حين تُغري الحرب نفسها للاستمرار.. لماذا أصبحت العوامل المُغذية للحرب أكبر من عوامل كبحها؟

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 54 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حين تُغري الحرب نفسها للاستمرار.. لماذا أصبحت العوامل المُغذية للحرب أكبر من عوامل كبحها؟

الضربة الإيرانية الأخيرة على إسرائيل لم تكن مجرد رد، بل إعلانٌ مفاجئ بأن قواعد الاشتباك قد تغيّرت. ليس من حيث الحجم فقط، بل من حيث الاتجاه والرسالة: لا مكان آمن بعد اليوم في إسرائيل، وأصوات الانفجارات التي دوّت في حيفا – في قلب البنية التحتية الصناعية الإسرائيلية – كانت رسائل موقّعة ب النار، حملت توقيع “إيران الجديدة”: إيران ما بعد كسر الحاجز النفسي، إيران ما بعد الرهبة.

حين يصبح الرد سببًا لمزيد من الفعل

في العرف الاستراتيجي، هناك شيء يُعرف بـ”نقطة الانجراف”، حين تبدأ الحروب تخرج من يد من أشعلها، وتصبح الرغبة في إثبات الذات، أو محو الإهانة، أقوى من حكمة التوقف عن الحرب  فإسرائيل اليوم تقف عند هذه النقطة بالضبط، فكل صاروخ إيراني  يسقط على تل أبيب ليس مجرد خسارة عسكرية، بل ضربة لأسطورة عمرها عقود: “إسرائيل التي لا تُضرب إسرائيل التي لاتمس  وكل تأخر في الردّ الساحق، هو شقّ في جدار الردع الإسرائيلي. فالدولة التي بُنيت على الخوف، تخشى اليوم أن تُرى خائفة.

وكل ردّ إيراني لا يُقابل بتدمير مؤلم لإسرائيل، يُعدّ هزيمة لهيبة الردع الابران

وهنا الخطر الحقيقي: إسرائيل، الدولة النووية، المدعومة استخباريًا وتقنيًا من الغرب، تدخل عقلًا استراتيجياً فيه رغبة انتقام لا تُروى، وسلوك توسعي لا يُكبح. وهذا ليس ادعاءً: تصريحات المتحدث العسكري الإسرائيلي كانت واضحة حين قال المتحدث العسكري باسمها: أن الرد على إيران سيكون غير قابل للمقارنة بما سبقه من ضربات.

في المقابل، إيران خرجت من صمتها الثقيل بلكنة مختلفة: لم تعد تسلّم الرسائل عبر وكلائها، بل أوصلتها بصواريخ باليستية وفرط صوتية، مستهدفة مباني وأحياء ملحقة أضرار كبيرة و مستهدفة مصافي النفط في قلب الدولة العبرية. إنها تقول ما لم تقله منذ عقود: نحن هنا… بأنفسنا.

ما بعد الضربة: إيران تكسر الزجاجة

ورغم قلة عدد الصواريخ التي تفجرت في إسرائيل، إلا أن دقتها الموجعة، وتجاوزها لمنظومات الدفاع، يشي بشيء أكبر من مجرد ردّ: تحول في العقيدة، وجرأة في القرار. فإستهداف مصفاة حيفا لم يكن عشوائيًا، بل اختيارًا موصولًا بعصب الدولة العبرية، تمامًا كما تُطعن الأفعى في العنق لا الذيل. تصريح وزير خارجية إيران بأن بلاده لا تريد توسيع الحرب إلى الدول المجاورة “إلا إذا اضطرت”، ليس تراجعاً، بل تسريب محسوب بمعنى أن هناك الكثير لازال في جعبة النظام لم يخرج للعلن  بمعنى نحن لم نبدأ بعد.

العالم اليوم ليس رماديًا. هناك معسكران يقفان على حافة البركان:

الغرب بقيادة أمريكا، إسرائيل، أوروبا.

الشرق بقيادة روسيا، الصين، إيران ومن خلفهم وكلاء يملكون الفعل لا التهديد فقط  الحوثيون، حزب الله، مليشيات العراق.

والجبهات تتهيأ للاشتعال

لبنان ربما قد ينفجر بعد  اغتيال نصر الله رغم أنه احتمال ضعيف ولكن إن حصل فإن الردّ لن يكون عسكريًا فقط، بل فوضى مفتوحة.

العراق على أعتاب تدويل جديد عبر المليشيات المؤدلجة.

(أنصار الله) يضعون أيديهم على الشريان البحري: باب المندب.

الخليج يراقب مصيره عند بوابة مضيق هرمز… حيث تمرّ 20% من نفط العالم.

ترامب: رئيس يشعل لا يُطفئ

وجود ترامب في البيت الأبيض، فالرئيس الذي لا يؤمن إلا بمنطق الصفقة، لا يُجيد إدارة الملفات المعقدة بالصبر أو العمق. عقليته الصدامية، ورغبته الجامحة في تسجيل “نصر” يُعيد مجده، تجعله أكثر ميلاً لركوب الموجة الإسرائيلية لا لجذبها نحو التهدئة.

إنه رئيس لا يُوقف الحريق، بل يُراهن على سعيره ليُبرم صفقة في الرماد.

لكن الواقع مختلف الان، فإيران المجروحة لن تفاوض تحت شروط أمريكا المجحفة وتحت وطأة الضربات الاسرائيلية. الا اذا توقفت إسرائيل. وإسرائيل في نشوة الغلبة لن تتراجع.

وهكذا تصبح سياسة ترامب ليست عامل استقرار، بل عامل  إضافي يساعد في إذكاء  الحربٍ التي تشتعل من تلقاء نفسها. العوامل المُغذية للحرب تفوق بكثير العوامل الكابحة.

الوقود المحرّك للحرب والعوامل الكابحة

تآكل الردع الإسرائيلي بسبب غياب أي رادع أمريكي فعّال، صعود التسلح الإيراني وتطوره، وايضا هشاشة الاقتصاد العالمي سيسبب اشتعال جبهات متداخلة بسبب  حسابات داخلية لدى بعض الأطراف، وكذا رغبة كلا النظامين الحاسمة  في الحسم أو الانهيار.. نحو حرب بصيغة “نكون أو لا نكون”.

النظام الإيراني الهرمي المرتكز على العقيدة والكرامة، والنظام الإسرائيلي اليميني المرتكز على التفوق والقوة، يعيشان اليوم في معادلة لا تسمح بالتراجع. كلاهما يُدرك أن التنازل يعني النهاية. وفي وسط هذا الجنون، تقف أمريكا كـ راعي للإسرائيلي المتنمر الذي لا يريد التهدئة بقدر ما يريد “صفقة مذلة لإيران. وهكذا، تمضي الأمور في هذا المشهد المشحون، لا أحد يريد الحرب، لكن الجميع يسير نحوها. وكأن المنطقة دخلت قطارًا لا يعرف الكوابح.. مغطى بدخان كثيف، يقودنا إلى حرب لا تنفجر فجأة، بل تتسلل بصخب.. حتى تُزلزل المنطقة بأكملها.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اعتقال جلال الرويشان.. تفكك داخلي يضرب الحوثيين في صنعاء

جهينة يمن | 647 قراءة 

عاجل : الحوثيون يبدأون تصعيدا كبيرا وخطيرا

جهينة يمن | 618 قراءة 

لن تصدق السبب...ترامب يهين زعيم دولة عربية ويمسح بكرامته الأرض "شاهد"

جهينة يمن | 411 قراءة 

اتفاق ”قاطع مقطوع” .. قبائل المحويت تتفق على تحديد هذا المهر وتيسير الزواج

المشهد اليمني | 383 قراءة 

السلطات السعودية تكشف عن قضية تحرش تورّط فيها مقيم يمني

نيوز لاين | 322 قراءة 

شباب في حضرموت يرسمون صورة الزعيم علي عبد الله صالح على سواحل المكلا

المنتصف نت | 321 قراءة 

تطورات جديدة في قضية اعتقال القيادي الحوثي الزايدي بالمهرة

بوابتي | 314 قراءة 

مصادر تكشف سر توقف الدعم السعودي… هل يتغير ميزان القوى في اليمن؟”

المرصد برس | 311 قراءة 

قرار عاجل وصادم يستهدف كل الاطباء (وثيقة)

جهينة يمن | 296 قراءة 

اكتشاف غير متوقع يُربك قوات الأمن جنوبي اليمن خلال مهمة بحث عن كنز أثري

نيوز لاين | 272 قراءة