في خطوة أثارت انتقادات واسعة، أصدر
الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام
، مساء الثلاثاء،
بياناً أشاد فيه بالحرب التي خاضتها إيران لمدة 12 يوماً ضد إسرائيل
، واصفاً إياها بـ"صفحة عز في سجل الجمهورية الإسلامية"، في تجاهل واضح لمعاناة اليمنيين المستمرة جرّاء الحرب والانهيار الاقتصادي.
البيان، الذي خلا من أي إشارة للأوضاع الإنسانية أو السياسية في اليمن،
اعتبره مراقبون
إعلان ولاء مطلق لطهران
، واحتفاءً بمغامرات إقليمية لا تمتّ بأي صلة لمصالح الشعب اليمني أو قضاياه الوطنية، في وقت تشهد فيه البلاد
أسوأ أزمة إنسانية منذ عقود
.
وأشار محللون إلى أن
إشادة الحوثيين بالنظام الإيراني في خضم أزمة يمنية متصاعدة
، تؤكد أن الجماعة
فقدت بوصلتها الوطنية، ولم تعد تعبّر عن الشعب اليمني بل عن أجندة الحرس الثوري الإيراني
. كما أبدوا استغرابهم من
تباهي الجماعة بالحرب الإيرانية ضد إسرائيل، بينما تستمر في قصف المدن اليمنية بالصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع
.
وتساءل ناشطون يمنيون: "إذا كانت جماعة الحوثي ترفض وقف الحرب داخل اليمن وتُفشل كل مساعي السلام، فبأي منطق تتحدث عن السيادة والكرامة من طهران؟ أليس الأجدر بها
تحية الشعب اليمني أولاً، بدلاً من الانغماس في التغني بإيران
؟".
ويرى مراقبون أن تصريحات عبدالسلام الأخيرة تعكس
التحول الكامل للجماعة إلى أداة في يد النظام الإيراني، تُستخدم في تنفيذ مخططاته التوسعية بالمنطقة
، وهو ما يُضعف أي إمكانية لنجاح مسارات السلام اليمنية – اليمنية، ويزيد من
تعقيد المشهد الإقليمي
.
ويؤكد سياسيون يمنيون أن
اللغة المستخدمة في البيان تعبّر عن مشروع لا يمتّ للدولة اليمنية بصلة، بل تتماهى تماماً مع خطاب الحرس الثوري الإيراني
، خصوصاً حين يتحدث عبدالسلام عن "حقوق إيران النووية" و"مواجهة أمريكا وإسرائيل"، في الوقت الذي تغرق فيه صنعاء وتعز والحديدة في المعاناة والحصار والفقر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news