أعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت 21 يونيو/حزيران، القبض على
وسيم بديع الأسد
، أحد أبرز رموز الإجرام في عهد النظام السوري، والملقّب بـ"بارون المخدرات"، وذلك ضمن عملية أمنية محكمة نُفذت بالتعاون مع جهاز الاستخبارات السوري.
وذكرت الوزارة، في بيان رسمي، أن توقيف وسيم الأسد يأتي في إطار جهودها لـ"تحقيق العدالة ومكافحة الجريمة"، في حين كشفت مصادر إعلامية أن العملية تمت عبر استدراجه من لبنان، وتم القبض عليه في منطقة
تلكلخ
على الحدود السورية - اللبنانية، بعدما تم رصده ومتابعته عن كثب.
وسيم الأسد، المولود عام 1980، هو ابن عم الرئيس السابق
بشار الأسد
، وكان يُعد أحد أذرع القمع الاقتصادي والعسكري للنظام، وارتبط اسمه بالعديد من الجرائم ضد المدنيين خلال الثورة السورية، خاصة في
اللاذقية
، حيث كان يقود ميليشيات محلية موالية للنظام.
كما يُعد وسيم من أبرز الوجوه المرتبطة بتجارة
الكبتاغون
وتهريب المخدرات والوقود، وشارك في إدارة مصانع ومراكز تهريب بالتنسيق مع
الفرقة الرابعة
التي كان يقودها ماهر الأسد. وقد وُضع اسمه على لوائح العقوبات الأميركية والأوروبية منذ عام 2023، إلى جانب اللبناني
نوح زعيتر
، لتورطهما في شبكة إقليمية لتهريب المخدرات كانت تدر أرباحًا هائلة لصالح النظام.
عُرف وسيم باستعراض ثروته الفاحشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشر صور سيارات فارهة وشقق فخمة، في وقتٍ كانت فيه البلاد ترزح تحت العقوبات والفقر. كما نُقل عنه سابقًا مطالبته بحرمان المعارضين من الجنسية السورية، ونظم مسيرات لدعم بشار الأسد على أوتوستراد المزة في دمشق.
ويأتي اعتقاله بعد نحو ستة أشهر من سقوط نظام بشار الأسد على يد المعارضة المسلحة، ضمن عملية "ردع العدوان" التي أطاحت بالنظام في ديسمبر 2024، في حدث مثّل تحولًا مفصليًا في مسار الأزمة السورية.
وبينما تبادل ناشطون صورًا لوسيم وهو يرتدي زي الموقوفين، معربين عن ارتياحهم الكبير لسقوط أحد أبرز وجوه الإجرام في الساحل السوري، أعاد آخرون تداول صور له برفقة زعيم المافيا اللبناني نوح زعيتر، مؤكدين على حجم التشبيك بين شخصيات النظام وعصابات التهريب في الإقليم.
كما نُشرت تقارير أمنية تتحدث عن تورط وسيم الأسد في محاولة تمرير أجهزة تجسس إسرائيلية إلى الداخل السوري، عبر شحنات ألواح طاقة شمسية دخلت من لبنان إلى
ميناء اللاذقية
ومعبر المصنع، ما اعتُبر حينها فضيحة أمنية كبرى.
ويُنظر إلى اعتقال وسيم الأسد على أنه
ضربة موجعة لشبكات الفساد والتهريب التي تشكّلت في كنف النظام السابق
، ورسالة بأن عهد "الشبيحة" بدأ بالانهيار مع سقوط رموزه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news