إيران وإسرائيل: من انتصر حقًا في الحرب الأخيرة؟

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 282 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
إيران وإسرائيل: من انتصر حقًا في الحرب الأخيرة؟

في صراع طويل ومعقد، يمتد منذ عقود ويأخذ أشكالًا مباشرة وغير مباشرة، جاءت المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل لتخلط أوراق المعادلة التقليدية في المنطقة، وتعيد صياغة الأسئلة الكبرى حول مفهوم الانتصار والهزيمة في زمن لم تعد الحروب فيه تُحسم فقط بقوة السلاح، بل أيضًا بجرأة الموقف، وحجم الصمود، ومعادلات الردع.

السؤال الجوهري: من خرج منتصرًا؟ وهل يمكن فعلًا الحديث عن “نصر” في حرب كل أطرافها خاسرون بدرجات متفاوتة؟

الخسائر لا تكفي لتحديد المنتصر

عسكريًا، تعرض الطرفان لضربات مباشرة. إيران فقدت مواقع مهمة في بنيتها التحتية، وربما دفعت ثمنًا في المنشآت النووية وبعض مراكز القيادة. لكن في المقابل، لم تكن إسرائيل بعيدة عن الضربات الموجعة، خصوصًا مع وصول صواريخ دقيقة إلى عمق مدنها، وهو ما لم يحدث من دولة منذ حرب أكتوبر 1973.

لكن الخسائر، مهما عظمت، لا تحدد وحدها المنتصر. فالحرب، كما علمنا التاريخ، تُقاس بمآلاتها لا فقط بأرقام ضحاياها.

الجرأة في المواجهة: إيران تعيد تعريف الردع

في ميزان الجرأة، تتقدم إيران بخطى ثابتة. فبخلاف سواها من الدول، واجهت إسرائيل مباشرة، لا عبر بيانات ولا عبر وسطاء. وهذا ما يعيد تشكيل صورة القوة في الشرق الأوسط. إنها لحظة تغير فيها معنى “الندية” العسكرية، ولم تعد إسرائيل وحدها هي التي تضرب ولا تُضرب.

أما إسرائيل… فتحالف الغرب لا يزال حاضرًا

لكن لا يمكن إغفال حقيقة أن إسرائيل لا تزال تتمتع بغطاء استراتيجي غربي شبه مطلق. الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن خلفهما حلف الناتو، يملكون أوراق ضغط وتحالفات تجعل ميزان القوى يميل سياسيًا – وإن لم يكن ميدانيًا – لصالح تل أبيب.

بالمقابل، تقف إيران في مواجهة هذا الحصار شبه الكوني، وتقاتل في ميدان مركّب، حيث السلاح، والاقتصاد، والإعلام، والشرعية الدولية، كلها ساحات حرب متداخلة.

إذن، من انتصر؟

إذا أردنا الدقة، فإننا لا نستطيع الحديث عن “نصر حاسم” لأي من الطرفين. لكن يمكننا القول:

إيران انتصرت معنويًا ورمزيًا، بإثبات قدرتها على الرد والندية وكسر احتكار إسرائيل للمبادأة العسكرية.

إسرائيل صمدت استراتيجيًا، وحافظت على علاقاتها الدولية وتحالفاتها، دون أن تفقد زمام المبادرة بالكامل.

أما المنطقة… فقد خسرت المزيد من الاستقرار، ودخلت في طور جديد من الترقب والتوجس والانقسام.

هذه ليست نهاية الصراع، لكنها بداية مرحلة جديدة. مرحلة لم يعد فيها النصر يُقاس بالدبابات ولا بالخنادق، بل بمدى القدرة على البقاء، والرد، والحفاظ على الذات في زمن تهتز فيه الخرائط كل يوم.

واجد هنا ككاتب يمني معاصر، يحمل وعيًا نقديًا إزاء التحولات الإقليمية، ويُدرك حجم تعقيدات الهوية والصراع، دون الوقوع في التبسيط الأيديولوجي إننا کعرب نقف على هامش هذه الحرب الكبرى، لا بسلطة الفعل بل بثقل التاريخ، مطالبون بقراءة مختلفة تتجاوز الضجيج الإعلامي والانحيازات الضیقة او اللحظية. فالصراع بين إيران وإسرائيل، مهما بدا منفصلًا عن قضايانا، لا ينفصل في جوهره عن سؤال الهيمنة والممانعة والكرامة في المنطقة.

ومن موقعنا في اليمن، بلد عاش الخراب ولم يمت، وذاق الحرب ولم يتخلّ عن شغف البقاء، ندرك أن الانتصار الحقيقي ليس في عدد الصواريخ، ولا في حجم الدمار، بل في القدرة على حماية شعبك، وبناء سرديتك، وتثبيت كيانك السياسي والروحي دون أن تنكسر تحت سنابك الكبار.

الحروب تُنسى، لكن مواقف الشعوب لا تُمحى. والمستقبل لن يكتبه الأقوى، بل من استطاع أن ينجو بأقل خيانة لمبادئه وأكثر وفاء لذاته.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكريمي يعلن سعر جديد لصرف الدولار والسعودي.. والريال اليمني يقفز بقوة لأرقام غير متوقعة

نافذة اليمن | 1257 قراءة 

الانفجار قادم من صنعاء وعمق الحوثيين.. والقبائل تقترب من ساعة الصفر

نافذة اليمن | 710 قراءة 

الإطاحة بزعيم هذه الدولة برعاية أمريكا وبريطانيا

نيوز لاين | 626 قراءة 

اليمن يشهد إعلاناً رسمياً لجيش جديد وتحرك ميداني لأولى وحداته

المرصد برس | 439 قراءة 

طائرات ضخمة تحط في مطار صنعاء وسط ترقب دولي

نيوز لاين | 400 قراءة 

الريال اليمني يستهل تعاملات اليوم السبت بالانخفاض

نافذة اليمن | 389 قراءة 

عاجل:بنك كبير يحدد سعر الدولار ١٨٦٤ الان بعدن

كريتر سكاي | 388 قراءة 

5 اسباب وراء سر قوة الريال اليمني أمام الدولار.. تبقى خطوة واحدة لتوحيد عملة صنعاء وعدن

نيوز لاين | 366 قراءة 

الغباري  يكشف سبب حكم الإعدام بحق أحمد علي.. التفاصيل الكاملة

المرصد برس | 327 قراءة 

الريال ينتفض فجأة... هل هو بداية الخلاص الاقتصادي أم خدعة مؤقتة قبل الانهيار القادم؟

نافذة اليمن | 277 قراءة