في خطوة جديدة ضمن سلسلة التعيينات الطارئة في صفوف الحرس الثوري الإيراني، أصدر المرشد الأعلى علي خامنئي مرسوماً بتعيين العميد محمد كرمي قائداً جديداً للقوات البرية التابعة للحرس، خلفاً للجنرال محمد باكبور الذي تولى بدوره قيادة الحرس الثوري عقب اغتيال القائد السابق حسين سلامي في الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
ويأتي تعيين كرمي في توقيت حرج تمر به المؤسسة العسكرية الإيرانية، عقب الهجمات غير المسبوقة التي استهدفت مراكز القيادة والمنشآت النووية الإيرانية في مستهل العدوان الإسرائيلي فجر الجمعة الماضية، في إطار عملية "الأسد الصاعد".
ويُعد كرمي من القيادات العسكرية المثيرة للجدل، إذ سبق إدراجه على قوائم العقوبات الأمريكية والأوروبية منذ عام 2021، بسبب أدواره في قمع الحركات الاحتجاجية وارتكاب انتهاكات واسعة في إقليم سيستان وبلوشستان، جنوب شرق إيران، حيث شغل سابقاً منصب قائد القوات البرية للحرس الثوري في الإقليم المضطرب.
ونشرت وكالة "تسنيم" الإيرانية نص المرسوم الصادر عن خامنئي، الذي جاء فيه: "بناءً على اقتراح القائد العام للحرس الثوري، ونظراً إلى كفاءتكم وتجاربكم القيمة، أعينكم قائداً للقوات البرية في حرس الثورة الإسلامية".
ويعكس هذا التغيير تسارع عمليات إعادة هيكلة القيادات العسكرية العليا في الحرس الثوري مع اتساع دائرة الاستهداف الإسرائيلي، وسط تقديرات بأن إسرائيل تواصل استهداف المفاصل القيادية العليا في المؤسسة الأمنية الإيرانية ضمن سياسة ضرب رؤوس الهرم الدفاعي والاستخباراتي في البلاد.
ويرى مراقبون أن تعيين كرمي، المحسوب على الجناح الأكثر تشدداً في الحرس الثوري، يحمل دلالات واضحة على تمسك طهران بنهج التصعيد والمواجهة في المرحلة الراهنة، مع تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار تبادل الضربات المباشرة مع إسرائيل بدعم أمريكي مباشر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news