تستعد الأمة الإسلامية اليوم لوداع عام هجري مضى، واستقبال عام جديد مع حلول هلال شهر المحرّم 1447هـ، الذي يُولد بعد حدوث الاقتران المركزي في تمام الساعة الثانية عشرة والدقيقة 36 ظهرًا بتوقيت عدن، اليوم الأربعاء 29 من ذي الحجة 1446هـ الموافق 25 يونيو 2025م، وهو يوم الرؤية الشرعية لتحري الهلال. ووفقًا للبيانات الفلكية، يبقى الهلال في الأفق بعد غروب الشمس لمدة 27 دقيقة في عدن، و22 دقيقة في مكة المكرمة، وفي باقي محافظات اليمن بين 21 إلى 25 دقيقة، مما يؤكد أن يوم غد الخميس 26 يونيو 2025 سيكون غرة المحرّم لعام 1447هـ فلكيًا.
ولا يختلف الحال كثيرًا في العواصم والمدن العربية والإسلامية، حيث يظهر الهلال الجديد بعد الغروب لمدد متفاوتة تتراوح بين 4 إلى 31 دقيقة، ما يعزز التوافق الفلكي على بدء العام الهجري الجديد يوم الخميس. وهكذا يُطوى عام ويُفتح آخر، في دورة زمنية لا تتوقف، تُذكرنا بأن أعمارنا تنقص مع الأيام، وأننا نحتاج أن نُجدد النية ونُصلح المسار مع كل عام يمر.
غير أن الحديث عن عام هجري جديد لا يدعونا هذه المرة للتهنئة، فقد صار واقع الأمة الإسلامية مؤلمًا حدّ الصمت، ومُخزيًا حدّ العجز. في فلـ.ـسطيـ.ـن تُبـ.ـاد العائلات، وتُقصف البيوت، ويُقتــ.ـل الأطفال والنساء بلا رحمة، بينما أنظمة عربية تلوذ بالصمت، وشعوب مسلمة تغرق في انشغالاتها الهامشية. فلا يليق في هذا المشهد أن نهنئ أمة يصرخ قلبها ولا يُجيبها أحد. بل لنجعل من هذا العام الجديد دعاءً صادقًا: اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأعلِ راية الحق والدين، وأبدل أمتنا ضعفًا بعزة، وفرقةً بوحدة، وصمتًا بنهوضٍ يعيد لها كرامتها ومكانتها بين الأمم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news