حين تُغري الحرب نفسها للاستمرار.. لماذا أصبحت العوامل المُغذية للحرب أكبر من عوامل كبحها؟

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 78 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حين تُغري الحرب نفسها للاستمرار.. لماذا أصبحت العوامل المُغذية للحرب أكبر من عوامل كبحها؟

الضربة الإيرانية الأخيرة على إسرائيل لم تكن مجرد رد، بل إعلانٌ مفاجئ بأن قواعد الاشتباك قد تغيّرت. ليس من حيث الحجم فقط، بل من حيث الاتجاه والرسالة: لا مكان آمن بعد اليوم في إسرائيل، وأصوات الانفجارات التي دوّت في حيفا – في قلب البنية التحتية الصناعية الإسرائيلية – كانت رسائل موقّعة ب النار، حملت توقيع “إيران الجديدة”: إيران ما بعد كسر الحاجز النفسي، إيران ما بعد الرهبة.

حين يصبح الرد سببًا لمزيد من الفعل

في العرف الاستراتيجي، هناك شيء يُعرف بـ”نقطة الانجراف”، حين تبدأ الحروب تخرج من يد من أشعلها، وتصبح الرغبة في إثبات الذات، أو محو الإهانة، أقوى من حكمة التوقف عن الحرب  فإسرائيل اليوم تقف عند هذه النقطة بالضبط، فكل صاروخ إيراني  يسقط على تل أبيب ليس مجرد خسارة عسكرية، بل ضربة لأسطورة عمرها عقود: “إسرائيل التي لا تُضرب إسرائيل التي لاتمس  وكل تأخر في الردّ الساحق، هو شقّ في جدار الردع الإسرائيلي. فالدولة التي بُنيت على الخوف، تخشى اليوم أن تُرى خائفة.

وكل ردّ إيراني لا يُقابل بتدمير مؤلم لإسرائيل، يُعدّ هزيمة لهيبة الردع الابران

وهنا الخطر الحقيقي: إسرائيل، الدولة النووية، المدعومة استخباريًا وتقنيًا من الغرب، تدخل عقلًا استراتيجياً فيه رغبة انتقام لا تُروى، وسلوك توسعي لا يُكبح. وهذا ليس ادعاءً: تصريحات المتحدث العسكري الإسرائيلي كانت واضحة حين قال المتحدث العسكري باسمها: أن الرد على إيران سيكون غير قابل للمقارنة بما سبقه من ضربات.

في المقابل، إيران خرجت من صمتها الثقيل بلكنة مختلفة: لم تعد تسلّم الرسائل عبر وكلائها، بل أوصلتها بصواريخ باليستية وفرط صوتية، مستهدفة مباني وأحياء ملحقة أضرار كبيرة و مستهدفة مصافي النفط في قلب الدولة العبرية. إنها تقول ما لم تقله منذ عقود: نحن هنا… بأنفسنا.

ما بعد الضربة: إيران تكسر الزجاجة

ورغم قلة عدد الصواريخ التي تفجرت في إسرائيل، إلا أن دقتها الموجعة، وتجاوزها لمنظومات الدفاع، يشي بشيء أكبر من مجرد ردّ: تحول في العقيدة، وجرأة في القرار. فإستهداف مصفاة حيفا لم يكن عشوائيًا، بل اختيارًا موصولًا بعصب الدولة العبرية، تمامًا كما تُطعن الأفعى في العنق لا الذيل. تصريح وزير خارجية إيران بأن بلاده لا تريد توسيع الحرب إلى الدول المجاورة “إلا إذا اضطرت”، ليس تراجعاً، بل تسريب محسوب بمعنى أن هناك الكثير لازال في جعبة النظام لم يخرج للعلن  بمعنى نحن لم نبدأ بعد.

العالم اليوم ليس رماديًا. هناك معسكران يقفان على حافة البركان:

الغرب بقيادة أمريكا، إسرائيل، أوروبا.

الشرق بقيادة روسيا، الصين، إيران ومن خلفهم وكلاء يملكون الفعل لا التهديد فقط  الحوثيون، حزب الله، مليشيات العراق.

والجبهات تتهيأ للاشتعال

لبنان ربما قد ينفجر بعد  اغتيال نصر الله رغم أنه احتمال ضعيف ولكن إن حصل فإن الردّ لن يكون عسكريًا فقط، بل فوضى مفتوحة.

العراق على أعتاب تدويل جديد عبر المليشيات المؤدلجة.

(أنصار الله) يضعون أيديهم على الشريان البحري: باب المندب.

الخليج يراقب مصيره عند بوابة مضيق هرمز… حيث تمرّ 20% من نفط العالم.

ترامب: رئيس يشعل لا يُطفئ

وجود ترامب في البيت الأبيض، فالرئيس الذي لا يؤمن إلا بمنطق الصفقة، لا يُجيد إدارة الملفات المعقدة بالصبر أو العمق. عقليته الصدامية، ورغبته الجامحة في تسجيل “نصر” يُعيد مجده، تجعله أكثر ميلاً لركوب الموجة الإسرائيلية لا لجذبها نحو التهدئة.

إنه رئيس لا يُوقف الحريق، بل يُراهن على سعيره ليُبرم صفقة في الرماد.

لكن الواقع مختلف الان، فإيران المجروحة لن تفاوض تحت شروط أمريكا المجحفة وتحت وطأة الضربات الاسرائيلية. الا اذا توقفت إسرائيل. وإسرائيل في نشوة الغلبة لن تتراجع.

وهكذا تصبح سياسة ترامب ليست عامل استقرار، بل عامل  إضافي يساعد في إذكاء  الحربٍ التي تشتعل من تلقاء نفسها. العوامل المُغذية للحرب تفوق بكثير العوامل الكابحة.

الوقود المحرّك للحرب والعوامل الكابحة

تآكل الردع الإسرائيلي بسبب غياب أي رادع أمريكي فعّال، صعود التسلح الإيراني وتطوره، وايضا هشاشة الاقتصاد العالمي سيسبب اشتعال جبهات متداخلة بسبب  حسابات داخلية لدى بعض الأطراف، وكذا رغبة كلا النظامين الحاسمة  في الحسم أو الانهيار.. نحو حرب بصيغة “نكون أو لا نكون”.

النظام الإيراني الهرمي المرتكز على العقيدة والكرامة، والنظام الإسرائيلي اليميني المرتكز على التفوق والقوة، يعيشان اليوم في معادلة لا تسمح بالتراجع. كلاهما يُدرك أن التنازل يعني النهاية. وفي وسط هذا الجنون، تقف أمريكا كـ راعي للإسرائيلي المتنمر الذي لا يريد التهدئة بقدر ما يريد “صفقة مذلة لإيران. وهكذا، تمضي الأمور في هذا المشهد المشحون، لا أحد يريد الحرب، لكن الجميع يسير نحوها. وكأن المنطقة دخلت قطارًا لا يعرف الكوابح.. مغطى بدخان كثيف، يقودنا إلى حرب لا تنفجر فجأة، بل تتسلل بصخب.. حتى تُزلزل المنطقة بأكملها.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

وفاة الفنان الشعبي علي عنبه

قناة المهرية | 1084 قراءة 

عاجل : الإعلان عن وفاة الفنان علي عنبه

المشهد اليمني | 480 قراءة 

عدن…اشتباكات مسلحة بين ميليشيات المجلس الانتقالي في التواهي

موقع الجنوب اليمني | 480 قراءة 

ظهور خوف ورعب على وجه عبدالملك الحوثي في خطبته الأخيرة من القادم

نافذة اليمن | 443 قراءة 

"سنسحبكم في الشوارع".. اتهامات ونُذر تصعيد بين المقدشي وقبيلة آنس في ذمار

الموقع بوست | 385 قراءة 

وفاة الفنان الشعبي اليمني علي عنبة

يمن ديلي نيوز | 370 قراءة 

الكشف عن مكان و سبب وفاة الفنان الشعبي ”علي عنبه”

المشهد اليمني | 369 قراءة 

رحيل الفنان اليمني الشعبي علي عنبه في القاهرة إثر نوبة سكر

بيس هورايزونس | 343 قراءة 

البيضاء تكسر الصمت وتطالب الزبيدي بإعادتها إلى الجنوب رسميًا

نيوز لاين | 278 قراءة 

تصرف غير مألوف: لواء سعودي يستذكر حوثياً ويطلب له الرحمة

نيوز لاين | 266 قراءة