رأى رئيس تحرير وكالة “2 ديسمبر”، الكاتب الصحفي عبد الناصر المملوح أن التصعيد العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل يُعدّ أول صراع في منطقة الشرق الأوسط قد تصب نتائجه – ولو بشكل غير مباشر – في مصلحة العالم العربي، واصفًا ما يجري بأنه “انتقام إلهي” لدماء الفلسطينيين في غزة، وردّ على ما اعتبره “عبث نظام الملالي بالجغرافيا العربية”.
وفي قراءة سياسية للمشهد، اعتبر المملوح أن اللافت في هذا الصراع هو تساؤلات أتباع إيران حول موقف العرب، متجاهلين – بحسب قوله – أن الحرب اندلعت داخل الأراضي الإيرانية، وأن إسرائيل نفذت عملياتها انطلاقًا من قلب طهران، مستفيدًة من اختراق أمني واسع في بنية النظام الإيراني.
وأضاف: “لو أن طهران كانت هي المبادِرة في الحرب، لربما نالت بعض المصداقية في أعين بعض العرب، بالنظر إلى شعاراتها العدائية لإسرائيل. لكن ما حدث هو العكس؛ فقد جاءت الضربة من الداخل الإيراني، على يد عملاء إيرانيين يعملون ضمن شبكة الموساد، وهو ما يكشف عمق الاختراق والارتباك داخل الحرس الثوري”.
وأشار المملوح إلى أن القيادة الإيرانية لم تكن مستعدة أو راغبة في مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، مستدلًا بسعي طهران السريع لطلب وساطات دولية – ولا سيما من الولايات المتحدة – لاحتواء التصعيد. واعتبر أن ذلك يتناقض مع خطاب إيران المتشدد تجاه واشنطن، التي لا تزال طهران تصفها بـ”الشيطان الأكبر”.
وسخر الكاتب من الموقف الإيراني قائلًا: “إسرائيل اختصرت المسافات وجلبت الحرب إلى العاصمة طهران، ومع ذلك يواصل النظام الإيراني التراجع ويعبّر عن استعداده للعودة إلى طاولة التفاوض”، متسائلًا: “أين ذهبت شعارات (هيهات منا الذلة)؟”.
وفي ختام مقاله، أكد المملوح أن هذه الحرب رغم فداحتها، قد تفتح نافذة استراتيجية للعرب، مشيرًا إلى أن “إيران تحتل القرار في أربع عواصم عربية، فيما يحتل الكيان الإسرائيلي الأرض الفلسطينية، وهذه الحرب قد تُضعف الطرفين معًا، في لحظة نادرة قد تصب في مصلحة العرب”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news