ماقبل الزمن الرقمي كان مصرف الكُريمي يدشن أول فرع له في منتصف شارع حدة مقابل سوق الكميم بالقرب من منزل الزعيم “صالح” تقاطع شارع مجاهد سابقاً.
كان الفصل شتاء والبلد تعيش جمود اقتصادي تطاول ليله منذ عودة مليون يمني من السعودية بعد اجتياح العراق دولة الكويت الشقيقة.
تطاول ليلنا معشر “دمون” في موطن الشعر وقد تهشمت نوافذ المدينة نتاج تفاقم دورة الفقر وسياسة الإفقار التي فقدت حكومات تعاقبت على كرسي الوزارة تطبيق سياسات الحوكمة وربما لم تكن حكومة الإرياني ومجور والعطار ومكي وعبدالعزيز عبدالغني تمارسها كونها تحكم تحت تأثير قرار عسكرتاري قبلي ديماغوجي استفرد بمقدرات بلد تحاصصته تحالفات عصبوية وقبلية وجهوية.
جاء عهد مختلف يخلل ستار العزلة وقد تضاءل حضور شركة ومؤسسة “شولق” للصرافة التي اتخذت من سوق الشنيني سابقاً ولاحقاً مقراً لها كفرع محلي للأصل الذي بدأ مزاولة نشاطه من بلاد الحرمين مملكة ارامكوا “كعبة النفط”.
انحسر حضور البنك العربي وأسرة عبدالحميد شومان وتراجع البنك اليمني للانشاء والتعمير وقد بدت نوافذه شبه مغلقة بعد امتدت يد العسكر للعبث بأصول البنك العملاق، جاء البنك التجاري نتاج تلاقح شبكات وتحالفات قبلية وتجارية ومشائخية ليبدأ رصيف شارع الزبيري أكبر شارع في العاصمة صنعاء،
كان بنك الاعتماد قد تناثرت أصوله وتاهت أموال المودعين حتى استحوذ البنك المركزي اليمني بعد حين ليقبض على ودائعه ليعاود دفع أموال الخاسرين في مضمار بنك تكالب عليه الزمن.
كان بنك ٱخر قد اتخذ من ركن أمام معسكر الحرس الجمهوري “حرس الشرف” قد تركن وفتح دكان ارتفعت إعلاناته لدى علي محمد العلفي “الرأي العام” وصدى الحقيقة والشموع والبلاغ والأضواء ومجلة فصلية يطلق عليها “معين” ومجلات فصلية تصدر مواسم تفعيل حملات تجارية تمول الانتشار ليعود الفاقد بعد سنوات إعلان إشهار إفلاس البنك الوطني واستحواذ بنك البنوك على ودائعه والنيابة العامة اصدرت مذكرات وأمر قبض قهري على عدد غير قليل من اعضاء مجلس الإدارة ووضعت المحكمة التجارية لائحة بقرار إتهام ليعود بعد فترة زمن أحد أعضاء مجلس الإدارة وقد قدم ضمان ماقدره عقارب 500,000000 ريال كضمان.
الصورة تبث وتبعث على الحياة.
البنفسج يتمدد، وعلى كامل التراب يحضر، ومعه تزهر يوميات ومواعيد وحركة تداول ترغي في سوق الأوراق المالية.
البنك الذي حول المستحيل إلى اعتياد وممكن بضغطة زر.
تستعصي اللغة المالية بقاموس المفردات وأجدني أفقد السيطرة على حالة من الوجدان ترقى، ليكتب حالة نثرية تتصاعد دواخلها الموسيقى ويتكاثف المخيال الضاج بهذا العنفوان النقدي لأدوات السوق ،كما لو تصهل مكالمة هاتفية وقت تفقد المدينة حركة السير بمناسبة عيد الحب صباح “فالنتين” والحبيبة تهمس للسطور عن باقة ورد بلون البنفسج والأرجوان والأقحوان لتبعثها على الحساب لترفل الصدور بأغنيات ترتب إيقاع اللقاء ولو من خلف شاشة رقمية على الأون لاين.
يحدث البنك شبكة مصرفية ترخي ستار البعد لتتصل البلازما في منتصف الوريد، ترتق حالة تكسر تعوي في مضبوطات الاستقلال الناجز وقد صار لمراهقة حساب يضم العملات المحلية والإقليمية والدولية.
يجد العامل شباك لينفذ تعاملاته والمستخلص بلمح البصر،يدون الكفيف الذي فقد حبيبتيه كلمة السر ليقوم في الحال بالسحب من الرصيد وقد تلقى رسالة نصية كتبت بحرف مضمخ بلون بنفسجي، تصبح رسالة الكُريمي أعظم من رسالة الغفران.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news