إيران وإسرائيل: من انتصر حقًا في الحرب الأخيرة؟

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 319 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
إيران وإسرائيل: من انتصر حقًا في الحرب الأخيرة؟

في صراع طويل ومعقد، يمتد منذ عقود ويأخذ أشكالًا مباشرة وغير مباشرة، جاءت المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل لتخلط أوراق المعادلة التقليدية في المنطقة، وتعيد صياغة الأسئلة الكبرى حول مفهوم الانتصار والهزيمة في زمن لم تعد الحروب فيه تُحسم فقط بقوة السلاح، بل أيضًا بجرأة الموقف، وحجم الصمود، ومعادلات الردع.

السؤال الجوهري: من خرج منتصرًا؟ وهل يمكن فعلًا الحديث عن “نصر” في حرب كل أطرافها خاسرون بدرجات متفاوتة؟

الخسائر لا تكفي لتحديد المنتصر

عسكريًا، تعرض الطرفان لضربات مباشرة. إيران فقدت مواقع مهمة في بنيتها التحتية، وربما دفعت ثمنًا في المنشآت النووية وبعض مراكز القيادة. لكن في المقابل، لم تكن إسرائيل بعيدة عن الضربات الموجعة، خصوصًا مع وصول صواريخ دقيقة إلى عمق مدنها، وهو ما لم يحدث من دولة منذ حرب أكتوبر 1973.

لكن الخسائر، مهما عظمت، لا تحدد وحدها المنتصر. فالحرب، كما علمنا التاريخ، تُقاس بمآلاتها لا فقط بأرقام ضحاياها.

الجرأة في المواجهة: إيران تعيد تعريف الردع

في ميزان الجرأة، تتقدم إيران بخطى ثابتة. فبخلاف سواها من الدول، واجهت إسرائيل مباشرة، لا عبر بيانات ولا عبر وسطاء. وهذا ما يعيد تشكيل صورة القوة في الشرق الأوسط. إنها لحظة تغير فيها معنى “الندية” العسكرية، ولم تعد إسرائيل وحدها هي التي تضرب ولا تُضرب.

أما إسرائيل… فتحالف الغرب لا يزال حاضرًا

لكن لا يمكن إغفال حقيقة أن إسرائيل لا تزال تتمتع بغطاء استراتيجي غربي شبه مطلق. الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن خلفهما حلف الناتو، يملكون أوراق ضغط وتحالفات تجعل ميزان القوى يميل سياسيًا – وإن لم يكن ميدانيًا – لصالح تل أبيب.

بالمقابل، تقف إيران في مواجهة هذا الحصار شبه الكوني، وتقاتل في ميدان مركّب، حيث السلاح، والاقتصاد، والإعلام، والشرعية الدولية، كلها ساحات حرب متداخلة.

إذن، من انتصر؟

إذا أردنا الدقة، فإننا لا نستطيع الحديث عن “نصر حاسم” لأي من الطرفين. لكن يمكننا القول:

إيران انتصرت معنويًا ورمزيًا، بإثبات قدرتها على الرد والندية وكسر احتكار إسرائيل للمبادأة العسكرية.

إسرائيل صمدت استراتيجيًا، وحافظت على علاقاتها الدولية وتحالفاتها، دون أن تفقد زمام المبادرة بالكامل.

أما المنطقة… فقد خسرت المزيد من الاستقرار، ودخلت في طور جديد من الترقب والتوجس والانقسام.

هذه ليست نهاية الصراع، لكنها بداية مرحلة جديدة. مرحلة لم يعد فيها النصر يُقاس بالدبابات ولا بالخنادق، بل بمدى القدرة على البقاء، والرد، والحفاظ على الذات في زمن تهتز فيه الخرائط كل يوم.

واجد هنا ككاتب يمني معاصر، يحمل وعيًا نقديًا إزاء التحولات الإقليمية، ويُدرك حجم تعقيدات الهوية والصراع، دون الوقوع في التبسيط الأيديولوجي إننا کعرب نقف على هامش هذه الحرب الكبرى، لا بسلطة الفعل بل بثقل التاريخ، مطالبون بقراءة مختلفة تتجاوز الضجيج الإعلامي والانحيازات الضیقة او اللحظية. فالصراع بين إيران وإسرائيل، مهما بدا منفصلًا عن قضايانا، لا ينفصل في جوهره عن سؤال الهيمنة والممانعة والكرامة في المنطقة.

ومن موقعنا في اليمن، بلد عاش الخراب ولم يمت، وذاق الحرب ولم يتخلّ عن شغف البقاء، ندرك أن الانتصار الحقيقي ليس في عدد الصواريخ، ولا في حجم الدمار، بل في القدرة على حماية شعبك، وبناء سرديتك، وتثبيت كيانك السياسي والروحي دون أن تنكسر تحت سنابك الكبار.

الحروب تُنسى، لكن مواقف الشعوب لا تُمحى. والمستقبل لن يكتبه الأقوى، بل من استطاع أن ينجو بأقل خيانة لمبادئه وأكثر وفاء لذاته.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الأرصاد تحذر: أمطار رعدية غزيرة ورياح قوية تضرب عدة محافظات اليوم الإثنين

حشد نت | 673 قراءة 

الإطاحة بـ“أبوراس” وفرض “حسين حازب”.. ضغوط حوثية لهيكلة حزب المؤتمر وتعيين قيادة جديدة له

المشهد اليمني | 538 قراءة 

صاروخ غامض يهز إسرائيل.. سلاح غير مسبوق بيد الحوثيين يكشف عن مفاجأة خطيرة

مأرب برس | 482 قراءة 

إعلان سعودي رسمي يفرح ملايين اليمنيين داخل المملكة وخارجها

نيوز لاين | 460 قراءة 

أول فيديو واضح يوثق حجم الدمار الهائل في محطة شركة النفط بصنعاء عقب الغارات الإسرائيلية

المشهد اليمني | 433 قراءة 

قيادي في المجلس الانتقالي بحضرموت يقدم استقالته احتجاجًا على ممارسات عنصرية ( صوره)

شبكة اليمن الاخبارية | 373 قراءة 

القبض على 10 يمنيين في السعودية.. وإعلان رسمي بشأنهم

المشهد اليمني | 332 قراءة 

قرار جديد يحدد أسعار اللحوم في عدن.. وحماية المستهلك أولوية مكتب الصناعة

الأمناء نت | 322 قراءة 

الإطاحة بـ“أبوراس” وفرض “حسين حازب”.. ضغوط حوثية لهيكلة حزب المؤتمر وتعيين قيادة جديدة له

يني يمن | 300 قراءة 

إسرائيل والحوثيون.. صاروخ عنقودي يفتح جبهة جديدة في الصراع

عدن تايم | 298 قراءة