ما الأزمة الخفية وراء انهيار الريال اليمني؟

محمد غلام

ما تشهده المحافظات المحررة من ارتفاع سعر الصرف بشكل مخيف جدآ لتصبح هذه الظاهرة أكثر خطورة من الحروب التي تعصف بالدول ، بينما يبدو الوضع هادئًا من الخارج فإن الأثر الذي يخلفه هذا الإرتفاع يهدد حياة الملايين ذوي الدخل المحدود الإرتفاع ليس مجرد رقم يتغير بل هو واقع قاسٍ يعيشه المواطن من ذوي الدخل في كل لحظة.

كل ريال يرتفع في سعر الصرف يعني اختفاء وجبة من مائدة أسرة فقيرة ، واختفاء علبة دواء من ثلاجة مريض لا يملك ثمنها ، هذه الأرقام الجافة تحمل في طياتها معاناة حقيقية حيث يتحول طعام يومي إلى حلم بعيد ، حتى التعليم أصبح في خطر حيث يُجبر الطالب على ترك مقاعد الدراسة بسبب عدم قدرته على تحمل تكاليف الدراسة و المواصلات.

المؤلم في هذه الأزمة هو أن الأسر المتعففة التي صبرت طويلًا تُضطر الآن لمد يدها طلبًا للمساعدة لحظات تكسر كرامتهم وتزيد من شعورهم بالعجز ، هذا الواقع المرير لا يمس فقط القوت اليومي بل يمس كرامة الإنسان وصحته وتعليم أبنائه.

إن انهيار أسعار الصرف ليس مجرد أزمة اقتصادية بل هو كارثة تمس حياة الناس في أبسط تفاصيلها يجب أن يدرك المسؤولون أن الوضع لم يعد يحتمل هذه القضية يجب أن تكون على رأس أولوياتهم قبل أن يصل الناس إلى نقطة الانفجار.

إن معالجة هذه الأزمة ليست خيارًا بل ضرورة ملحة يجب أن يتحرك الجميع من الحكومة إلى المجتمع المدني قبل فوات الأوان فالوقت يمر والمواطنون يحتاجون إلى أمل في غد أفضل وإلى خطوات ملموسة تعيد لهم كرامتهم وتضمن لهم حياة كريمة.