يمن إيكو|تقارير:
حذر بيان مشترك صادر عن ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، اليوم الأحد، من استمرار انعدام الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحكومة في اليمن الذي يشهد صراعاً منذ عشر سنوات، مؤكداً أن انعدام الأمن الغذائي يهدد أكثر من نصف السكان بمناطق الحكومة اليمنية جنوبي البلاد.
وقال البيان- الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)- “إن وضع الأمن الغذائي في مناطق الحكومة اليمنية حرج، حيث يعاني ما يقرب من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويكافحون من أجل الحصول على وجبتهم التالية”. حسب وصفه.
وحسب البيان المشترك، الذي نشرته منصة إعلام العاملين في المجال الإنساني العالمي “ريليف” رصدها وترجمها موقع “يمن إيكو”، فإن آخر تحديث جزئي للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر اليوم الأحدـ أظهر صورة قاتمة في ما أسماه “المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سلطة الحكومة المعترف بها دوليا”، مرجحاً أن يواجه خلال الفترة “بين مايو وأغسطس 2025، حوالي 4 ملايين و95 ألف شخص حالة من انعدام الأمن الغذائي، ترقى إلى مستوى الأزمة أو ما هو أسوأ (المرحلة 3 من التصنيف)، بما في ذلك 1.5 مليون شخص في حالة طوارئ (المرحلة 4 من التصنيف)”. حسب تعبير البيان.
وأكد أن ذلك “يمثل زيادة قدرها 370 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مقارنة بالفترة من نوفمبر 2024 إلى فبراير 2025″، متوقعاً تدهور الوضع مستقبلاً بين سبتمبر2025 وفبراير2026 بإضافة 420 ألف شخص إلى المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو ما هو أسوأ، خاصة إذا لم يتم تقديم المساعدات بصورة عاجلة ومستدامة، ما لم فإن ذلك من شأنه أن يرفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المحافظات الجنوبية إلى 5 ملايين و38 ألف شخص”.
وأوضح البيان أن “الأزمات المتداخلة والمتعددة تستمر في زيادة مستوى انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك التدهور الاقتصادي المستمر، وانخفاض قيمة العملة في المحافظات الجنوبية، والصراع، والظواهر الجوية القاسية التي تحدث بشكل متزايد”.
وقال نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن سيمون هوليما: “إن تزايد عدد الأشخاص في اليمن الذين لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية أمرٌ مثيرٌ للقلق البالغ، في وقتٍ نواجه تحدياتٍ تمويليةً غير مسبوقة”. وأضاف: “نحتاج إلى دعمٍ فوريٍّ لضمان استمرارنا في خدمة الأسر الأكثر ضعفاً التي لا تجد ملاذاً آخر”.
من جانبه أكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في اليمن، الدكتور حسين جادين، أن “الوضع حرج ويتطلب تدخلاً عاجلاً، والزراعة هي مفتاح إنهاء أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن. علاوة على ذلك، ألقى تأخر هطول الأمطار وقلة هطولها في أبريل بظلاله على موسم الزراعة الحالي، مما يهدد سبل العيش الزراعية الهشة أصلاً وتوافر الغذاء. بدعم عاجل، يمكننا تنشيط الإنتاج الغذائي المحلي، وحماية سبل العيش، والانتقال من الأزمة إلى بناء القدرة على الصمود بما يضمن الكفاءة والفعالية”.
أما ممثل اليونيسف في اليمن، بيتر هوكينز فقال إن “حوالي 2.4 مليون طفل دون سن الخامسة و1.5 مليون امرأة حامل ومرضع يعانون من سوء التغذية الحاد في اليمن، مما يزيد من خطر إصابتهم بالأمراض وتأخر النمو والوفاة”.
وأضاف: “تشير بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى مزيد من التدهور في 5 من أصل 17 منطقة معيشية على الأقل في مناطق الحكومة المؤقتة في اليمن، لذا تعمل اليونيسف وشركاؤها على اتخاذ التدابير اللازمة لتوسيع نطاق التدخلات التي يجب أن تكون مستدامة إذا أردنا التغلب على الأزمة”.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تدهور غير مسبوق للريال اليمني أمام العملات الأجنبية في مناطق الحكومة اليمنية، ليصل سعر صرف الدولار في عدن والمحافظات المجاورة، اليوم الأحد، إلى 2,750 ريالاً للدولار الواحد، والسعودي إلى 721 ريالاً، في أعلى مستوى لهما على الإطلاق، وسط عجز مستمر للحكومة والبنك المركزي في وضع المعالجات الكفيلة بوقف هذا الانهيار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news