في تصعيد جديد للحرب الفكرية في اليمن، حذرت صحيفة "26 سبتمبر" الصادرة عن القوات المسلحة اليمنية من خطورة ما وصفته بـ"مشروع الولاية الحوثي"، مؤكدة أن المليشيات تسعى من خلاله إلى إعادة صياغة وعي الأجيال اليمنية وفق فكر كهنوتي يتنافى مع قيم الحرية والمساواة.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن جماعة الحوثي لم تكتف بفرض سيطرتها العسكرية، بل توجه جهوداً مكثفة نحو ترسيخ أفكار "الولاية" السلالية عبر المناهج التعليمية المعدلة، والمخيمات الصيفية، ووسائل الإعلام الموجهة للأطفال والناشئة، في محاولة لإعادة تشكيل الهوية الوطنية اليمنية على أساس طائفي وطبقي.
وأكدت الصحيفة أن خطورة المشروع الحوثي لا تكمن في سيطرته الميدانية فحسب، بل في محاولاته الحثيثة لإعادة إنتاج الفكر السلالي الذي يستند إلى ادعاءات "الاصطفاء الإلهي" واحتكار الحكم والزعامة بناء على النسب، وهو ما اعتبرته معركة "وجودية" تستهدف جوهر المجتمع اليمني وثقافته التعددية.
وأضافت الصحيفة أن اليمنيين عبر التاريخ واجهوا هذا المشروع منذ القرن الثالث الهجري، وقدّموا تضحيات كبيرة في سبيل الدفاع عن حريتهم وهويتهم الجامعة، مشددة على أن المرحلة الراهنة تتطلب خوض "معركة وعي شاملة" بالتوازي مع الجهود العسكرية لتحرير الأرض.
ودعت الصحيفة النخب الفكرية والإعلامية والدينية في اليمن إلى الاضطلاع بدور أكبر في تحصين الأجيال من هذا الفكر المستورد، الذي يحمل بصمات المشروع الإيراني الطائفي، مؤكدة أن رهان الحوثيين الحقيقي هو على كسب معركة العقول عبر استثمار الطفولة والشباب في مناطق سيطرتهم.
كما طالبت الشرعية اليمنية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بالتحرك العاجل لتطوير برامج التوعية والتثقيف الفكري، وابتكار أدوات إعلامية وتربوية فاعلة تفضح هذا المشروع وتفكك آلياته الدعائية التي تستغل النصوص الدينية والتاريخ الإسلامي لتبرير الهيمنة والكهنوت.
وخلصت الصحيفة إلى التأكيد بأن التساهل مع هذا المشروع الفكري الخطير، أو الاكتفاء بالتفاؤل على وعي المجتمع وحده دون بناء أنظمة تحصين مستمرة، يشكل تهديداً مستقبلياً خطيراً قد يعمّق أمد الصراع ويفرز أجيالاً مستلبة فكرياً تخدم المشروع الحوثي لعقود قادمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news