خسائر فادحة تكبدها المزارعون في وادي دوعن في محافظة حضرموت اليمنية، وذلك إثر اندلاع حريق كبير في المنطقة ذات المقومات الطبيعية المتميزة.
وكشف مدير عام مكتب وزارة الزراعة والري بساحل حضرموت، عبدالله العوبثاني، أن حريقاً اندلع في أحد الأحواض الزراعية في بلدة "لجرات" بمديرية وادي دوعن، وخلّف أضرارًا واسعة في الممتلكات الزراعية.
وأوضح العوبثاني لـ"العين الإخبارية" أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن السبب يعود لاستخدام بعض المزارعين الطريقة التقليدية في تنظيف الأحواض بعد جمع الحطب، من خلال إحراق بقايا النباتات والأعواد الجافة، مرجحا أن "تكون النيران قد انتقلت إلى الأشجار المجاورة بفعل الرياح، خاصة في ظل ظروف الجفاف الشديد الذي تمر به المنطقة نتيجة لانقطاع الأمطار لفترة طويلة، مما ساعد على سرعة انتشار الحريق"،
وأكد أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد الأسباب بشكل دقيق، وأن الحريق تسبب بخسائر مادية كبيرة للمزارعين الذين يعتمدون على هذه المحاصيل كمصدر دخل رئيسي، منها احتراق أكثر من 30 نخلة، وعدد من أشجار السدر، إثر احتراق الحشائش والنباتات الجافة في محيط الأحواض.
بيئيا، أكد العوبثاني أن مكتب وزارة الزراعة والري وفرع الهيئة العامة لحماية البيئة بساحل حضرموت كلف فريقا للنزول الميداني إلى موقع الحريق لتقييم حجم الأضرار البيئية الناجمة عن الحادث.
وأشار إلى أن التقييم "سيشمل حالة التربة، ومدى تضرر الغطاء النباتي، والتأثير على التنوع الحيوي المحلي، بهدف وضع المعالجات المناسبة وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً".
ولفت إلى أن "الأضرار التي لحقت بالنخيل والأحواض الزراعية ستؤثر بشكل ملحوظ على إنتاجية التمور هذا العام، كما ستضاعف الأعباء على المزارعين الذين سيضطرون لإعادة تأهيل الأراضي المتضررة، ما يتطلب وقتًا وجهدًا إضافيين لاستعادة الوضع الزراعي والإنتاجي إلى حالته الطبيعية".
ودعا المسؤول المحلي "جميع المزارعين إلى توخي الحيطة والحذر عند التعامل مع المخلفات الزراعية واتباع وسائل السلامة، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث التي تلحق أضرارًا بالغة بالقطاع الزراعي والبيئي على حد سواء".
دعوة لمساندة عاجلة
وناشد المدير العام لمكتب وزارة الزراعة والري بساحل حضرموت الجهات والمنظمات الدولية الداعمة للقطاع الزراعي، بضرورة تقديم الدعم والمساندة العاجلة لمديرية دوعن، باعتبارها من أهم المناطق الزراعية في حضرموت واليمن بشكل عام.
وتمتلك دوعن مقومات طبيعية وزراعية متميزة، في مقدمتها أشجار السدر التي تشتهر بإنتاج عسل السدر الدوعني ذو الجودة العالية والشهرة العالمية.
وأشار العوبثاني إلى توصيات مؤتمر المناخ COP28 المنعقد في دبي والذي أقر مشروعًا خاصًا بدعم الحفاظ على شجرة السدر، وتعزيز صمودها في مواجهة التغيرات المناخية، بما يسهم في رفع كفاءة الإنتاج الغذائي المحلي.
ودعا العوبثاني للإسراع في تنفيذ هذا المشروع في مناطق وادي دوعن لما لذلك من أثر مباشر في حماية البيئة وتحسين معيشة المزارعين وزيادة إنتاج الغذاء.
تكرر الحرائق
وأمس الخميس، شب حريق كبير في عدد من مزارع النخيل بمديرية دوعن، بحضرموت، وامتد إلى أحواض زراعية متعددة وخلف أضرارا واسعة في الممتلكات.
وشكل الحريق صدمة للمزراعين الذين "كانوا في انتظار قطف الخريف وحصاد مزروعهم قبل أن تنتشر النيران بسرعة كبيرة إثر الرياح والجفاف الذي يضرب المنطقة".
وعلى مدى السنوات الماضية تكررت الحرائق في دوعن إثر الجفاف والتغيرات المناخية مما تسبب بخسائر كبيرة للمزارعين لاسيما أحواض النخيل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news