تشهد المنطقة الوسطى بمحافظة أبين هذه الأيام ارتفاعاً مقلقاً ومتزايداً في أعداد المصابين بوباء الكوليرا وحمى الضنك، وسط بيئة صحية متردية، وضعف في الخدمات الطبية، الأمر الذي ينذر بتفاقم الأوضاع الصحية وتحولها إلى كارثة إنسانية ووبائية واسعة النطاق.
وبات مستشفى الشهيد محنف في مديرية لودر عاجزاً عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى الذين يفدون إليه بشكل يومي من مختلف القرى والمناطق المحيطة، حيث اكتظت أقسام الطوارئ والعزل بالمصابين، وسط نقص حاد في الأدوية والمحاليل الوريدية والمستلزمات الطبية الأساسية.
يقول المواطن هاني الأحمدي، وهو من أبناء المنطقة الوسطى، في حديثه لـ"اعدن تايم": "نعيش أوضاعاً صعبة للغاية، كل يوم نسمع عن حالات جديدة من الكوليرا وحمى الضنك مستشفى لودر مليء بالمرضى، ولا توجد أسرّة كافية، والكوادر الطبية تعمل بجهد مضاعف لكنها تعاني من نقص الإمكانيات. نخشى أن يخرج الوضع عن السيطرة إذا لم يتم التدخل العاجل".
وما يزيد الطين بلة هو الانهيار شبه الكامل في خدمات المياه والصرف الصحي في كثير من المناطق، ما يوفر بيئة خصبة لتكاثر البعوض المسبب لحمى الضنك، ويسهم في انتشار الكوليرا.
إنذار حقوقي ودعوة حكومية
وفي سياق متصل، وجهت 39 منظمة حقوقية في عدن، يوم الأربعاء، رسالة تحذيرية إلى مجلس الأمن الدولي، أشارت فيها إلى "تفشي متسارع للحميات والأوبئة بما في ذلك حمى الضنك، والملاريا، والكوليرا، في ظل بيئة صحية متدهورة، وضعف أنظمة الرصد الوبائي، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وعجز المستشفيات عن التعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين".
وجاء في الرسالة أن "هذه التطورات الصحية تعد بمثابة إنذار خطير يُنذر بتفشي أوسع للوباء إذا لم تتم الاستجابة بشكل سريع ومنسق".
وأكدت المنظمات أن "هذا الوضع يُحمّل المجتمع الدولي مسؤولية قانونية وأخلاقية للتدخل الفوري واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين والحفاظ على ما تبقى من مقومات الحياة الكريمة"، لا سيما أن اليمن لا يزال خاضعاً لإطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
كما حثت المجتمع الدولي إلى "تقديم دعم طارئ وفوري لقطاع الصحة، يشمل توفير الأدوية، والمستلزمات الطبية، واللقاحات، ودعم الكوادر الصحية، وتمويل حملات رش ومكافحة نواقل الأمراض".
ودعت المنظمات أيضاً إلى دعم "مؤسسات الخدمات العامة لتتمكن من استعادة الحد الأدنى من عملها في مجالات المياه والصرف الصحي والكهرباء، بما يحد من انتشار الأمراض المعدية".
مخاوف من تفشي كارثي
ويخشى أهالي المنطقة الوسطى في أبين أن يتواصل هذا التدهور في ظل غياب دور فاعل للجهات المعنية محلياً، وانعدام الدعم من الجهات المركزية والمنظمات الصحية الدولية، خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، الذي يُعد عاملاً مساعداً في زيادة انتشار هذه الأوبئة.
وباتت أصوات المواطنين تتعالى مطالبةً بتدخل فوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من خلال إرسال فرق طبية ميدانية، وتوفير الأدوية اللازمة، وإطلاق حملات توعية واسعة في أوساط الأهالي حول طرق الوقاية والتعامل مع هذه الأوبئة القاتلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news