تشهد الأسواق اليمنية اضطرابات غير مسبوقة في سعر الصرف، حيث تواصل العملة الوطنية تراجعها الحاد أمام العملات الأجنبية، وسط غياب أي تدخلات فعالة من الجهات الرسمية لاحتواء الأزمة.
وأكد الخبير الاقتصادي وفيق صالح أن الانهيار المتسارع للريال اليمني يعكس فشل الذراع الاقتصادي للحكومة في إدارة الملف النقدي، مشيرًا إلى أن الوضع تجاوز مرحلة التقلبات الطبيعية ليصبح انهيارًا شاملاً للنظام المالي.
وفي تطور مثير، وصف صالح سياسات البنك المركزي بالعشوائية وغير المدروسة، لافتًا إلى أن المؤسسة النقدية فقدت أدواتها التقليدية للسيطرة على السوق، كما أنها تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية لمعالجة الأزمة.
انهيار غير مسبوق في سعر الريال اليمني أمام الدولار والسعودي
تواصل ارتفاع سعر صرف الدولار والسعودي مقابل الريال اليمني
تدهور غير مسبوق.. الريال السعودي يتجاوز 700 ريال يمني في سوق الصرف
وجاءت تصريحات محافظ البنك المركزي أحمد المعبقي لتزيد من حدة الجدل، حيث أثارت ردود فعل غاضبة بعد وصفه لسعر الصرف في مناطق سيطرة الحوثيين بأنه “وهمي”، دون تقديم حلول عملية لأزمة الريال في المناطق الخاضعة للشرعية.
وتعالت الأصوات المنتقدة لمطالبة المعبقي بالحصول على موافقة أمريكية لتفعيل فروع البنوك العاملة في مناطق الحوثيين، فيما رأى مراقبون أن هذه التصريحات تشكل اعترافًا ضمنيًا بعجز المؤسسة النقدية عن إدارة الأزمة.
ويواجه المواطن اليمني تبعات هذه الأزمة بشكل مباشر، حيث تشهد الأسعار ارتفاعًا جنونيًا مع تآكل القدرة الشرائية، في ظل غياب أي بوادر لحلول قريبة قد تخفف من معاناة الناس.
ويبقى السؤال الأكبر: هل تمتلك الجهات الرسمية الإرادة السياسية والحلول العملية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news