التحولات الإقليمية المتسارعة .. ماذا تعني للجنوب والمجلس الانتقالي؟

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 76 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
التحولات الإقليمية المتسارعة .. ماذا تعني للجنوب والمجلس الانتقالي؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط اليوم حالة من التوتر المتصاعد والانفجارات المتتالية، في ظل صراع خطير بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى. هذا التصعيد لا يُمكن فصله عن تحولات أعمق تُعيد تشكيل ميزان القوى، وتفرض على الأطراف الفاعلة – دولاً وحركات – إعادة تقييم موقعها واستراتيجياتها.

الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية لم تكن مجرد رد موضعي، بل تحمل رسالة مزدوجة: أولاً، أن برنامج إيران النووي لن يُترك يتمدد بلا كلفة، وثانيًا، أن مبدأ "السلام عبر القوة" الذي يتبناه التيار الترامبي العائد في واشنطن بدأ يأخذ شكله العملي. هذا النهج يعيدنا إلى مرحلة ما قبل التفاهمات النووية، ويضع طهران أمام خيارين: إما التراجع، أو الدخول في مواجهة مفتوحة.

في هذا السياق، تُصبح خارطة الوكلاء واحدة من أبرز أدوات إيران للرد غير المباشر. والحوثيون، بوصفهم أهم أذرع طهران في الجزيرة العربية، سيلعبون دورًا مركزيًا في أي تصعيد قادم. تجربتهم الطويلة في استخدام الهجمات على السفن، واستهداف البنية التحتية السعودية والإماراتية، تجعلهم أداة جاهزة عند الحاجة. ومن هنا، فإن اليمن – وليس فقط إيران – سيكون ساحة اختبار حقيقية لهذا التصعيد.

الجنوب والانتقالي

بالنسبة لنا في الجنوب، وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن هذه التحولات تُحتّم أعلى درجات الانتباه الاستراتيجي. التحدي لا يكمن فقط في التهديد العسكري المحتمل، بل في طبيعة المرحلة القادمة التي يُعاد فيها ترتيب النفوذ والخرائط السياسية. السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لأن نكون طرفًا فاعلًا في هذه المعادلة، أم مجرد متلقٍ للنتائج؟

في حال توسعت رقعة الحرب، سواء بضربات إضافية أو بردود من وكلاء إيران، فإن الجنوب قد يجد نفسه عرضة لضغوط متعددة: هجمات مباشرة على الموانئ أو خطوط الملاحة، محاولات تحريك الجبهات في الضالع أو لحج أو حتى عدن، أو ضغوط سياسية إقليمية للتنازل عن أوراق معينة مقابل الحماية. وفي ظل هذه الاحتمالات، هناك ضرورة عاجلة للتعامل ببراغماتية، دون عاطفة، مع التحالفات الإقليمية والدولية.

يجب ألا نغفل أن ارتباط الحوثيين بإيران لم يعد تحليلًا نظريًا، بل بات علاقة عضوية موثقة في التسليح والتخطيط والتوجيه. وبالتالي، فإن التهديد الذي يشكله الحوثيون على الجنوب ليس تهديدًا داخليًا فقط، بل هو امتداد لصراع إقليمي معقّد، ما يحتم التعاطي معه على هذا الأساس.

أخيرًا، فإن الجنوب – بشعبه وقضيته وموقعه – ليس على هامش الحدث. وإذا كنا نطمح إلى دولة مستقلة وفاعلة، فعلينا أن ندرك أن هذه الدولة يجب أن تكون أولًا قوية وآمنة، وثانيًا واضحة في خياراتها وتحالفاتها، وثالثًا واقعية في قراءة التحولات الكبرى الجارية من حولنا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تحذير إسرائيلي صادم: السعودية ستُترك وحيدة إذا ضربها الحوثيون!

الأمناء نت | 567 قراءة 

تقرير خاص | القضاء في زمن الحوثي.. مقصلة سياسية وأداة لابتزاز الخصوم وترهيب المعارضين (فيديو)

بران برس | 542 قراءة 

عاجل:سحابة بركانية مرعبة تغطي أجواء اليمن عقب ثوران بركان والهلع يضرب المواطنين

كريتر سكاي | 534 قراءة 

شاهد الآن تراب أسود يتساقط من السماء ويصدم سكان هذه المحافظة.. تأثيرات بركان إثيوبي تضرب اليمن

نافذة اليمن | 524 قراءة 

سحابة بركانية تصل أجواء غرب ووسط اليمن بعد ثوران غير معتاد لبركان إرتال في إثيوبيا

تهامة 24 | 402 قراءة 

تراب أسود يتساقط من السماء في ظاهرة غير مسبوقة أثارت دهشة السكان في هذه المحافظة!

صوت العاصمة | 337 قراءة 

أحزاب مأرب تُعلّق عملها السياسي لتجاهل مجلس الرئاسة والحكومة لمطالب الجرحى وتهميش أبناء المحافظة

بران برس | 335 قراءة 

نحن أمام ”خطر وجودي”.. رئيس الوزراء يصدر توجيهات عاجلة ويؤكد: نفذوها فورا

المشهد اليمني | 304 قراءة 

سحابة رماد بركاني تغطي مناطق في اليمن بعد ثوران مفاجئ لبركان "إرتا ألي" الإثيوبي

يني يمن | 294 قراءة 

سحابة بركانية تصل أجواء غرب اليمن بعد ثوران غير معتاد لبركان "إرتا" في إثيوبيا

الموقع بوست | 279 قراءة