قشن برس-
تتزايد أعداد السياح الوافدين إلى جزيرة سقطرى اليمنية التي تشتهر بتنوعها البيولوجي الفريد ومناظرها الطبيعية الخلابة، رغم كونها بعيدة عن أضواء الصراعات على البر الرئيسي. الجزيرة التي تضم نحو 60 ألف نسمة، وما زالت تحافظ على لغتها السقطرية القديمة، تستقطب اليوم عشاق الطبيعة والمصورين ومنصات التواصل الاجتماعي، ما يفتح الباب أمام فرص تنمية سياحية جديدة.
ومع ذلك، تبقى الرحلات الجوية محدودة، حيث تغادر طائرتان أسبوعيًا فقط من أبوظبي، ما يحد من أعداد الزوار إلى حوالي 4000 سائح سنويًا. كما يعاني قطاع الإقامة في عاصمة الجزيرة، حديبو، من ضعف البنية التحتية، إذ لا يتوفر سوى فندقين بسيطين، مما يدفع أغلب الزوار إلى الاعتماد على التخييم البسيط. في المقابل، يوفر مخيم فاخر متنقل تجربة سياحية مميزة، مع خيام مجهزة تجهيزًا راقيًا وتنقل بين مختلف أركان الجزيرة.
يركز منظمو الرحلات، وعلى رأسهم شون نيلسون، الجندي البريطاني السابق ومؤسس شركة تنظيم الرحلات، على تقديم تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الرفاهية والبساطة، وتعمل على توظيف السكان المحليين والبقاء ضمن سياق الجزيرة الثقافي والبيئي. وتُعد هضبة ديكسام ومواقع أشجار دم التنين العتيقة من أبرز الوجهات التي تستقطب السياح الباحثين عن مشاهد طبيعية استثنائية.
لكن التحديات البيئية تزداد مع تراجع معدل الأمطار وتكرار الأعاصير التي تؤثر على الغطاء النباتي، بالإضافة إلى سلوك بعض السياح الذي قد يضر بالمحيط الطبيعي، كما يوضح حارس المنطقة سليمان المروه. وفي هذا السياق، تبذل جهود محلية للحفاظ على التراث النباتي واللغوي، إذ يعمل سالم أحمد، المرشد اللغوي السقطري، على أرشفة اللغة القريبة من الاندثار.
تُظهر سقطرى مثالًا حيًا على التوازن الدقيق بين جذب التنمية السياحية والحفاظ على بيئة وتراث فريدين، وسط تحديات تتطلب تعاونًا مستدامًا بين منظمي الرحلات والمجتمعات المحلية والسلطات.
المصدر:
مجلة فوغ
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news