يمن إيكو|تقرير:
كشفت تقييم رسمي أصدرته وكالة الاستخبارات التابعة للبنتاغون أن الضربات العسكرية الأمريكية على المنشآت النووية الأمريكية فشلت في تدمير المكونات الرئيسية للبرنامج النووي الإيرانية، وأن تأثيرها اقتصر على إبطاء عملية التخصيب لحوالي أشهر فقط، الأمر الذي يؤكد فشل الولايات المتحدة وإسرائيل في تحقيق الهدف الرئيسي من الحرب على إيران، ويقوض مزاعم ترامب ونتنياهو بشأن تدمير البرنامج النووي الإيراني.
ونشرت شبكة “سي إن إن”، اليوم الأربعاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن وكالة استخبارات الدفاع، الذراع الاستخباراتية للبنتاغون، أعدت تقييماً سرياً بشأن نتائج الضربات العسكرية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن هذا التقييم استند إلى بيانات قدمتها القيادة المركزية الأمريكية في أعقاب الضربات.
وتوصل هذا التقييم إلى أن “الضربات العسكرية الأمريكية لم تدمر المكونات الأساسية للبرامج النووي للبلاد، ومن المرجح أنها أخرت تشغيله لعدة أشهر فقط”.
وأشار التقرير إلى أن “النتائج الأولية تتعارض مع ادعاءات الرئيس دونالد ترامب المتكررة بأن الضربات دمرت تماماً منشآت التخصيب النووي الإيرانية، وتصريحات وزير الدفاع بيت هيجسيث يوم الأحد بأن طموحات إيران النووية قد قُضي عليها”.
ونقلت الشبكة عن مصدرين مطلعين على التقييم الاستخباراتي الأمريكي قولهما إن “مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمَّر” وإن “أجهزة الطرد المركزي سليمة إلى حد كبير”.
وقال مصدر آخر إن “اليورانيوم المخصب نُقل على الأرجح من المواقع قبل الضربات الأمريكية”.
وأضاف أن “تقييم وكالة استخبارات الدفاع هو أن الولايات المتحدة أعادت البرنامج إلى الوراء ربما بضعة أشهر، على الأكثر”.
ووفقاً للتقرير فقد اعترف البيت الأبيض بوجود هذا التقييم، لكنه قال إنه لا يتفق معه.
وهاجمت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، تسريب التقييم الاستخباراتي وقالت إن “تسريب هذا التقييم محاولة واضحة لتشويه سمعة الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمةً مُحكمة التنفيذ للقضاء على البرنامج النووي الإيراني”.
وقال وزير الدفاع، بيت هيجسيت، إن التقييم المذكور كان “سرياً للغاية” زاعماً أن “هناك دوافع سياسية وراء تسريبه”.
ونقلت “سي إن إن” عن مصادر مطلعة على التقييم قولها إن “قاذفات (بي-2) الأمريكية ألقت أكثر من 12 قنبلة خارقة
للتحصينات، تزن الواحدة منها 30 ألف رطل، على منشأتي (فوردو) و (نطنز) لتخصيب اليورانيوم، لكنها لم تدمر أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب في الموقعين بشكل كامل”.
وأضافت المصادر أن “الأضرار التي لحقت بالمواقع الثلاثة- فوردو ونطنز وأصفهان- اقتصر إلى حد كبير على المنشآت فوق الأرض”.
ووفقاً لتقرير “سي إن إن” فإن “التقييم الإسرائيلي لتأثير الضربات الأمريكية وجد أيضاً أن الأضرار التي لحقت بمنشأة (فوردو) أقل من المتوقع”.
ونقل التقرير عن أحد المصادر قوله إن “الولايات المتحدة ضربت منشأة أصفهان بصواريخ (توماهوك) أُطلقت من غواصة بدلاً من قنبلة خارقة للتحصينات، ويرجع ذلك إلى إدراكها أن القنبلة لن تخترق على الأرجح الطبقات السفلى من أصفهان بنجاح، وهي أعمق من فوردو”.
وقال مصدران آخران: “المسؤولون الأمريكيون يعتقدون أن إيران تحتفظ أيضاً بمنشآت نووية سرية لم تستهدفها الضربة ولا زالت عاملة”.
وأشار التقرير إلى أنه تم إلغاء الجلسات السرية التي كان من المقرر أن تعقد في مجلس النواب ومجلس الشيوخ يوم الثلاثاء بشأن الضربات العسكرية.
وقال النائب الديمقراطي بات رايان من نيويورك أمس: “ترامب ألغى للتو إحاطة سرية في مجلس النواب بشأن الضربات الإيرانية بدون أي تفسير، والسبب الحقيقي هو يزعم أنه دمر جميع المنشآت والقدرات النووية الإيرانية، ويعلم فريقه أنهم لا يستطيعون إثبات هرائه وتهديداته”.
وأكدت شبكة “إن بي سي” التقييم الاستخباراتي الذي كشفت عنه “سي إن إن”، حيث نشرت الشبكة تقريراً مشابهاً، رصده موقع “يمن إيكو”، ونقلت فيه عن ثلاثة مصادر مطلعة قولها إن “تقييماً أولياً أجرته وكالة استخبارات الدفاع خلص إلى أن الضربات الجوية الأمريكية على مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران لم تكن فعالة كما قال الرئيس دونالد ترامب، وأنها أعادت البرنامج النووي للبلاد إلى الوراء لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر فقط”.
وقال أحد المصادر الثلاثة: “كنا نفترض أن الضرر سيكون أكبر بكثير مما يُشير إليه هذا التقييم، لكن هذا التقييم يُشير بالفعل إلى أن هذه الأجزاء الأساسية لا تزال سليمة، وهذا مؤشر سيئ”.
وأوضح أحد المصادر أن “التقارير الاستخباراتية الأولية لا تشير إلى أن كل مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب تم تدميره أو تحديد مكانه، ولا تزال هناك تساؤلات حول أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في إيران، والتي لم تكن موجودة في المواقع النووية التي قصفتها الطائرات الأمريكية”.
ونقلت “إن بي سي” عن النائب جيم هايمز، من ولاية كونيتيكت، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، قوله: “سوف يمر وقت طويل قبل أن نعرف، إن علمنا على الإطلاق، ما إذا كنا قادرين بالفعل على تدمير مخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة 60%”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news