رياض المنعي (أبو لقمان).. من مستشار زراعة إلى واجهة فساد حوثية محمية
في كواليس سلطات الحوثيين بصنعاء، يبرز اسم رياض المنعي، المعروف بلقبه الحركي "أبو لقمان"، كأحد الوجوه التي جمعت بين الولاء الشخصي والطموح النفعي، تحت عباءة السلالة والتقوى المصطنعة. المنعي، وهو من قبائل عمران، تمكّن من اختراق الطبقة العليا داخل الجماعة بفضل صداقته الحميمة مع مهدي المشاط، رئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى".
مستشار زراعة أم شريك فساد؟
بدأ المنعي مشواره داخل الجماعة كمستشار في وزارة الزراعة، وهو منصب استخدمه كغطاء لتوسيع نفوذه، ونسج شبكة مصالح اقتصادية وعائلية، مدعومة من الدائرة المقربة للمشاط. وقد استغل هذه الثقة لنسج تحالفات اقتصادية مشبوهة، كان أبرزها مشاركته في تأسيس محل صرافة "النجوم" بالشراكة مع قيادات حوثية نافذة، من بينهم المشاط نفسه، في مخالفة صارخة لقوانين منع المسؤولين من إدارة أو تملك أنشطة تجارية.
زواج بـ"خدعة النسب"
لم يتوقف طموح المنعي عند حدود المال والنفوذ السياسي، بل ذهب إلى انتحال صفة "سيد" – وهو اللقب الذي يمنح امتيازات هائلة داخل النظام الطبقي الحوثي. وتقول مصادر مطلعة إن المنعي توجه إلى منزل أحد أحفاد العلامة مقبل الوادعي في صعدة، مدعيًا أنه ينتمي إلى آل البيت، وتمكن بهذه الحيلة من الزواج من إحدى نسائهم. لاحقًا، تبيّن أن نسبه يعود إلى قبائل عمران، ما أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط الحوثية التي تدّعي التمسك بنقاء السلالة.
فساد في الأدراج
ورغم كثرة التقارير التي رُفعت ضده إلى الهيئة العليا لمكافحة الفساد، خصوصًا حول صفقات مشبوهة واستغلال المنصب العام، فإن جميع الملفات المتعلقة به وبشريكه مهدي المشاط لا تزال حبيسة الأدراج. بل إن المشاط تدخل شخصيًا لإيقاف التحقيقات بعد أن تمت إحالة المنعي إلى الهيئة، مما يعكس مدى تواطؤ قيادات الجماعة في حماية المقرّبين، وتسييس مؤسسات الرقابة والقانون.
أبو لقمان.. "رئيس ظل"
وقبل أن يتولى مهدي المشاط منصب "رئيس المجلس السياسي الأعلى"، كان رياض المنعي يُستخدم كواجهة غير رسمية لبعض التحركات، ويقوم بدور أشبه بـ"رئيس ظل" في عدد من الملفات الاقتصادية والعسكرية، مُستفيدًا من العلاقة الشخصية الوثيقة بالمشاط، إلى جانب تغطية إعلامية هادئة لتفادي لفت الانتباه.
ختامًا
قضية رياض المنعي ليست إلا واحدة من ملفات الفساد المتراكمة داخل منظومة الحوثيين، حيث تحوّل الانتماء السلالي أو الولاء الشخصي إلى جواز عبور للمال والسلطة والنجاة من الحساب. لكن ما دام الفساد محمياً من رأس الهرم، فلن يكون المنعي الأخير، ولن يكون المشاط الوحيد الذي يطفو فوق محيط من الفضائح المخفية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news