مع تصاعد المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران، تتجه الأنظار إلى تأثير هذا الصراع على ملفات إقليمية متشابكة، من بينها اليمن، حيث تخوض الحكومة الشرعية منذ نحو عقد حربًا دامية ضد مليشيا الحوثي المدعومة من طهران.
ويرى خبراء ومراقبون أن أي ضعف أو انهيار للنظام الإيراني قد ينعكس إيجابًا على معركة الحكومة اليمنية ضد الانقلاب الحوثي، شريطة توفر “الجاهزية السياسية والعسكرية” لاستثمار التحولات.
إيران.. العمود الفقري للحوثيين
ويؤكد مراقبون أن الدعم الإيراني السياسي والعسكري والمالي كان عاملًا حاسمًا في صمود الحوثيين منذ انقلابهم على السلطة عام 2014، حيث لعب الحرس الثوري دورًا محوريًا في تزويد الجماعة بأسلحة نوعية، من صواريخ باليستية إلى طائرات مسيّرة، فضلًا عن الخبرات الفنية والاستخباراتية.
ويشير هؤلاء إلى أن العلاقة بين الطرفين تجاوزت مجرد التحالف الظرفي، لتصبح جزءًا من استراتيجية إيرانية تهدف إلى بسط النفوذ الإقليمي وتهديد المصالح الغربية والخليجية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ثلاثة سيناريوهات محتملة وانعكاسات يمنية متباينة
بحسب تقديرات متابعين للشأن الإقليمي، فإن الحرب المستمرة بين إسرائيل وإيران منذ نحو اسبوع قد تؤدي إلى أحد السيناريوهات التالية، لكل منها تداعياته الخاصة على الملف اليمني:
إضعاف إيران دون انهيارها: مما قد يُفضي إلى تراجع قدرة طهران على تمويل ودعم وكلائها، بما فيهم الحوثيون، وهو ما قد يُضعف قدراتهم العسكرية في الداخل.
سقوط النظام الإيراني أو تفككه داخليًا: وهو سيناريو من شأنه أن يُحدث فراغًا استراتيجيًا في بنية الجماعة الحوثية، ويمنح الحكومة الشرعية فرصة حقيقية للتمدد، في حال توفرت شروط داخلية داعمة.
توسع الصراع إقليميًا وانخراط الحوثيين فيه: ما قد يدفع الجماعة إلى تنفيذ عمليات عسكرية ضد مصالح إسرائيلية أو غربية في المنطقة، ويعرض اليمن لمزيد من التصعيد والعزلة.
فرصة للشرعية… لكنها مشروطة
ويحذر مراقبون يمنيون من أن غياب إيران وحده لا يعني بالضرورة نهاية الحوثيين، خاصة بعد سنوات من تعزيز قدراتهم الذاتية وتثبيت وجودهم السياسي والعسكري في شمال البلاد. ويؤكدون أن مدى استفادة الحكومة الشرعية من هذه اللحظة الإقليمية مرهون بعدة عوامل، أبرزها:
توحيد الصف السياسي والعسكري داخل معسكر الشرعية.
تأمين دعم إقليمي مباشر، خصوصًا من دول التحالف العربي.
التحرك دبلوماسيًا لاستثمار التغيرات المحتملة في مواقف القوى الدولية تجاه الحوثيين.
خاتمة
مع اشتداد التوتر الإيراني الإسرائيلي، تتجه أنظار كثير من المراقبين إلى اليمن كساحة مرشحة للتأثر المباشر، خاصة في ظل العلاقة العضوية بين طهران ومليشيا الحوثي. لكن تَحوُّل هذه الأزمة إلى فرصة حقيقية للحكومة اليمنية يتطلب أكثر من مجرد انتظار نتائج الحرب، بل تحركًا وطنيًا منسقًا يستثمر اللحظة ويعيد ترتيب الأولويات على الأرض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news