قراءة 

طبخة سياسية تُدار في الخفاء!.. (الخبجي): أية تسوية تتجاهل الجنوب ستفشل و(السقلدي): يكشف عن تفاهمات خلف الكواليس

موقع الأول | 376 قراءة 

قصف مباشر يستهدف طارق عفاش

العربي نيوز | 349 قراءة 

القرار رقم "11 " سيعيد رسم ملامح اليمن الجديد.. ووزير سابق يصفه بـ"الفرصة التاريخية"

نيوز لاين | 277 قراءة 

مفاجاة مدوية: مجهولين أجانب يحتلون منطقة حوثية ويطردون السكان

المشهد اليمني | 270 قراءة 

عيدروس الزبيدي يفجر مفاجأة مدوية بمقترح يلغي دولة الجنوب العربي

نيوز لاين | 266 قراءة 

عاجل: إحباط مخطط إرهابي خطير لإسقاط مدينة التربة بمحافظة تعز من الداخل

مندب برس | 250 قراءة 

خسائر بشرية نتيجة اشتباكات في شبوة اليوم

كريتر سكاي | 224 قراءة 

عاجل:اخر مستجدات كهرباء عدن وساعات التشغيل والانقطاع الليلة تطورات جديدة

كريتر سكاي | 200 قراءة