أقصاهم لا أقصانا ، وهم القريبون حوله، وقد بارك بالنص للساكنين حوله ، بذاك جاء التنزيل ، ففي سورتهم سورة بني إسرائيل المنزلة علينا نحن العرب المسلمين تفاصيل ذكرى رحلة الطيران ذاتية الدفع الجوية النفاثة -الكائنة في سابع عشر من ربيع أول قبيل سنة من الهجرة – والتي أقلت النبيّ الخاتم للنبوات والشرائع المنعوت ” بعبده” عليه أفضل الصلاة والسلام من مطار أم هانئ الداني من المسجد الحرام ببكة المكرمة حتى بيت المقدس ، صعودا إلى السماوات العلى حيث سدرة المنتهى وجنة المأوى -لمقابلة الملك الجبار الذي على عرشه قد استوى – لإشارة ودلالة واضحة على وراثتنا الشرعية لمسجد إيلياء المقدس ، كون الأرض أرض الله يهبها لمن يشاء من عباده، وقد كتبها في الزبور من بعد الذكر أنها لنا نحن الصالحون لعمارتها، وذلك ما دمنا أقوياء أعزاء ينتصر بعضنا لبعضٍ فضلا إذا أصاب البغي أحدنا ، كذا فإن علماء المواريث والتركات يجعلون اختلاف الدين والملة علة مانعة للإرث.
ومذ ذلك الحين سُميّ “المسجد الأقصى ” كذلك، وتلك إحدى الابتكارات القرآنية ، قاله السيد الطاهر ابن عاشور. والأقصى لغة تعني “الأبعد” وهو بلا امتراء أبعد في الحقيقة عن أرض مكة ، وكان ينبغي أن ينعت بالقصي أي البعيد لا الأقصى بيد أنه ورد بصيغة التفضيل (أقصى) إيماء إلى مسجد ثالث تشد إليه الرحال هو مسجد طيبة الذي هو قصيٌ حقيقة عن المسجد الحرام، وما تلك في ذاتها إلا معجزة خفية حملها الأقصى بجوانحه !.
والأقصى سُميَّ كذلك لأنّ الله -عز اسمه وتقدس- قد أقصاه عن اليهود والنصارى أن يتخذوه دارا لعبادتهم مع قربهم وشدة اتصالهم به، أيضًا هو قصيٌ عن المسلمين إلا أنه قريب في قلوبهم، ولفظة ” الأقصى” حسب قواعد الرسم الإملائي تكتب هكذا أي بألف مقصورة (أقصى) إلا أنها قد رسمت في كل المصاحف بألف ممدوة، وتلك لنكتة بلاغية، يقول المختصون في هندسة الرسم العثماني كعبد المجيد العرابلي : لعلة التوقيت .فالألف الممدودة تعني امتدادٌ منفصل أي أن إقصاء المسلمين عن المسجد الأقصى لن يدوم، وسرعان ما يزول، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، والمشركون، واليهود الغاصبون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news