في قصة أقرب إلى أفلام الجاسوسية، كشفت تقارير غربية عن تجنيد إسرائيل لسيدة فرنسية المولد تدعى كاثرين بيريز شاكدام، تمكّنت خلال أشهر من التوغل في عمق النظام الإيراني، والوصول إلى كبار المسؤولين، بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس السابق إبراهيم رئيسي، وقادة من الحرس الثوري.
دخلت كاثرين إيران بجواز فرنسي، مدعية أنها مسلمة وشيعية ومتزوجة من رجل يمني. وعملت كصحفية ومحللة داخل وسائل إعلام رسمية إيرانية، حيث أظهرت دعماً قوياً للمقاومة الفلسطينية ومعاداة صريحة لإسرائيل، مما عزز من اختراقها الثقافي والسياسي.
وفق تقرير نشرته سكاي نيوز، فقد استغلت كاثرين علاقاتها مع رجال دين بارزين، حيث كانت تدّعي رغبتها في تعلم الشريعة، قبل أن تعرض الزواج على بعضهم وتستدرجهم للحصول على معلومات سرية. وفي كثير من الحالات، بادر المسؤولون أنفسهم بتقديم المعلومات دون أن تطلبها.
وتقول التقارير إن نحو 100 مسؤول إيراني كانوا ضمن شبكة الاستهداف التي أسهمت كاثرين في كشفها للموساد، ما سهل تنفيذ عدد من العمليات النوعية داخل إيران، من بينها اغتيالات واستهداف منشآت نووية.
الجدير بالذكر أن موقع "نور نيوز" الإيراني المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي، نفى في وقت لاحق صحة القصة، واعتبرها "فبركة استخباراتية"، إلا أن الاعترافات المتفرقة من بعض المسؤولين الإيرانيين عن اختراقات أمنية متكررة من قبل الموساد، تعزز من مصداقية الرواية الغربية.
كاثرين بيريز شاكدام كانت في السابق محللة بموقع "مينت برس نيوز"، ولها كتابات ضد الإمبريالية الغربية. ويبدو أن تلك الخلفية ساعدت في بناء هويتها المزيفة، وتغلغلها في دولة تعتبر من أكثر الأنظمة الأمنية تعقيدًا في الشرق الأوسط.
القضية تطرح تساؤلات مقلقة داخل إيران حول مدى هشاشة المؤسسات الأمنية، وتحوّل "الحرب الاستخباراتية" بين طهران وتل أبيب إلى ساحة معارك ناعمة، تقودها في أحيان كثيرة وجوه لا تثير الشبهات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news