التحولات الإقليمية المتسارعة .. ماذا تعني للجنوب والمجلس الانتقالي؟

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 32 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
التحولات الإقليمية المتسارعة .. ماذا تعني للجنوب والمجلس الانتقالي؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط اليوم حالة من التوتر المتصاعد والانفجارات المتتالية، في ظل صراع خطير بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى. هذا التصعيد لا يُمكن فصله عن تحولات أعمق تُعيد تشكيل ميزان القوى، وتفرض على الأطراف الفاعلة – دولاً وحركات – إعادة تقييم موقعها واستراتيجياتها.

الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية لم تكن مجرد رد موضعي، بل تحمل رسالة مزدوجة: أولاً، أن برنامج إيران النووي لن يُترك يتمدد بلا كلفة، وثانيًا، أن مبدأ "السلام عبر القوة" الذي يتبناه التيار الترامبي العائد في واشنطن بدأ يأخذ شكله العملي. هذا النهج يعيدنا إلى مرحلة ما قبل التفاهمات النووية، ويضع طهران أمام خيارين: إما التراجع، أو الدخول في مواجهة مفتوحة.

في هذا السياق، تُصبح خارطة الوكلاء واحدة من أبرز أدوات إيران للرد غير المباشر. والحوثيون، بوصفهم أهم أذرع طهران في الجزيرة العربية، سيلعبون دورًا مركزيًا في أي تصعيد قادم. تجربتهم الطويلة في استخدام الهجمات على السفن، واستهداف البنية التحتية السعودية والإماراتية، تجعلهم أداة جاهزة عند الحاجة. ومن هنا، فإن اليمن – وليس فقط إيران – سيكون ساحة اختبار حقيقية لهذا التصعيد.

الجنوب والانتقالي

بالنسبة لنا في الجنوب، وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن هذه التحولات تُحتّم أعلى درجات الانتباه الاستراتيجي. التحدي لا يكمن فقط في التهديد العسكري المحتمل، بل في طبيعة المرحلة القادمة التي يُعاد فيها ترتيب النفوذ والخرائط السياسية. السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لأن نكون طرفًا فاعلًا في هذه المعادلة، أم مجرد متلقٍ للنتائج؟

في حال توسعت رقعة الحرب، سواء بضربات إضافية أو بردود من وكلاء إيران، فإن الجنوب قد يجد نفسه عرضة لضغوط متعددة: هجمات مباشرة على الموانئ أو خطوط الملاحة، محاولات تحريك الجبهات في الضالع أو لحج أو حتى عدن، أو ضغوط سياسية إقليمية للتنازل عن أوراق معينة مقابل الحماية. وفي ظل هذه الاحتمالات، هناك ضرورة عاجلة للتعامل ببراغماتية، دون عاطفة، مع التحالفات الإقليمية والدولية.

يجب ألا نغفل أن ارتباط الحوثيين بإيران لم يعد تحليلًا نظريًا، بل بات علاقة عضوية موثقة في التسليح والتخطيط والتوجيه. وبالتالي، فإن التهديد الذي يشكله الحوثيون على الجنوب ليس تهديدًا داخليًا فقط، بل هو امتداد لصراع إقليمي معقّد، ما يحتم التعاطي معه على هذا الأساس.

أخيرًا، فإن الجنوب – بشعبه وقضيته وموقعه – ليس على هامش الحدث. وإذا كنا نطمح إلى دولة مستقلة وفاعلة، فعلينا أن ندرك أن هذه الدولة يجب أن تكون أولًا قوية وآمنة، وثانيًا واضحة في خياراتها وتحالفاتها، وثالثًا واقعية في قراءة التحولات الكبرى الجارية من حولنا.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

"مركزي الحوثيين" يوجه بإيقاف التعامل مع بنك الكريمي ويمنح مهلة لتصفية الأرصدة

حشد نت | 1138 قراءة 

ولي العهد السعودي يؤدب ”ترامب” و” نتنياهو ” بطريقته الخاصة

المشهد اليمني | 1112 قراءة 

ملف إيران النووي ليس الهدف.. السفير نعمان يكشف ما وراء الستار

تهامة 24 | 765 قراءة 

إيران تهدد برد “خارج العقل” بعد الضربة النووية.. والحرس الثوري يكشف تفاصيله

مساحة نت | 509 قراءة 

في مواجهة السقوط.. الحوثي يلوذ بالأمم المتحدة ويتهم الحكومة الشرعية

تهامة 24 | 456 قراءة 

الخبير العسكري الكميم: سقوط وشيك لنظام إيران وعلى السعودية الاستعداد لتسلُّم طهران

نافذة اليمن | 362 قراءة 

ماذا تخبئ للأمريكان؟!.. إيران: المفاجآت قادمة واللعبة لم تنته بعد!

موقع الأول | 327 قراءة 

خبير عسكري مصري: لهذا السبب ضربت أميركا منشآت نووية إيرانية

جهينة يمن | 312 قراءة 

تطور جديد.. وكلاء إيران يتحركون عسكرياً ضد قواعد أميركية رداً على قصف المنشآت النووية

المشهد اليمني | 297 قراءة 

هل اقتربت معركة"أرمجدون"؟

صوت العاصمة | 288 قراءة