أثار إعلان جماعة الحوثي استعدادها للدخول في مواجهة عسكرية إلى جانب إيران، في حال تعرضت لهجوم أمريكي، موجة غضب واسعة في الشارع اليمني، حيث اعتبر ناشطون ومواطنون أن الخطوة تكشف بوضوح عن تبعية الجماعة الكاملة لطهران، واستهتارها بمصير اليمنيين ومقدرات البلاد.
وفي تعليقات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، رصدها "المشهد اليمني"، وصف يمنيون بيان الحوثيين بأنه أول اعتراف صريح بخوضهم الحروب نيابة عن إيران، بعد سنوات من إنكار الارتباط المباشر، مؤكدين أن الجماعة تحولت إلى "أداة إيرانية" تنفذ أجندات خارجية، حتى لو أدى ذلك إلى جرّ اليمن إلى حرب إقليمية مدمرة.
واعتبر عدد من المعلقين أن إعلان الحوثيين استعدادهم لاستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر، لا علاقة له بالدفاع عن اليمن، بل هو تنفيذ لأوامر تصدر من طهران لخدمة مشروعها التوسعي، مشيرين إلى أن إيران تستخدم الجماعة كورقة ضغط ضمن صراعها مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وقال ناشطون إن هذا التصعيد يفضح حقيقة المشروع الحوثي القائم على تدمير اليمن لصالح النظام الإيراني، مستنكرين ما وصفوه بـ"اللامبالاة الكاملة بدماء اليمنيين" و"الإصرار على حرق ما تبقى من البلاد" في صراع لا يخدم سوى طهران.
وأضافوا أن الشعب اليمني يرفض الزج ببلاده في أية مواجهة إقليمية، ويرى أن المواقف التي تصدر عن الحوثيين لا تمثله بأي حال، بل تمثل جماعة متطرفة تسعى لتكريس حكمها القائم على السلاح والفوضى، على حساب معاناة المواطنين الذين يعيشون تحت الحصار والجوع وانهيار الخدمات.
ويأتي هذا التفاعل الشعبي بعد أن أصدر المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، بيانًا أعلن فيه أن جماعته لن تقف مكتوفة الأيدي في حال شاركت الولايات المتحدة في هجوم عسكري ضد إيران، متوعدا باستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر.
كما كرر مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع للجماعة، الموقف ذاته، مؤكداً استعداد الحوثيين للرد على أي طرف يشارك في ما وصفه بـ"العدوان على إيران"، قائلاً إن "النار ستصل إلى كل دولة" ما لم يتم التحرك لوقف التصعيد.
وتعزز هذه التصريحات، بحسب مراقبين، القناعة بأن جماعة الحوثي تمضي في مسار عسكري يخدم إيران أولًا، ويضاعف معاناة اليمنيين، الذين يدفعون منذ نحو عقد من الزمن ثمن الحرب والانقلاب، وسط انهيار شامل في البنية التحتية، وتفاقم المجاعة، وانعدام الرواتب، وغياب الخدمات الأساسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news